هروبا من الحر الشديد الذي طبع صيف هذا العام، غدا غالبية سكان العاصمة يبحثون عن جو المرح والاستراحة في الشوارع وعلى الأرصفة كل بطريقته الخاصة. في سهرات أخذت تطبع أيام العاصمين مذكرة أيامهم بالسهرات الرمضانية التي أخذت تدنو مستقبلة موعدها بعجل. فترات الليل غذت متعة العاصميين وكل على طريقته، فبعض الأسر تتجه إلى محلات المثلجات التي صارت لا تفارق زبائنها إلى ساعات متأخرة من الليل. بينما يجد شباب آخرون راحتهم ومتعتهم في لعبة الدومينو، اللعبة الرائجة في الأحياء الشعبية والتي تستمر طرقات "حجارتها" إلى ساعات جد متأخرة من الليل.. جولة قادت "الأمة العربية" إلى بعض أحياء العاصمة والتي أثبتت أن الهروب من الجو الحار الذي يميز الجو الداخلي للمنازل قد دفعهم لخلق البهجة والفرحة بينهم خارجا.. محلات مفتوحة لساعات متأخرة "برج الكيفان"،"شارع حسيبة"،"كيتاني"، "عين البنيان"،" سطاوالي".. وأحياء ساحلية كثيرة أمست القِبلة الأولى للعاصميين عائلات وأفراد مع الساعات الأولى للمساء بغية تناول المثلجات بأنواعها المختلفة، وبأسعار مختلفة، السيد "رحيم" والذي جاء رفقة عائلته للكيتاني، كشف لنا بأنه يأتي هنا كلما تسنى له الوقت لقضاء دقائق أو حتى ساعات مع أسرته بجوار الشاطئ بالمثلجات، وقال كما إن للأطفال مكانا للعب هنا هذا ما يخفف ضغط اليوم ويساعدنا للترويح عن أنفسنا، مؤكدا أنه لاحظ أن عدد الأسر التي أخذت يستقبلها المكان أخذت في الازدياد يوما بعد يوم، أما "سطاوالي" فتعتبر المكان الأكثر استقطابا للأسر،حيث أن الجولة أكدت لنا مساءها يعتبر جد مكتظ نظرا لتوقف المصطافين العائدين من الشواطئ المجاورة للمدينة "بالم بيتش"،"سيدي فرج"، شاطئ زرالدة" وإقبال العائلات من الأماكن المحيطة بها نحوها لتناول المثلجات بمحلاتها والطاولات المنتشرة على الأرصفة .. وبأسعار مختلفة قد تصل حد 200 دينار.. حيث أكد لنا "مسعود" صاحب أحد محلات بيع المثلجات أن المدينة صارت تستقبل آلاف المصطافين ومحلاتها ومطاعمها ليلا تستقبل عشرات العائلات القادمة من أماكن مختلفة من العاصمة، وأضاف بأن هذه الوضعية تستمر معهم حتى الساعة الواحدة ليلا، فعديد الأفراد والأسر غدوا يحبذون التوجه إلى محلاتنا نظرا للأمن والسلامة والجو العائلي الذي يجدونه عندنا مقارنة بأماكن أخرى. كما قد قادتنا جولتنا إلى بعض الأحياء الشعبية بالعاصمة حيث لاحظنا جوا رمضانيا بدأ يطبعها بقوة، فالمحلات تفتح لساعات متأخرة والجو الحار داخل المنازل طرد جماعات من الشباب والكهول إلى الأرصفة والشوارع ليجدوا ملاذهم في لعبة "الدومينو" أو "الضامة" التي لا تخلوا من أكواب الشاي وبعض المكسرات،"باب الواد" "بلوزداد"،"حسين داي"، "القبة"، "باش جراح"،"الحراش" و "بئرخادم" وعديد من أحياء العاصمة الأخرى استحضرت أيام رمضان قبل أوانها، وقد تناغم مع هذا الجو تجاوب محلات ومقاهي الأحياء الشعبية لتستمر مفتوحة لساعات متأخرة.. "طيب" الطالب الجامعي الذي أكد لنا بان شباب العاصمة من "الزوالية" ممن لا تملك أسرته ما يكفيه من المال لشراء المكيف الهوائي "البراد" وتسديد تبعاته من فواتيير الكهربائية الباهظة، ولا يملك من المال ما يكفيه للتوجه مساء لشواطئ البحار يجد نفسه ملزما للبحث عن بدائل للترويح عن النفس وذلك ب"الضامة" أو "الدومين" والتي يستطيع بها صنع جو ينسيه حر الصيف .. "الشاي" و"المشوي" ينافس المثلجات إن جولتنا هذه أكدت لنا أن بعض الأحياء قد أخذت تأخذ شهرتها العاصمية من بعض الباعة الذين أضحوا ينافسون محلات بيع المثلجات في استقطاب الزبائن ف"باب الواد" قبلة لمن يريد الشاي و"التيزانة" ومختلف أنواع المكسرات من "الكاو كاو"، "البيستاش"، .. و"باش جراح" أمست قبلة بائعي "الشواء" ومسافيد اللحم المتنوعة. قد تكون الأجواء التي تطبع العاصمة هذه السنوات الأخيرة في فصل الصيف قد أنستها لحد ما محنتها في صيف العشرية السوداء التي ميزها غياب أمن حجز الأسر داخل المنازل صيفا وشتاء، ولكن ما يميزها بعض مناطقها ممن لا تتوفر على الإنارة العمومية، هو عدم انتشار الأمن بسبب وجود بعض الشباب من هواة جلب المشاكل والذين يجدون راحتهم في "تعمار الرأس" والإقبال على المخدرات بمختلف أنواعها ما يدفعهم في كثير الأحيان لخلق جلبة وفوضى تزعج الجيران أو تدفعهم للاعتداء على المارة.. خاصة بالنسبة للأماكن التي تقل فيها نشاط مصالح الأمن ودوريات الشرطة..