قتل ستة أشخاص وأصيب خمسون على الأقل بجروح في مناطق شعبية في جوهانسبورغ العاصمة الاقتصادية لجنوب أفريقيا في هجمات شنها -على ما يبدو- مواطنون محليون ضد رعايا أجانب، في موجة عنف تزداد حدتها منذ الأسبوع الفائت. وقالت المتحدثة باسم الشرطة شيريل إنغلبريكت إن "هناك ستة قتلى، اثنان قتلا حرقا وثلاثة ضربوا حتى الموت في كليفلاند وسط المدينة، كما ضرب شخص آخر حتى الموت في حي جيبي حيث أحرقت تسع سيارات أيضا". وذكرت أن خمسين أجنبيا اعتدي عليهم ووقعت أضرار كبيرة في بعض الممتلكات التي يملكها أجانب. واستهدف المهاجمون رعايا أجانب ولا سيما من زيمبابوي المجاورة. ووقعت الهجمات التي استخدمت فيها السواطير والأسلحة النارية، في عدد من الأحياء الأكثر فقرا في جوهانسبرغ. وأكدت المتحدثة أن الأجواء متوترة للغاية وأن الشرطة تعمل على مدار الساعة وأن هناك مشاكل في سائر أنحاء جوهانسبورغ. وبدأت موجة الهجمات في ألكسندرا يوم 11 ماي الجاري، ثم امتدت رقعتها خلال الأسبوع إلى مناطق أخرى من المدينة. وغالبية المهاجرين الذين وصلوا إلى جنوب أفريقيا خلال السنوات الماضية أتوا من زيمبابوي المجاورة، ويقدر عدد من اجتازوا الحدود منهم بنحو ثلاثة ملايين. ونددت الطبقة السياسية في البلاد بهذه الموجة الجديدة من العنف، وهي مشكلة قديمة شوهت صورة الدولة المتعددة الإثنيات التي اكتسبتها جنوب أفريقيا بعد انهيار نظام الفصل العنصري عام 1994. ودعا رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي الشهر الماضي مواطنيه إلى وقف الاعتداءات على الأجانب. وقال خلال الذكرى الرابعة عشرة لأولى انتخابات متعددة كرست سقوط نظام الفصل العنصري "بصفتنا جنوب أفريقيين علينا رفض المشاركة في اعتداءات لا طائل منها ضد أبرياء، فقط لأنهم أجانب". وقالت متحدثة باسم المهاجرين الزيمبابويين إن "هذه الأعمال ظالمة ولا سيما أن العديد من مواطني جنوب أفريقيا لجؤوا إلى الدول المجاورة لبلدهم أثناء نظام الفصل العنصري ولاقوا كل ترحاب".