يفتح اليوم معرض الصناعة التقليدية المقام ببهو ميترو الجزائر أبوابه للزوار، هذه التظاهرة التي تنظم من طرف غرفة الصناعة التقليدية لولاية الجزائر ومؤسسة مترو الجزائر ستتواصل إلى غاية السبت المقبل بهدف الترويج للمنتوجات التقليدية والأصيلة التي تزخر بها الجزائر، وذلك بمشاركة عارضين من العاصمة وتيزي وزو في مختلف الحرف. تحول بهو ميترو الجزائر، منذ بداية الأسبوع، إلى فضاء لعرض مختلف المنتجات الفنية والملابس الجزائرية الأصيلة التي تتميز بها الجزائر، وذلك من خلال معرض الصناعة التقليدية الذي بادرت بتنظيمه غرفة الصناعة التقليدية لولاية الجزائر بالتعاون مع مؤسسة مترو الجزائر، حيث ضم الفضاء عارضين من عدة أماكن من الوطن، والذين عرضوا مختلف الحرف اليدوية والصناعات التقليدية التي تفننوا في صنعها بأناملهم. حرف تصارع من أجل البقاء استطاع هذا المعرض أن يستوقف المسافرين الذين يستقلون الميترو في تنقلاتهم اليومية، حيث تم نصب أروقة تعرض سلع متنوعة منها صناعة الكراسي من الخزامى وأخرى متخصصة في صنع الملابس التقليدية من جبة قبائلية وقشابيات وغيرها من الملابس، بالإضافة إلى الملابس التقليدية العاصمية والرسم على الخزف والحلي والنحاس وغيرها. ولاقت التظاهرة استحسانا من طرف المتوافدين علة محطة المترو بالبريد المركزي وحي البدر اللذات تحتضنان هذا المعرض، حيث سجلت إقبالا حتى قبل الإعلان، وهو ما اعتبرته الحرفية المتخصصة في صنع السجاد والجبة القبائلية »زهرة إحدادن « من ميشلي من ولاية تيزي وزو العنصر الأساسي في إنجاح المعرض، خاصة وأن هذا الفضاء يتوافد عليه العديد من المواطنين يوميا، ما يجعلها بمثابة الفرصة الذهبية لنا، كما أن الفكرة نالت إعجاب الزوار الذين عبروا عن وجود ما يملا الفراغ الذي يعرفه هذا المرفق العمومي، مضيفة أن الهدف من مشاركتها في هذا المعرض كانت من أجل الترويج للمنتوج التقليدي المحلي والمحافظة عليه، من خلال التقرب من المستهلك، رغم أن التواجد ببهو الميترو فكرة جديدة لكنها راقت للحرفيين. مضيفة أن التجربة التي اكتسبتها منذ أن كان سنها 14 سنة في صناعة النسيج دفعتها للحفاظ على هذا الإرث التقليدي والمساهمة في تشجيع المواطنين على التمسك به، خاصة مع التطور الذي تعرفه مختلف جوانب الحياة والذي جعل منهم يستغنون على تلك المنسوجات التي تتميز بالدقة والجودة التي تفتقدها تلك المستوردة، مشيرة أن الحرفي في صراع مرير من أجل البقاء نظرا للصعوبات التي يواجهها والتي تكمن في التسويق والحصول على المواد الأولية، بالإضافة إلى محاولاته الحثيثة من أجل مجابهة العصرنة والعقليات وكذا الثقافات التي تسعى إلى أن تعصف بالتراث الجزائري وطمس الهوية الوطنية، مؤكدة على ضرورة الوعي بتلك الأخطار ومحاولة الصمود في وجهها. من جهته، اعتبر جمال تمار حرفي في الرسم على الزجاج المشارك من بلدية حسين داي، أن هذا المعرض يعتبر الأول من نوعه بالميترو وهي الفكرة التي أعطت التظاهرة طابعا مميزا خاصة مع وجود فراغ على مستوى هذا المرفق، وعليه فإنها تصب في صالح المسافرين والحرفيين على حد سواء، حيث سيسمح