يشتهي الكثير من المواطنين تناول المثلجات في عز فصل الشتاء، وهنالك من قد لا يتمكنون من مقاومتها، فيقتنونها، حتى عندما تكون الأمطار تتساقط بغزارة، والبرودة تدخل العظام، فتجد البعض منهم يرتعد من البرد القارس، إلا انه يمسك المثلجات بيديه ويتناولها بكل متعة، خاصة مع انتشار المحلات المتخصصة في بيع المثلجات بأنواعها المختلفة على مدار السنة، حيث أنها لا توقف نشاطها مع انقضاء فصل الصيف، ولكنها تستمر فيه حتى بعد دخول فصل الشتاء، مع الحفاظ على نفس الأسعار، ونفس المنتجات تقريبا، وعدا الأطفال، فإن نسبة كبيرة من البالغين من الجنسين تقبل على تناول المثلجات بأنواعها في هذه المحلات، وان كان هنالك من يخشى العواقب الصحية لذلك، إلا أن البعض يعتقد انه لا مضار من تناول المثلجات في البرد، بل على العكس يقول أن بإمكانها أن تمنح الجسم الكثير من الدفء والنشاط، معتمدا في ذلك على الدراسات العلمية التي تقول أن تناول الآيس كريم والمشروبات الباردة تساعد على تدفئة الجسم، بخلاف ما يعتقده الكثيرون من أن المشروبات الساخنة تعطي دفئا حقيقيا، فعندما تصطدم المشروبات الباردة بجدار المعدة تعمل على قبض الأوعية الدموية وتقليل نسبة الدم بها، فيتجه الدم إلى بقية أعضاء الجسم والأطراف مسببا تمدد الأوعية الدموية فيعمل على تدفئتها. في هذا الإطار تقول إحدى المواطنات، أن هنالك محلا متخصصا في بيع المثلجات على مدار السنة، بنواحي المدنية بالعاصمة، وهو يشهد إقبالا ملفتا من طرف المواطنين في هذه الأيام، ولا يتأثر نشاط المحل بالتقلبات الجوية، سواء بالبرودة الشديدة، أو بتساقط الأمطار، بل إن ذلك الجو – حسبها- هو ما يزيد من قابل الناس على تناول المثلجات، وكأنهم يتحدون الطبيعة الغاضبة، ببرودتها الشديدة، مضيفة أنها نفسها لا تستطيع مقاومة منظرها، ورغم أنها أصيبت بسببها بالتهاب اللوزتين مرات كثيرة، إلا أنها تجد نفسها كلما شفيت تماما تعود لتناولها من جديد، حتى وصل بها الأمر إلى إخفائها عن عائلتها وتناولها دون علمهم، كي تتفادى انتقاداتهم، كونها تمرض بسرعة كبيرة بعدها. من ناحية أخرى تقول إحدى السيدات أيضا على مستوى نفس الحي، أن نشاط المحل خلال هذا الفصل أيضا تسبب لهم في الكثير من المتاعب والمشاكل الصحية خاصة لأطفالهم، الذين يغافلونهم ويتجهون إلى المحل لشراء المثلجات مرات عديدة في اليوم خاصة بعد خروجهم من المدارس، في غفلة عنهم، وهو ما أدى إلى مرض عدد منهم، مما يكلفهم التغيب عن مدارسهم، وتكبد مصاريف زيارة الطبيب والأدوية وغيرها من التكاليف الباهظة الأخرى، واضطر بعض الأولياء إلى التحدث مع صاحب المحل، خاصة لمن يعرفهم شخصيا، ومطالبته بعدم بيع المثلجات لأطفالهم مهما كلف الأمر، وهو ما استجاب له صاحب المحل، تفاديا للمشاكل التي قد يقع فيها بسبب ذلك.