يعيش الكثير من المواطنين في هذه الأيام حالة من الرعب والخوف لاسيما بعد وصول أخبار إلى مسامعهم مفادها انتشار ظاهرة سرقة السيارات، وما يؤكدها هي عمليات السطو التي انتشرت في هذه الأيام عبر بعض المقاطعات العاصمية، ولم يكن بيد هؤلاء المغلوبين على أمرهم عبر مختلف الأحياء الشعبية سوى الاستنجاد ببعض أجهزة تأمين السيارات من السرقة التي عرفت رواجاً منقطع النظير في الآونة الأخيرة وكانت الصفقة المربحة لمروِّجي ذلك النوع من الأجهزة خاصة وأنها تقي السيارة من التعرض إلى مثل تلك العمليات. أصبحت أجهزة تأمين السيارة من السرقات المعروضة في السوق محل إقبال المواطنين لاسيما في هذه الآونة التي شهدت عمليات سطو متكررة ببعض المقاطعات العاصمية، ما ادخل الرعب في قلوب جل المواطنين لاسيما بعد تيقنهم من مشقة عودتها إليهم خاصة وان بعض العصابات عادة ما تقوم بتفكيك تلك السيارات والاستفادة من بيع أجزائها، مما يؤدي إلى استعصاء العثور عليها، إلى جانب عمليات التزوير الحاصلة في لوحات الترقيم بتورط عددٍ من النشطاء في تلك العصابات، مما يؤكد أن عودة السيارة هي من سابع المستحيلات إلا في حالة ما حدثت معجزة. ما أدى بكل المواطنين إلى اخذ الاحتياطات الضرورية قبل وقوع الفأس في الرأس بحيث سارعوا إلى تركيب بعض الأجهزة بسياراتهم والتي من شانها أن تقيها من عمليات السطو على غرار تلك المقابض الحديدية الملحقة بالمقود التي تؤدي إلى تعجيز الإقلاع بالسيارة ومن ثمة تحفظها من عمليات السطو خاصة في الفترة الليلية، وصارت تلك الأجهزة هي التي تقتنى أكثر وأضحت تنافس أجهزة التنبيه تلك التي تضاءلت فائدتها مع مرور الوقت. والغريب في الأمر أن تلك العمليات لم تعد تحدث في الليل بل تقترن بمختلف فترات اليوم مما يبرهن أن تلك العمليات تخطط لها العصابات تخطيطا محكما ولم تعد تقترن فقط بالفترة الليلية، وأصبحت تتم بكل سهولة جهارا نهارا ومن مختلف الأماكن، آخرها كانت سرقة سيارة من ساحة مستشفى مصطفى باشا الجامعي وهي ملك لسيدة، حادثة أخرى تمت بمنطقة جنان السفاري ببئر خادم حيث تم السطو على سيارة من نوع "بيكانتو سوداء" وهي الأخرى ملك لسيدة، والملاحظ أن اغلب تلك السرقات قد تمت في فترة واحدة ما يؤكد أن العصابات المتخصصة في سرقة السيارات قد استأنفت نشاطها في هذه الأيام بعد أن ارتبطت عدة عمليات بوقت واحد. ما أدى بالكثير من المواطنين إلى الاستنجاد ببعض الأجهزة التي تؤمّن السيارات من السرقة والاستعانة بمنبهات وأجهزة الإنذار لاسيما في الفترات الليلية مع الالتزام بوضع السيارة في مواقف عمومية معلومة في مختلف فترات اليوم، وأجبر الكل على الالتزام بالحيطة والحذر لكي لا يكونوا فريسة لهؤلاء اللصوص خاصة وأنهم يقومون بتفكيك السيارة وبيعها مجزأة، أو يقومون باستبدال لوحة ترقيمها وكذا بطاقتها الرمادية لاسيما وان تلك العصابات تمتلك أيادي واسعة، ذلك ما تؤكده القضايا المعروضة في المحاكم والتي تورطت فيها عصابات سرقة السيارات التي جمعت مختصين في الميكانيك ولحّامين وحتى موظفين إداريين سهلوا على تلك العصابات استخراج بعض الأوراق الإدارية المزورة.