أعلنت جنوب إفريقيا أنها ستنشر قوات الجيش لقمع العنف المناهض للمهاجرين المستمر في أنحاء البلاد. وقالت وزيرة الدفاع بجنوب إفريقيا نوسيفيوي مابيسا ناجاكولا، للصحفيين في جوهانسبرغ: (لسنا هنا لنقوم بعمل الشرطة، نحن هنا لندعم الشرطة). ومن المقرر أن ينتشر الجيش في المناطق المضطربة من بلدة ألكسندرا شمال جوهانسبرغ وأجزاء من مدينة ديربان الساحلية. وأضافت الوزيرة أن (الجنود سيمنعون الغوغاء من مهاجمة الرعايا الأجانب وإلقاء الحجارة على الشرطة). ومضت ناجاكولا قائلة: (أبلغت أن زوجين من أصل أجنبي تعرضا لهجوم الاثنين في بلدة ألكسندرا، التي تعرض فيها مواطن موزمبيقي للطعن حتى الموت على يد الغوغاء في مطلع الأسبوع). وفي السياق ذاته، رفضت الخارجية النيجيرية الاعتداءات الأخيرة ضد الأجانب بجنوب إفريقيا، معتبرة أنها (غير مقبولة)، فيما يبدو أنه ليس لديها أي خطط لإجلاء رعاياها من البلاد، وسط دعوات مقاطعة على الإنترنت احتجاجا على العنف. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية النيجيرية أوغبول أودي في تصريح لوكالات رسمية، إن (نيجيريا تدين الهجمات المعادية للأجانب، ليس فقط على النيجيريين ولكن الأفارقة الآخرين في جنوب إفريقيا). وألقي القبض على مئات الأشخاص في جنوب إفريقيا بعد الموجة الأخيرة من العنف التي استهدفت المهاجرين الأفارقة، قبل أكثر من أسبوع، عندما داهمت حشود ممن تصفهم السلطات المحلية ب(الغوغاء) منازل ومتاجر للمهاجرين الأجانب في ديربان (أكبر مدن مقاطعة كوازولو ناتال)، بدعوى أنهم يقومون ب(سرقة فرص العمل، وارتكاب الجرائم ووضع أعباء على الخدمات الاجتماعية). وقاموا بنهب المتاجر والمنازل، وطردوا عددا من المهاجرين من مساكنهم، فيما يجري حاليا استضافة العديد منهم في مخيمات مؤقتة للاجئين. وحتى اليوم، قتل ستة أشخاص في أعمال العنف المستمرة، بينهم إثيوبي رشقت حشود (الغوغاء) متجره بالقنابل الحارقة. ويعيش مئات الآلاف من المهاجرين الأفارقة في جنوب إفريقيا، ويشارك الغالبية العظمى منهم في قطاع الأعمال غير الرسمي، والفئة الأخيرة كانت هي الأكثر تضررا من أعمال العنف الأخيرة، في ظل نهب السكان المحليين متاجرهم ومنازلهم، كلما اندلعت احتجاجات على تقديم الخدمات. وقبل سبع سنوات، فقد أكثر من 50 مهاجرا إفريقيا أرواحهم، عندما هاجمتهم حشود من الغاضبين في جميع أنحاء البلاد، فيما يقول خبراء إن الدافع وراء تلك الهجمات هو (كراهية الأجانب)