تشكل تظاهرة (ربيع الحمامات للصناعة التقليدية) التي افتتحت طبعتها الرابعة بداية الأسبوع بمنطقة حمام دباغ السياحية بقالمة فرصة لأكثر من 100 حرفي من 30 ولاية للإبداع والترويج لمنتجاتهم التي عرفت إقبالا كبيرا للزوار حسبما لوحظ. وشهدت كل الفضاءات المفتوحة على الهواء الطلق بمنطقة (العرائس) بمدخل المدينة السياحية التي تحتضن فعاليات هذه التظاهرة التي انطلقت منذ أسبوع وتختتم اليوم في أجواء مميزة ترجم فيها المبدعون من المناطق الأربع للوطن أصالة وجمال وتكامل وثراء المخزون الثقافي والتقليدي الذي تزخر به الجزائر. كما كانت الخيم المنصوبة في هذه التظاهرة مناسبة لإضافة قطعة جديدة للديكور الربيعي الجميل بمنطقة العرائس الذي تصنعه الألعاب الهوائية والترفيهية التي تلقى إقبالا كبيرا من الأطفال وعائلاتهم كل عطلة مدرسية وهو ما سمح للزوار من الجمع بين (النافع والمستحسن) والمزاوجة ما بين الترفيه والتعرف على المنتوج الحرفي ممتد الجذور وفي نفس الوقت اقتناء قطع تذكارية مختلفة. وأشار فتحي مرزوق مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية قالمة إلى أن الطبعة الحالية من التظاهرة تم تنظيمها وسط مدينة حمام دباغ بخلاف الطبعات السابقة التي كانت تنظم بساحة المركب السياحي (الشلالة)، مضيفا بأن ذلك سمح بتقريب النشاط أكثر من كل الفئات الاجتماعية التي تقصد المنطقة بكثافة خلال كل عطلة مدرسية. وذكر بأن الطبعة الحالية تعرف إقبالا (قياسيا) من الحرفيين من الجنسين من بينهم 5 جمعيات حرفية، مضيفا بأن من أهم المشاركين حرفيون تنقلوا خصيصا من ولايات إليزي وتمنراست وغرداية وورقلة إضافة إلى بقية ولايات الشرق والوسط والغرب الجزائري. وشملت المعروضات التي كانت مفتوحة للبيع أمام الجمهور العريض كل النشاطات الحرفية والصناعات التقليدية المعروفة عبر التراب الوطني حسب المصدر نفسه الذي أوضح بأن تلك الصناعات التقليدية تنوعت بين النحاس والفخار واللباس التقليدي والحلي والحلويات ومشتقات النخيل والزيوت وبعض الفواكه وحتى المأكولات التقليدية. واستنادا للمدير نفسه فإن هذا الإقبال المميز من العارضين والزوار على حد سواء سمح بتحقيق الأهداف المسطرة لهذه التظاهرة من ذلك الترويج للصناعات التقليدية والتعريف بالموروث الثقافي وتشجيع السياحة الحموية وخلق فضاءات تسويقية للحرفيين. من جهتهم استحسن العارضون هذه التظاهرة مشيرين إلى أنها سمحت لهم بتسويق منتجاتهم والتعريف بها، إضافة إلى ربط اتصالات تعارف وتبادل تجاري بين الحرفيين عبر مختلف الولايات. وسيتم خلال هذه التظاهرة المنظمة من طرف مديرية السياحة والصناعة التقليدية بالتعاون مع غرفة الصناعة التقليدية والحرف للولاية تكريم الحرفيين وكذا تنظيم مسابقة لتلاميذ المدارس خاصة بأحسن رسم حول الصناعة التقليدية في الجزائر.