أكد محمد عيسى، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، خلال زيارته الميدانية التي قادته إلى ولاية بجاية أنه حان وقت الالتفاف حول المساجد من خلال إعادة الاعتبار لها كدور للعبادة وتعلم أصول الدين الصحيح وفق منهجية المالكي التي أضحت هي السند الحقيقي في بلادنا، وهي المرجعية التي حافظت على الإسلام منذ أن دخل شمال إفريقيا، وألح على ضرورة الالتزام بها دون غيرها في كافة مساجد الوطن، معتبرا ذلك مكسبا هاما لبلادنا وديننا الإسلامي الحنيف، كما أشار إلى أن دور الإمام يجب أن يكون فاعلا في المجتمع من خلال تنظيم حلقات التعليم في مختلف المساجد لتعليم الناس أمور دينهم وما يهم شؤونهم، مبرزا أن مكانة العلم والتحكم في أصول الفقه والسيرة ضروريتان لكل إمام حتى يتولى القيام بمهامه المنوطة به. قال عيسى إنه حان الوقت لإعادة تفعيل دور المسجد في المجتمع وتمكين الأمة من أداء رسالة الإسلام الصحيح المبني على المرجعية المالكية، وعلى المسجد أن يلعب دورا أكثر كفاءة وفاعلية بما يطلبه المجتمع من أمور تتعلق بحياته اليومية ذات الصلة بالدين. واعتبر وزير الشؤون الدينية أن الجزائريين (ليسوا بحاجة إلى استيراد نماذج دينية أو ثقافية جديدة) نظرا لصحة وأصالة مراجعهم الخاصة. وصرح الوزير مخاطبا إطارات قطاعه الذين يتابعون دورة تكوينية بدار الثقافة بأن (الجزائريين ليسوا بحاجة إلى نماذج أخرى) كون مراجعهم صحيحة وأصيلة على اعتبار أنهم ورثوها عن آبائهم وأجدادهم العلماء) الذين كانوا (يدعون دوما إلى نشر التسامح والمحبة والتآخي والتبادل). وللوقاية من الوقوع في الانزلاق الديني أو التطرف اعتبر الوزير أنه من الضروري الرجوع إلى المبادئ الأساسية للدين عن طريق إحياء هذه المراجع، لا سيما في بعدها الوطني من خلال (وضع الإيمان في خدمة الوطن)، وذكّر في هذا السياق بالإصلاحات التي بادرت بها الوزارة من أجل بلوغ هذه الغاية، لا سيما من خلال دعم تكوين الأئمة وتشجيع قدوم مجموعات جديدة من حاملي الشهادات الجامعية، هذا من جهة ومن جهة أخرى عن طريق تنظيم نشاط المساجد قصد تمكينها من أداء دورها المؤسساتي والروحي والاجتماعي الثقافي كاملا. ويعد استحداث (مسجد امتياز) في كل ولاية مثلا حيا على ذلك، يضيف الوزير، مشيرا إلى أن هذه المساجد المزودة بالوسائل والمرافق الضرورية من قاعات الصلاة وقاعات التربية والمحاضرات وقاعات العرض مدعوة للإشعاع أكثر. وذكّر الوزير في هذا الصدد بإنشاء مرصد لمكافحة التطرف الديني ووضع مع حلول شهر جوان القادم لجهاز يتعلق بتنصيب هيئات للفتاوى الدينية، حيث أعلن أن العملية تسير بخطى ثابتة، وأنه تم الانتهاء من إعداد النص القانوني الموجود على طاولة النقاش على مستوى الوزارة. وأضاف السيد عيسى أنه (تم تعيين الأئمة المكلفين بالفتاوى وعددهم 50 إماما عبر كافة ولايات الوطن، إلى جانب توفير المراجع الجامعية على أن تتم المصادقة على هذا المشروع في يوليو القادم). وأكد الوزير أن إنشاء هذه الهيئة الوطنية المعززة بأكاديمية من شأنها الاستجابة للحاجيات الروحية للجزائريين. وقد اغتنم الوزير تواجده في الولاية لتفقد عدد من المساجد الموجودة قيد الإنجاز أو الناشطة ودشن أخرى، كما قدم توجيهات في كل محطة توقف بها دعا من خلالها إلى تضافر الجهود وتعزيز إشعاع المساجد ودورها الروحي والوطني.