على الرغم من تخصص العديد من ولايات الوطن في إنتاج الزيتون الذي زار مؤخرا حتى المناطق الجنوبية على غرار ورقلة ووادي سوف، تبقى أسعاره مرتفعة وحتى أسعار مستخلصاته الطبيعية على رأسها زيت الزيتون الذي لا ينزل عن حدود 500 دينار للتر الواحد، لذلك فكرت النسوة تزامنا مع موسم جنيه في حيلة من شانها أن تبعدهن عن لهيب أسعاره وذلك باقتنائه من السوق على حاله غير طازج متوفر بأسعار بخسة لا تتعدى حدود 100 دينار للكيلوغرام الواحد من النوعية الجيدة على خلاف ما هو متداول في السوق بحيث تصل الأنواع الطازجة من الزيتون إلى حدود 300 دينار للكيلوغرام الواحد. توفر الزيتون بكثرة في هذه الأيام على مستوى الأسواق بحيث تخصص الكثير من الباعة في عرض شتى أنواعه على المواطنين، خاصة وان بعض النسوة تخصصت في شرائه قبل أن ينضج تماما خاصة وان أسعاره ملائمة وتتراوح بين 80 و100 دينار جزائري مما أدى إلى تهافتهن على اقتنائه من السوق لتحضيره بالمنزل، ومن ثمة يسترحن من لهيب أسعاره خاصة وان العديد من الأسر الجزائرية دأبت على استعماله مع السلطة على مختلف أنواعه منه الأخضر والأسود، إلى جانب تعدد أذواقه فمنه المنقوع في الماء والملح والخل، ومنه المنقوع في زيت الزيتون، ومنه ما يتم مزجه بالحار، إلى جانب الدور الأساسي للملح في شتى الأنواع وهو الذي يستخلص منه مذاقه المالح. وتفننت النسوة في تحضير شتى الأنواع بالبيت بالنظر إلى لهيب أسعاره في السوق والتي تصل إلى حدود 300 و350 دينار جزائري، وبما أن الفترة هي فترة جنيه توفر مؤخرا في جل الأسواق وأقبلت النسوة على اقتنائه لتحضيره ببيوتهن هروبا من أسعاره خاصة وانه توفر بأسعار معقولة لا يتعدى سعر النوع الجيد منها حدود 100 دينار جزائري. اغتنمنا الفرصة واقتربنا من بعض الشبان الذين وجدوا ضالتهم في بيع الزيتون عبر بعض الأسواق الشعبية فقال ياسين الذي كان بعرض مختلف الأنواع من الزيتون ومنه الأسود والأخضر، ومنه ذا الحبيبات الصغيرة والحبات الكبيرة أن الإقبال معتبر في هذه الأيام خاصة وان الكل تيقنوا الفرق الكبير بين الزيتون الطازج والزيتون غير الطازج لاسيما من حيث الأسعار إلى جانب الذوق فهناك الكثير من النسوة من يستمتعن بذوق الزيتون المحضر بالبيت الذي تميزه نوعا من المرارة، وهو يختلف كثيرا عن المعروض في السوق، وأضاف أن الإقبال كبير على شتى الأنواع من الزيتون حتى أن هناك من الأنواع من نفدت في لمح البصر لاسيما الزيتون من الحجم الكبير الذي عرضه بمبلغ 100 دينار جزائري والذي يصل سعر الطازج منه إلى 400 دينار في السوق. ونحن هناك أقبلت سيدة تسأله عن ذات النوع فاخبرها انه سوف يجلبه ثانية من أسواق الجملة، اغتنمنا الفرصة وسألناها عن سر انجذابها إلى الزيتون غير الطازج، فقالت أنها تنتهز موسم جنيه لشراء كميات معتبرة، تلك التي تحضرها في المنزل بعد نقعها في الخل والملح وكمية من الماء ولا تعدو أن تمر 15 يوما إلا وتحصل على زيتون طازج تستعمله لفترات طويلة ولا تحتاج فيها إلى اقتنائه من السوق بأسعار باهظة تصل إلى 400 دينار جزائري.