* الحوثيون يرتكبون مجازر تصفية في عدن توتر أمني غير مسبوق عبر مناطق اليمن، وهذا بعد مرور أسبوع على انطلاق العملية العسكرية المسماة (عاصفة الحزم) التي تقودها السعودية (التحالف العشري) الذي يضم إلى جانبها البحرين، قطر، الكويت، الإمارات، المغرب، السودان، الأردن مصر وباكستان، وبينما تقول الرياض إن العملية (تأتي استجابة لدعوة هادي بالتدخل عسكريا لحماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية)، يصر الحوثيون على اعتبار العملية بمثابة (عدوان سعودي أمريكي). في ظل تواصل العملية العسكرية يصعب إحصاء أعداد القتلى والمصابين والخسائر المادية، لكن أبرز المشاهد هو عدم ظهور طائرات الجيش اليمني الذي يسيطر الحوثيون والموالون لصالح على أكثر من 70 من قوته -حسب مراقبين- في سماء العمليات، مما يعزز قول إن التحالف نجح في شل القوة الجوية التي كانت في يد تحالف (الحوثي-صالح) التي استخدمها الأخير في 19 مارس الماضي في قصف القصر الرئاسي بمحافظة عدن، والذي كان يقيم فيه الرئيس هادي قبل لجوئه إلى السعودية. وركزت ضربات التحالف خلال الأيام الأولى على العاصمة صنعاء التي تتركز فيها القوة العسكرية الأبرز للحوثيين والنظام السابق، وخلال اليومين الأخيرين من أسبوعها الأول تركزت وبشدة على معقل الحوثيين في صعدة مع استمرارها وبشكل متقطع على المحافظات الغربية والوسطى التي اجتاحها تحالف (صالح-الحوثي) ونقل إليها أسلحة ومعدات ثقيلة. * دعوة إلى الإنزال البري طالبت اللجان الشعبية في عدن بجنوب اليمن قادة عملية (عاصفة الحزم) بالقيام بعملية إنزال بري. وقال أحد المقاتلين إن الضربات الجوية والبحرية لن تكفي، وإن بعض العائلات محاصرة وتتعرض لقصف من مليشيات الحوثي. يأتي ذلك بعدما أنزلت قوات عاصفة الحزم أسلحة للجان في المدينة، في حين هاجمت اللجان الحوثيين في مطار المدينة وقتلت 17 مسلحا. وقالت مصادر إن قوات عملية (عاصفة الحزم) زودت اللجان الشعبية في عدن بأسلحة وذخائر وأجهزة اتصالات أنزلتها في عدة مناطق، وقد عرض موقع عدن الغد) صورا لهذه الأسلحة والمعدات. وفي سياق التطورات الميدانية أفادت مصادر أخرى من داخل اليمن بأن اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي هاجمت مواقع تمركز الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد اللّه صالح في مطار عدن بعد قصفه خلال الليل من قبل قوات التحالف الذي تقوده السعودية. وأفادت مصادر محلية بأن بارجات بحرية تابعة لقوات التحالف الذي تقوده السعودية قصفت مطار عدن الدولي ومعسكر قوات الأمن الخاصة بالمدينة خلال الليل. وقال سكان محليون إن انفجارات عنيفة هزت المطار ومعسكر قوات الأمن الخاصة، مؤكدين احتراق طائرات في المطار نتيجة القصف. * مناطق آمنة في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إلى إقامة مناطق آمنة في عدن لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان المدينة. وخلال مقابلة خاصة، أكد ياسين عدم وجود أي اتصالات سياسية مع الحوثيين أو الرئيس المخلوع علي عبد اللّه صالح. كما أدان الحزب الاشتراكي اليمني في عدن الحرب التي تستهدف فيها جماعة الحوثي وحليفها الرئيس المخلوع هذه المدينة، ووصف في بيان الحرب على عدن من قبل ما سماه التنظيم الإرهابي الذي يجمع الحوثيين والرئيس المخلوع (بالهمجية). وقال الحزب إن هذه الحرب لن تزيد عدن وشعب الجنوب إلا مزيدا من الصمود والمقاومة والاستبسال حتى يوم الخلاص لنيل الحرية. وأكد الحزب وقوفه مع المقاومة الشعبية ضد الحوثيين