كثيرا ما يتفاجا المواطنون ببعض أشغال الصيانة وإعادة التهيئة التي تقام على مستوى أحيائهم من حين إلى آخر، دون سابق إنذار، أو يصطدمون بها على مستوى بعض المرافق العامة التي يتوافدون عليها بصفة يومية تقريبا كمحطات النقل أو الأرصفة وغيرها. والإشكال هنا ليس في هذه الأشغال بحد ذاتها مادام أنها تصب في خدمة الصالح العام، ولكن الإشكال يكمن في التوقيت السيئ المبرمجة فيه، والذي غالبا ما يكون غير مناسب للمواطنين، طبعا ليس لأنهم قد يشاركون في هذه الأشغال بشكل أو بآخر، وإنما لأنه يتسبب في ضيق وإزعاج كبير لهم، ما يدفعنا إلى التساؤل عن سبب اختيار مواقيت سيئة للقيام بهذه الأشغال، وعدم الحرص على إتمامها في الأوقات التي تقل فيها حدة حركة المواطنين، دون أن يتعارض ذلك مع مواقيت نومهم وراحتهم، من جهة، وكذا عندما تكون الأجواء وحالة الطقس ملائمة من جهة أخرى، وبالنظر إلى بعض هذه الأشغال بعدد من الأحياء والشوارع على مستوى العاصمة، فان آخر ما قد تراعيه هو الخضوع إلى مثل هذين الشرطين الضروريين. فعلى سبيل المثال تفاجأ المواطنون المتوافدون على محطة بن عمار بالقبة، بداية هذا الأسبوع بأشغال طلاء الأرصفة المتواجدة على مستوى المحطة، والتي يتخذها الراجلون مكاناً ينتظرون فيه الحافلات المتجهة عبر مختلف الخطوط، وعوض أن تتم تلك الأشغال – حسب احد المواطنين- في الفترة المسائية أو الليلية، عندما تكون الحركة منعدمة على مستوى المحطة، فلا يسبب أي طرف سواء العمال أو المواطنون الإزعاج للآخر، فإن هؤلاء العمال كانوا يقومون بها في حدود الساعة العاشرة صباحا، وهو التوقيت الذي يشهد إقبالا وتوافدا كبيرا للمواطنين على المحطة المذكورة، وقد أبدى عددٌ منهم انزعاجهم من الأمر، خاصة لمن لم ينتبهوا إلى الطلاء الجديد، الذي لم يجفّْ بعد لأنه لم يمر على طلائه ببعض الأرصفة إلى دقائق معدودات، الأمر الذي تسبب في وقوفهم عليه، والتصاق بعض الطلاء بأحذيتهم، هذا ناهيك عمن كانوا يضطرون إلى مغادرة الرصيف والانتظار على الطريق، مع كل التدافع والتزاحم على بعض الحافلات الذي من شانه أن يتسبب لهم في مخاطر عديدة. وقد تبدو أشغال إعادة الطلاء هينة مقارنة بالأشغال الأخرى التي تعتمد على بعض الآلات التي تسبب إزعاجا كبيرا نظرا للأصوات القوية المنبعثة منها، والخاصة مثلا بإعادة تهيئة قنوات الغاز أو شبكات الطرقات، أو عمليات تزفيت الأرصفة، وهي كثيرا ما تقام في ساعات متأخرة من الليل، تحرم المواطنين النوم و الراحة، أو الأشغال الأخرى التي تقام في الأيام التي تشهد تساقطا كبيرا للأمطار، ما يحول الطرقات والشوارع إلى مستنقعات كبيرة، وموحلة يصبح المشي فيها صعبا للغاية، وتجعل المواطنين مستائين بدرجة كبيرة، ومحتارين عن سر اختيار أوقات سيئة جدا للقيام بأشغال تبدو مهمة للغاية في حياة المواطنين اليومية.