حياة بدائية أدخلت القرية في متاهة النسيان تتخبط أزيد من 80 عائلة بقرية إشعباثن ببلدية أعفير شرق بومرداس وسط جملة من المشاكل التي أرقت يومياتهم وجعلتهم يعيشون حياة بدائية ملؤها الفقر والحرمان والاحتياج، فقريتهم تفتقر في مجملها لأدنى ضروريات العيش لهؤلاء المواطنين الذي طال بهم الصبر والانتظار بحثا عن منفذ يخرجهم من دائرة التهميش الذي لازمهم لعدة سنوات. ل. حمزة من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يتخبط فيها هؤلاء السكان والتي يطبعها النقص والحرمان، غياب قنوات الصرف الصحي وتدهور حالة الطرق الداخلية وغياب المرافق الرياضية والشبانية ونقص الإنارة العمومية والتزود بالكهرباء، العطش وقلة حصص استفادة القرية من حصص البناء الريفي، كل هذه الأمور مجتمعة ساهمت بشكل كبير في دخول سكان القرية في معاناة متواصلة، بالرغم من علم السلطات الوصية المحلية والولائية بنقائصهم، حيث أكدوا لنا بأنهم انتهجوا جل السبل وطرقوا جميع الأبواب بغية إيصال انشغالاتهم إلى السلطات المعنية أملا في التكفل بها وتوفير متطلبات الحياة الأساسية، إلا أنهم على -حد تعبيرهم- لم يجنوا غير الوعود التي بقيت على مرّ الأزمان والعصور مجرد حبر على ورق وحلما صعب المنال. غياب قنوات الصرف الصحي جعل القرية مصب للنفايات أول مشكل كشف عنه سكان القرية الريفية، هو غياب قنوات الصرف الصحي، مؤكدين أن القرية أصبحت مصبا للنفايات، حيث غرقت في القمامة والأوساخ وكذا الروائح الكريهة التي ساهمت في انتشار الحيوانات المفترسة كالكلاب الضالة والحشرات الضارة التي تهدد بشكل كبير صحة السكان الذين عبروا من خلال حديثهم من خوفهم الكبير من انتشار الأمراض والأوبئة في أوساطهم وأوساط أولادهم الصغار، مؤكدين في السياق ذاته أنهم يلجأون من أجل التخلص من فضلاتهم البيولوجية والمنزلية إلى الحفر التقليدية التي تنجم عنها روائح كريهة، حيث ناشدوا السلطات المحلية ضرورة الالتفاتة العاجلة وتسجيل مشروع قنوات الصرف الصحي بالقرية ورفع الغبن عنهم. العطش كابوس يلاحق السكان كل صيف يعتبر مشكل انعدام المياه الصالحة للشرب بقرية إشعباثن، كابوسا يلاحق المواطنين نظرا للمعاناة الكبيرة التى لازمتهم منذ الثمانينيات، ولا تزال مستمرة إلى يومنا هذا، حيث تشهد القرية تذبذبا كبيرا في توزيع المياه الصالحة للشرب، كما يغيب عن حنفياتهم في فصل الصيف في العديد من الأحيان لأزيد من 10 أيام، والسبب حسب مصالح البلدية هو أن الخزان المركزي الذي يزود سكان أعفير بالماء الصالح للشرب المتواجد بقرية بومعطي التي تبعد حوالي 7 كلم عن مقر البلدية يحتوي على كمية قليلة من المياه حوالي 300 متر مكعب، وهي لا تكفي لتزويد القرية بشكل يومي، بالإضافة إلى الخزانات الثانوية هي الأخرى تحتوي في مجملها على كميات قليلة، وأمام هذه الوضعية وحتى تكون البلدية منصفة مع مواطنيها عمدت إلى وضع برنامج لتقسيم هذه المادة الحيوية على سكان أعفير بقراها ال25. اهتراء الطرق الداخلية صعّب من تنقل السكان كما عبر سكان قرية إشعباثن عن مشكل ثان وهو مشكل إهتراء الطرق الداخلية التي تتحول مع سقوط الأمطار إلى مستنقعات من الأوحال مصعّبة بذلك من تنقلهم في أرجاء القرية من أجل قضاء حوائجهم، مؤكدين أن أصحاب السيارات أصبحوا يتجنبون القرية بالنظر للحالة الكارثية التي آلت إليها طرقها الداخلية، معبرين في السياق ذاته عن سخطهم وتذمرهم الشديدين من السلطات المحلية التي حمّلوها المسؤولية الكاملة في تدهور طرق القرية بالنظر إلى تهيئة أغلبية طرق قرى البلدية الأخرى في الوقت الذي أصبحت طرق القرية غير صالحة للسير وعلى ماهي عليه دون تهيئة ولا التفاتة من طرف المعنيين بالأمر. غياب تام للمرافق الرياضية والشبانية بالقرية شباب القرية من جهتهم عبروا عن معاناتهم المتواصلة مع الإهمال الذي مسّهم ولحق بهم من قبل السلطات الوصية، فانعدام المرافق الرياضية والشبانية وكذا المراكز الثقافية والترفيهية، جعل من شباب القرية على فوهة بركان وعرضة للآفات الاجتماعية بشتى أنواعها، مؤكدين أن غالبيتهم العظمى من محبي ممارسة رياضة كرة القدم وأن غياب ملعب خاص بهذه الرياضة دفع بهم إلى التنقل إلى الوديان وكذا الأراضي القاحلة بالإضافة إلى القرى والبلديات المجاورة من أجل ممارسة رياضتهم المفضلة التي ساهم مسؤولو بلدية الرابطة في انقراضها، الشباب ناشدوا من خلال نبرات حديثهم المؤثرة جدا ومن خلال نداء الاستغاثة هذا، السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية وكذا مديرية الشباب والرياضة ضرورة الالتفاتة العاجلة إليهم ورفع الغبن عنهم من خلال تسجيل مشاريع تنموية في مجال الشباب والرياضة وكذا مشاريع ثقافية تكون متنفسا لهم في أوقات فراغهم، وكذا صمام الأمان ضد الآفات الاجتماعية وتضمن لهم مناصب شغل تساهم بشكل كبير في القضاء على ظاهرة البطالة التي تعرف رواجا كبيرا في أوساطهم. ونقص في الربط بالكهرباء والإنارة العمومية كما ناشد السكان مؤسسة سونلغاز ضرورة الالتفاتة العاجلة وتزويد القرية بأعمدة كهرباء إضافية، حيث أكدوا أن معظم البنايات الجديدة بدون كهرباء إذ يلجأ أصحابها إلى تزويد منازلهم بطرق عشوائية من خلال الربط من عند الجيران، وهذا ما يشكّل خطرا كبيرا على حياتهم وبالأخص عند سقوط الأمطار والاضطرابات الجوية. كما طالب سكان القرية السلطات المحلية بضرورة تصليح مصابيح الإنارة العمومية المعطلة وكذا إضافة مصابيح أخرى من أجل القضاء على النقص المسجل فيها وتسهيل عملية التواصل فيما بينهم خلال الفترة الليلية وكذا المساهمة في القضاء على انتشار عصابات اللصوص المختصة في سرقة المواشي والتي تتخذ من الظلام الدامس العامل الأول المساعد في تنفيذ عمليات السطو ونجاحها، سكان قرية اشعباثن ورغم سخطهم وتذمّرهم الشديدين من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يتخبطون فيها وكذا من السلطات المحلية، إلا أنهم أكدوا أنهم مازالوا يسعون الى تحقيق مطالبهم بطرق سلمية بعيدا عن الاحتجاجات.