بين التأييد والمعارضة الشيخ جمال غول: "هي تعاملات ربوية لا يجيزها الإسلام" قررت الحكومة خلال الأسابيع الماضية إعادة بعث القروض الاستهلاكية، الموجهة بشكل خاص للمنتجات الوطنية، والسلع التي يتم تركيبها محليا على غرار سيارة سامبول التي تنتجها شركة رونو، ولم تحدد الحكومة أي سقف للقروض الممنوحة من قبل البنوك، كما يحدد المرسوم مدة تسديد القروض ب 5 سنوات، على أن لا يتجاوز مستوى الاقتطاع الشهري من الأجور 30 بالمائة، وهو القرار الذي رحبت به بعض الأطراف في المجتمع في حين رفضته أخرى لأسباب متعددة. عتيقة مغوفل جمدت الحكومة منذ سنة 2009 القرض الاستهلاكي بسبب الأضرار العديدة التي انجرت على الاقتصاد الوطني من هذه السياسة ما جعل السلطات المعنية تجمد العمل به، ولكنها قررت في الأسابيع الماضية إعادة بعثه من جديد، ولكن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قررت أن تنظم حملة وطنية تحث فيها الناس على مقاطعة هذا النوع من التعاملات لما فيها من معاملات ربوية مخلة بتلك التعاملات المالية التي نص عليها ديننا الحنيف، وقد نزلت (أخبار اليوم) إلى الشارع وقابلت بعض المواطنين من أجل رصد رأيهم في موضوع إعادة بعث القروض الاستهلاكية. أصحاب الدخل الضعيف ينتظرون بشغف تجولنا في بعض شوارع بلدية القبة وذلك حتى نتمكن من مقابلة بعض المواطنين بغية إنجاز موضوعنا، وكان أول من قابلناه بحي قاريدي 2 السيد (رشيد) الذي يبلغ من العمر 54 سنة عامل ببلدية القبة متزوج وأب لخمسة أطفال، أول ما سألناه عنه هل سمع بقرار الحكومة القاضي بإعادة بعث القرض الاستهلاكي من جديد فأجابنا بنعم أنه سمع ذلك من وسائل الإعلام المختلفة، ما جعلنا نسأله عن رأيه في الفكرة فأجابنا أنه رحب بها كثيرا ورأى فيها الكثير من النفع الذي سيعم على العديد من المواطنين، فالقرض الاستهلاكي -حسبه- سيفتح الباب لتسهيل الحياة على العديد من الناس خصوصا أصحاب الدخل الضعيف وأرباب العائلات، فهذا القرض سيسمح لهم باقتناء مختلف السلع التي يريدونها سواء كانت أدوات كهرومنزلية التي يصعب شرائها ودفع ثمنها دفعة واحدة حتى أنه سيتمكن من شراء بعض الأثاث لبيته من بعض الشركات الوطنية، وحسب السيد رشيد فإن هذا النوع من القروض سيكافئ الفرص بين الطبقة الفقيرة والميسورة في المجتمع لأنه سيمكن الأولى من التمتع بنفس الرفاهية على غرار باقي الفئات الاجتماعية. بعد أن فارقنا السيد (رشيد) الذي انصرف لقضاء أشغاله، وبنفس الحي قابلنا (أيوب) شاب يبلغ من العمر 32 ربيعا، عامل بإحدى المؤسسات الخاصة هو الآخر طرحنا عليه سؤالنا حتى نعرف رأيه في الموضوع، فأجابنا هذا الأخير أنه مرحب بالفكرة وما أثار حماسه لها هو فتح القرض لتمكن المواطنين من اقتناء سيارات جديدة من نوع الرونو سامبول، وهو ينتظر بشغف التاريخ الفعلي لانطلاق العمل بالقرض حتى يتمكن من إقتناء واحدة من هذه السيارات خصوصا وانه يتعذر عليه فعل ذلك الآن لأنه لا يستطيع دفع ثمنها مرة واحدة، فإمكانياته المحدودة لا تمكنه من ذلك. وآخرون يرفضون الفكرة جملة وتفصيلا قابلنا السيد (الجيلالي)، وطرحنا عليه سؤال موضوعنا فأجابنا أنه لم يسمع بفكرة إعادة بعث القرض الاستهلاكي من جديد بعد أن تم تجميده سنة 2009، ولكنه غير مرحب بالفكرة تماما على غرار سابقيه، فحسبه هذا النوع من القروض لن تخدم أبدا المواطن البسيط بقدر ما تخدم المصالح الاقتصادية الفاعلة في البلاد، فحسبه سيسمح للشركات من بيع كامل بضائعها وتحقيق أرباح كبيرة على حساب المواطن المسكين الذي سيجد نفسه مضطرا على إقتناء بعض السلع التي لا يمكن له اقتناؤها براتبه الضعيف، وسيصطدم بديون ومن بعدها فوائد ربوية لصالح البنوك التي ستعوض خسارتها من انخفاض أسعار البترول وانهيار أسعار الدينار الجزائري في الأسواق العالمية، ليختم السيد (جيلالي) حديثه إلينا أن هذا القرض الاستهلاكي لم يفتح لسد حاجيات المواطنين بل أنه جاء لسد حاجيات أطراف معينة. بعد السيد (الجيلالي) قابلنا السيدة " نادية" التي تبلغ من العمر 42 ربيعا ماكثة في البيت، سألناها عن فكرة إعادة بعث القرض الاستهلاكي من جديد فأجابتنا أنها سمعت بالفكرة من خلال حديث الناس عنها، لكنها لم ترحب بها أبدا لما لها من مضرة، لأن هذا النوع من التعاملات المالية محرمة شرعا لأنها ربوية ولا تجوز في ديانتنا الإسلامية كما أبدت بدورها تعجبها من سكوت الأئمة على مثل هذه المنكرات التي من شأنها أن تقود المجتمع إلى ما لا يحمد عقباه، وقد تأسفت بدورها من حال بعض المواطنين الفارحين بمثل هذا النوع من التعاملات المالية رغم أنها حرام. الأئمة يحذّرون من هذه القروض أبدى الفقهاء ورجال الدين في مجتمعنا رفضهم التام للفكرة، ومن بين هؤلاء الأطراف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي قررت أن تنظم حملة وطنية لحث المواطنين على مقاطعة القروض الاستهلاكية، وللاستفسار أكثر في الموضوع ربطت (أخبار اليوم)، اتصالا هاتفيا بالشيخ جمال غول، رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة الجزائريين الذي قال أن الأئمة يريدون أن ينجح شباب الجزائر ويستثمرون في مشاريع كبيرة وتكون ناجحة بما يرضي الله ورسوله، ولا تكون فيها الكثير من الفتن والمحرمات من خلال إتباع القروض الاستهلاكية عن طريق الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب المعروفة (الأونساج)، التي تمنح الشباب قروضا بفوائد ربوية تقدر ب1 بالمائة بعد أن كان ب7 بالمائة، لذلك وحسب الشيخ حتى تنجح المشاريع لا بد أن تكون بدون فوائد، فكم من شاب لم ينجح في مشروعه بسبب الفوائد الربوية المفروضة عليه، من جهة أخرى دعا الشيخ جمال غول كافة المواطنين الذي يخافون الله أن لا يسيروا في مثل هذه التعاملات المالية الربوية التي تعتبر من الكبائر التي تجلب غضب الله عز وجل على العباد والبلاد.