وإشادته بها في عدن ومناطق الجنوب كافة. * جرائم انتقام ففيما تواصل مقاتلات التحالف العربي أو ما يعرف بعملية (عاصفة الحزم) غارتها على مواقع جماعة الحوثي الشيعية في اليمن، ما تزال مليشيات الجماعة المدعومة من طهران تعمل على سفك دماء اليمنيين الرافضين لإنقلابهم وتواجدهم المسلح. عمليات إبادة عُرقية وتصفية جسدية تعرض لها المدنيون في الضالع وعدن ولحج التي يقطنهم غالبية سنية ووسط عدن بالتحديد، في (خور مكسر) قتل وأصيب المئات من الأبرياء بأسلحة الحوثيين بمعاونه الرئيس اليمني المخلوع على عبدالله صالح. حيث أكد شهود عيان في مدينة عدن أن مليشيا الحوثي وعناصر مسلحة تابعة لصالح ارتكبوا في (خور مكسر) و(حي السعادة) ومنطقة (العريش) و(كريتر) جرائم بشعة، في محاولة منهم للتقدم والسيطرة على قصر المعاشيق الواقع بمديرية صيرة الذي كان يقيم فيه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قبل مغادرته إلى عدن غير أن اللجان الشعبية تصدت لهم مستخدمة أسلحة مختلفة في المواجهات لكنها لم تصمد طويلا أمام مضادات الطيران التي استخدمتها الحوثيين. وقصفت المليشيات وقوات صالح بقذيفة دبابة مسجدا في خور مكسر بعدن ودمرته تمهيدا للمجازر التي ارتكبوها. وحول تفاصيل هذة المجازرأكد والد أحد الضحايا الذين قتلوا على يد الحوثيين وقوات صالح أن قوات الأمن المركزي الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وصالح قامت بعملية غادرة على حد قوله في مديرية خورمكسر، وكانت معززه بالأطقم المضاده للطيران وقامت بعمليات إبادة للأهالي الساكنيين حول المطار بحي اليمن. ويروي والد أحد الضحايا أحداث ما جرى قائلا: (رغم أن الأهالي لا يحملون السلاح ولا يوجد عليهم أي مظاهر للمقاومة الشعبية بتلك المناطق السكنية والمليئة بالعائلات البريئة التي وقعت ضحية همجية وغدر قوات لا دين لها ولا مذهب، فقد رفعوا رايات بيضاء للمعتدين لأنهم لا يملكون السلاح إلا أن رايتهم البيضاء قوبلت بسيل الدماء من رصاص مضاد الطيران الذي حصد العديد من شباب وشيوخ وأطفال المنطقه، حيث قام بعضهم بإسعاف من قدروا عليه قبل أن تحتل تلك القوى المساكن ويعتلي قناصيها الأسقف لبيوتهم ولا يعلم أحد ما مصير العائلات والأطفال هناك، ولشناعة الوضع والازدحام في قسم الحوداث التابع لمستشفى الجمهورية لم تتمكن سيّارة الإسعاف من الاقتراب من المنطقة بسبب منع تلك القوات إسعاف ونقل الشهداء). ورغم أن وسائل إعلام محلية أكدت أن المقاومة الشعبية في الجنوب نجحت في إجبار الحوثيين على التراجع عن أطراف منطقة خور مكسر، إلا أن مليشيات الحوثي وصالح تمكنوا فجر يوم من السيطرة على مداخل مدينة كريتر ليرتكبوا مجزرة جديدة خلفت أكثر من 77 قتيلا ونحو 500 جريح من المدنيين، وهو ما بدا ظاهرا في نداءات الاستغاثة بعدما بدأت المليشيات في إبادتهم مؤخرًا. * عقاب رافضي (التبرّع) قال مصدر يمني مطلع إن جماعة الحوثي تقف وراء عمليات مسلحة استهدفت أصحاب رؤوس الأموال خلال الأيام الأخيرة عقابا لهم على رفضهم التبرع لصالح الحرب التي تخوضها الجماعة في المحافظات الجنوبية وضد ضربات طيران التحالف. وأكد المصدر أن جماعة الحوثي طلبت من كل منشأة تجارية من المنشآت الكبرى 50 مليون ريال يمني (250 ألف دولار). وأضاف المصدر أن معظم المنشآت رفضت التبرع وبررت ذلك بتوقف الأعمال وركود الحركة التجارية وعدم قدرة الشركات على دفع رواتب موظفيها في ظل الوضع المضطرب الذي تشهده البلاد. وفتحت جماعة الحوثي ما وصفته باب التبرّع لما سمّته (مجهود