أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني أمس الأحد بسيدي بلعباس أن واجب الجزائريين اتجاه ذاكرة الشهداء يقتضي تعاونهم لبناء الوطن، وأبرز في لقاء مع ممثلي الأسرة الثورية والمجتمع المدني بمقر الولاية عقب زيارته التفقدية للمنطقة أن (تضحيات الشعب الجزائري خلال الفترة الاستعمارية لا ينبغي أن تذهب سدى وأنه واجب على الجزائريين الحفاظ على أمانة الشهداء بالتعاون على بناء الوطن وإكمال مسيرة التنمية التي بدأها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة). وأضاف الوزير أن (رئيس الجمهورية الحريص على رسالة أول نوفمبر وذاكرة الشهداء أطلق سلسلة ضخمة من البرامج والمشاريع لتحقيق الوثبة الوطنية وتحسين الإطار المعيشي للمواطنين وأعاد السيادة للشعب وحده)، لذلك -كما قال- (ينبغي العمل من أجل دعم مساعي الرئيس بالابتعاد عن الفرقة ونبذ الخلافات الهامشية والحفاظ على المكتسبات التي تحققت خلال السنوات الأخيرة وتنميتها)، وأشار إلى أن الصعوبات متكفل بها ضمن عمل الحكومة وسيتم القضاء عليها، مضيفا أن (أي وضعية مهما كانت صعبة لا تجعل المواطن الجزائري الفخور بتاريخه وبطولات وتضحيات آبائه وأجداده قابلا للبيع والشراء)، كما ذكّر ببرنامج عمل الوزارة الذي شرعت في تطبيقه، سواء ما تعلق بالجانب الاجتماعي للمجاهدين وذوي الحقوق أو البرنامج الثقافي الخاص بتخليد مآثر كفاح الشعب الجزائري وثورة أول نوفمبر 1954 ومن ذلك إقامة ملتقيات علمية متخصصة لكتابة تاريخ الثورة وجمع شهادات المجاهدين وإنتاج أفلام وغيرها من المشاريع التي سخرت لها إمكانيات مادية وبشرية كبيرة، على حد تعبيره. وخلال هذه الزيارة أشرف الوزير على تدشين ملحقة متحف المجاهد التي أنجزت بغلاف مالي يقدر ب 127 مليون دج والمقر الجديد للمنظمة الوطنية للمجاهدين بسيدي بلعباس، كما أطلق اسم الشهيد (بن عمير سليمان) المدعو (خير الدين) على محطة النقل البري. وزار السيّد زيتوني أيضا مقر مديرية المجاهدين ووضع حجر الأساس لإنجاز مقر جديد لذات الهيئة رصد له مبلغ 100 مليون دج وينتظر استلامه قبل نهاية السنة الجارية. وبمقرّ إذاعة سيدي بلعباس أجاب الوزير على أسئلة صحفيي هذه المؤسسة الإعلامية وأشار إلى المجهودات الكبيرة الذي تقوم بها الدولة لصالح المجاهدين وذوي الحقوق وكل الشعب الجزائري. وكان زيتوني قد ذكر يوم السبت أن دائرته الوزارية برمجت ضمن تظاهرة (قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015) عدة لقاءات تاريخية بهدف نفض الغبار عن بعض الوقائع التي (لفها النسيان). وأبرز السيّد زيتوني لدى افتتاحه لندوة تاريخية بعنوان (إستراتيجية الثورة في مواجهة السياسة الكولونيالية 1954 - 1962) أن الوزارة برمجت مجموعة من الندوات التاريخية ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 بهدف تناول وقائع وقضايا تاريخية ذات العلاقة بكفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار، والتي (لفها النسيان أو لم تصل إليها جهود الباحثين، كما تسعى أيضا إلى تسليط الضوء على معاناة الجزائريين خلال الفترة الاستعمارية). وأشار الوزير إلى أن (الحديث عن الثورة وأبطالها من الشهداء والمجاهدين في ملتقيات علمية متخصصة يعبر عن الاعتزاز بهؤلاء الأبطال وتضحياتهم التي مكنتهم من مقارعة الاستعمار والفوز بالاستقلال والحفاظ على الهوية العربية الاسلامية التي حاول الاستعمار القضاء عليها من خلال محاولة تغريب المجتمع الجزائري).