للحرفيين من التقرب من زبائن مؤسسة مترو الجزائر والذين سيجدون بدورهم ما يخفف عنهم الملل الذي تعودوا عليه في هذا المكان، مشيرا إلى أن مثل هذه التظاهرات تخدم الحرفي بشكل كبير، خاصة وأن هذه الفئة من المجتمع بحاجة على دعم من طرف المعنيين من أجل الاستمرار في القيام بها، مؤكدا وجود البعض من انهاروا بسبب تخبطهم في مشاكل كثيرة ولم يجدوا من يقدم الدعم لهم. وأضاف ذات المتحدث أن الحرفي بعد أن يصنع شيئا بيديه ويتعب فيه يفكر في تسويقه وتحقيق ربح مادي من ورائه، لكن المؤسف أنه لا يوجد مكان محدد نتواجد فيه ونحن في كل مرة نشد الرحال إلى وجهة أخرى، مشيرا إلى أن سيدي فرج وساحة أودان كانتا في وقت مضى ملجأ العديد من الحرفيين حيث يساهمون في التنشيط الثقافي والسياحي للوطن، في حين يعانون اليوم من غياب تلك الفضاءات المخصصة لهم، وهو ما يستدعي تدخلا عاجلا من طرف المعنيين لحل هذه المشكلة. وطالب هذا الحرفي بمنح ورشات للحرفيين أو محلات يعرضون فيها إبداعاتهم كما هو الحال بالنسبة لباعة الورود، خاصة وأن الناشطين في هذا المجال يبذلون مجهودات كبيرة للقيام بهذه التحف الفنية التي تتطلب منهم تكاليف باهظة وبالمقابل لا يجنون منها الكثير، داعيا الزوار إلى التوافد على هذا الفضاء الذي سيكتشفون فيه إبداعات تستحق المشاهدة. مسابقة لأحسن منتوج وأحسن عارض من جهة أخرى، أوضحت الحرفية في صناعة اللباس التقليدي جاني فاطمة أن الهدف من هذه التظاهرة هو الحفاظ على المنتوج التقليدي، قائلة »نحن نسعى لتعريف الناس بأنه نملك صناعة تقليدية مميزة، ونعرض تشكيلة من اللباس التقليدي خاصة للعرائس، وهي تعبر عن عمق الأصالة الجزائرية، وأؤكد أن مشاركتي في هذا المعرض ليست لتحقيق ربح مادي لأنني معروفة وقديمة في المجال، وإنما أشارك هنا لتعريف الزوار بالتطور الذي عرفته صناعة الملابس التقليدية في الجزائر والتي بقيت محافظة على أصالتها رغم الحداثة التي أدخلت عليها. من جانبهم، أبدى بعض المواطنين استحسانهم للمبادرة، والذين بدءوا في التوافد على الأروقة منذ اليوم الأول لعرضها حيث أكدت إحدى الزائرات وهي تشتري قشابية لطفلها الصغير خاصة وأن المعرض تزامن مع تساقط الأمطار، أن الصناعات التقليدية بمثابة إحياء للتراث الجزائري، وتثمن تنظيم مثل هذه التظاهرات بغرض الحفاظ على هذه الصناعات من الاندثار، مؤكدة أنها تراقب تنظيم مثل هذه التظاهرات بين الفينة والأخرى لتتمكن من اقتناء تحف فنية يدوية، خاصة وأنها عاملة ولا تتمكن من قصد دكاكين الحرفيين هنا وهناك لذات الغرض. جدير بالذكر أن معرض الصناعات التقليدية الذي يحتضنه مترو الجزائر في محطتي البريد المركزي وحي البدر سيدوم إلى 30 من الشهر الجاري، جاء ضمن شراكة بين غرفة الصناعة التقليدية لولاية الجزائر ومؤسسة ميترو الجزائر التعريف بالمنتوج الوطني والحفاظ على التراث الجزائري والحرف التقليدية، بمشاركة حرفيين من الجزائر العاصمة وولاية تيزي وزو، والذي سيعرف كما أكدته ممثلة عن الغرفة تنظيم يوم إعلامي وكذا مسابقات لاختيار أحسن منتوج وأحسن عارض، بالإضافة إلى تكريم للحرفيين القدامى.