التعبئة الشعبية) عبر مصرفي (اليمني للإنشاء والتعمير) و(التسليف التعاوني الزراعي) الحكوميين. وقال مصدر آخر إن جماعة الحوثي تقف وراء قصف مصنعين تابعين لرجال أعمال يمنيين، أحدهما لإنتاج للإسمنت والآخر للألبان والمشروبات. والتهم حريق هائل فجر الأربعاء الماضي مصنع الشركة اليمنية للألبان في مدينة الحديدة الساحلية (غرب) والتابع لمجموعة إخوان ثابت، أحد أكبر مجموعة صناعية وتجارية في اليمن. والتهمت النيران مخازن الشركة ومصنع الأغذية وأدت إلى وفاة 25 عاملا وحوالي 50 جريحا، حسب إدارة الشركة. وأكد مصدر في الشركة أن قذيفة هاون انطلقت من المعسكر المجاور للمصنع والموالي لجماعة الحوثي وتسببت في احتراق مخازن الشركة، وامتد الحريق إلى باقي المباني التابعة للشركة، مضيفا أن (قصف المصنع يعبّر عن توجه عدواني اتجاه الصناعة ورأس المال الوطني). وحذرت مؤسسات دولية من أن الاقتصاد اليمني يقف على حافة الهاوية، معربة عن مخاوفها من تفاقم الأزمات المعيشية والإنسانية في بلد يقبع ما يقرب من نصف سكانه تحت خط الفقر. * (القاعدة) على خط الأزمة اليمنية دخلت محافظة حضرموت، شرقي اليمن، على خط العنف بعدما كانت بعيدة نسبيا خلال الفترة الماضية من خلال تنظيم (القاعدة) الذي هاجم مدينة المكلا، مركز المحافظة، التي تصل مساحتها إلى ثلث مساحة البلاد، وكانت خلال السنوات الأخيرة ساحة لأنشطة التنظيم في توقيت يثير الكثير من الشكوك حول وجود أطراف تقف وراء تحريك ورقة (القاعدة) يتقدمهم الرئيس المخلوع علي عبد اللّه صالح. وهاجم التنظيم العديد من المقار الحكومية في مدينة المكلا ومنها القصر الجمهوري وقيادة المنطقة العسكرية الثانية والبنك المركزي اليمني (الحكومي)، وكذلك قام باقتحام مقر السجن المركزي وحرر المئات من السجناء، أشارت مصادر (إلى أن عددهم 300 وبينهم القيادي في التنظيم خالد سعيد باطرفي، أحد القياديين البارزين في التنظيم، الذي كان معتقلا منذ أربع سنوات). وحسب مصادر محلية فقد استخدم المهاجمون قذائف ال (آر بي جي) والأسلحة المتوسطة في الاقتحام، فيما ذكرت نفس المصادر أن اشتباكات دارت في السجن أسفرت عن مقتل حارسين وخمسة من السجناء. كما حلّقت مروحيات أطلقت قنابل صوتية لتفريق مواطنين كان تنظيم القاعدة دعاهم إلى نهب مقر قيادة السلطة المحلية في المحافظة والبنك المركزي. وتُعدّ هذه العملية أول هجوم في تلك المناطق لتنظيم (القاعدة) منذ بدء عملية (عاصفة الحزم) في اليمن وتوسّع رقعة المواجهات في المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى تعرّض مواقع الحوثيين ومعسكرات الجيش الخاضع لنفوذ الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في المحافظات الشمالية، لضربات جوية. ويلقي الهجوم في مدينة المكلا بظلاله على نشاط تنظيم (القاعدة) واستغلاله الأوضاع الحالية التي ساءت إلى حد كبير وتعرضت معها معظم معسكرات الجيش، التي أخضعها الحوثيون والرئيس المخلوع في المحافظات الجنوبية للقصف الجوي والنهب من قبل المسلحين. ومن شأن الانفلات الأمني الناتج عن الحرب الدائرة بين اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والقوات الموالية للحوثيين والرئيس المخلوع أن يفسح المجال أمام (القاعدة) للتحرك وكسب أسلحة ومعدات عسكرية. ولم تبدِ (القاعدة) أي موقف رسمي اتجاه (عاصفة الحزم)، غير أنه استمر بتبني الهجمات التي تستهدف الحوثيين في محافظة البيضاء، وسط البلاد، والتي كانت الساحة الأبرز لمعارك الحوثيين من جهة والقبائل ومسلحي (القاعدة) من جهة أخرى.