تتخبّط أزيد من 50 عائلة بقرية (إجلواحن) ببلدية برج منايل، شرق ولاية بومرداس، وسط جملة من المشاكل التي أرّقت يومياتهم وجعلتهم يعيشون حياة بدائية ملءها الفقر والحرمان والاحتياج، فقريتهم تفتقر في مجملها إلى أدنى ضروريات العيش لهؤلاء المواطنين الذي طال بهم الصبر والانتظار بحثا عن منفذ يخرجهم من دائرة التهميش الذي لازمهم لعدة سنوات. ل. حمزة أوضاع معيشية صعبة تحاصر هؤلاء السكان، والتي يطبعها النقص والحرمان جعلتهم يخرجون إلى الشارع، حيث شنوا حركة احتجاجية أمس الأول رفقة سكان بعض القرى المجاورة واعتصموا أمام مقر الولاية. وأكد أحد ممثلي قرية (إجلواحن) في تصريحه ل (أخبار اليوم) أن غياب قنوات الصرف الصحي وتدهور حالة الطرق الداخلية وغياب المرافق الرياضية والشبانية ونقص الإنارة العمومية والتزود بالكهرباء والعطش وقلة حصص استفادة القرية من حصص البناء الريفي، كل هذه الأمور مجتمعة ساهمت بشكل كبير في دخولهم في معاناة متواصلة بالرغم من علم السلطات الوصية المحلية والولائية بنقائصهم، مضيفا أنهم انتهجوا جل السبل وطرقوا جميع الأبواب بغية إيصال انشغالاتهم إلى السلطات المعنية أملا في التكفل بها وتوفير متطلبات الحياة الأساسية، إلا أنهم على -حد تعبيرهم- لم يجنوا غير الوعود التي بقيت على مر الزمن والعصور مجرد حبر على ورق وحلما صعب المنال. * طرقات القرية في حالة كارثية قال محدثنا إن مشكل اهتراء الطرق الداخلية التي تتحول مع سقوط الأمطار إلى مستنقعات من الأوحال، مصعبة بذلك من تنقلهم في أرجاء القرية من أجل قضاء حوائجهم، مؤكدا أن أصحاب السيّارات أصبحوا يتجنبون القرية بالنظر إلى الحالة الكارثية التي آلت إليها طرقها الداخلية، معبرا في السياق ذاته عن سخطه وتذمره الشديدين من السلطات المحلية التي حمّلها المسؤولية الكاملة في تدهور طرق القرية بالنظر إلى تهيئة أغلبية طرق قرى البلدية الأخرى في الوقت الذي أصبحت فيه طرق القرية غير صالحة للسير وعلى ما هي عليه دون تهيئة ولا التفاتة من طرف المعنيين بالأمر. * غياب قنوات الصرف الصحي كما أوضح محدثنا أن غياب قنوات الصرف الصحي في القرية جعلها مصبا للنفايات، حيث غرقت في القمامة والأوساخ والروائح الكريهة التي ساهمت في انتشار الحيوانات المفترسة والكلاب الضالّة والحشرات الضارّة التي تهدد بشكل كبير صحة السكان الذين عبّروا من خلال حديثهم عن خوفهم الكبير من انتشار الأمراض والأوبئة في أوساطهم وأوساط أولادهم الصغار، حيث أنهم يلجأون للتخلص من فضلاتهم البيولوجية والمنزلية إلى الحفر التقليدية التي تنجم عنها روائح كريهة، حيث ناشدوا السلطات المحلية ضرورة الالتفاتة العاجلة وتسجيل مشروع قنوات الصرف الصحي بالقرية ورفع الغبن عنهم. * انعدام تام للمرافق الرياضية والشبانية شباب القرية من جهتهم عبّروا عن معاناتهم المتواصلة مع الإهمال الذي مسهم ولحق بهم من قِبل السلطات الوصية، فانعدام المرافق الرياضية والشبانية والمراكز الثقافية والترفيهية جعل شباب القرية على فوهة بركان وعرضة للآفات الاجتماعية بشتى أنواعها، مؤكدين أن غالبيتهم العظمى من محبي ممارسة رياضة كرة القدم، وأن غياب ملعب خاص بهذه الرياضة دفع بهم إلى التنقل إلى الوديان والأراضي القاحلة، بالإضافة إلى القرى والبلديات المجاورة من أجل ممارسة رياضتهم المفضلة التي ساهم مسؤولو بلدية الرابطة في انقراضها. الشباب ناشدوا من خلال نبرات حديثهم المؤثرة جدا ومن خلال نداء الاستغاثة هذا السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية ومديرية الشباب والرياضة ضرورة الالتفاتة العاجلة إليهم ورفع الغبن عنهم من خلال تسجيل مشاريع تنموية في مجال الشباب والرياضة، وكذا مشاريع ثقافية تكون متنفسا لهم في أوقات فراغهم وصمام الأمان ضد الآفات الاجتماعية وتضمن لهم مناصب شغل تساهم بشكل كبير في القضاء على ظاهرة البطالة التي تعرف رواجا كبيرا في أوساطهم * نقص في الربط بالكهرباء والإنارة العمومية كما ناشد السكان مؤسسة سونلغاز ضرورة الالتفاتة العاجلة وتزويد القرية بأعمدة كهرباء إضافية، وكذا تصليح مصابيح الإنارة العمومية المعطّلة وإضافة مصابيح أخرى من أجل القضاء على النقص المسجل فيها وتسهيل عملية التواصل فيما بينهم خلال الفترة الليلية، وكذا المساهمة في القضاء على انتشار عصابات اللصوص المختصة في سرقة المواشي، والتي تتخذ من الظلام الدامس العامل الأول المساعد في تنفيذ عمليات السطو ونجاحها. * بلدية برج منايل تعِد بالتدارك من جهتها، أكدت مصادر مسؤولية ببلدية برج منايل أنه تم أخذ مطالب السكان بعين الاعتبار، وأنه سيشرع في تعبيد الطرقات بعد إعداد البطاقة التقنية على مستوى مديرية الأشغال العمومية. كما أوضح ذات المصدر أنه تم أيضا إدراج بعض المشاريع التنموية بالقرية والمتعلقة بإصلاح مصابيح الإنارة العمومية والماء الشروب، إلى جانب تسهيل الإجراءات الخاصة بملف البناء الريفي من خلال إسقاط شهادة الملكية وتعويصها بشاهدين.