أكّد الناخب الوطني الأسبق رابح سعدان أنه كان وراء اكتشاف الحارس المتألّق في تشكيلة (الخضر) رايس وهّاب مبولحي ومنحه فرصة المشاركة أساسيا في أول مباراة رسمية له في مونديال جنوب إفريقيا أمام المنتخب الإنجليزي، مكذّبا مهندس ملحمة أم درمان أن يكون مبولحي هو خيار آخر غير خياره بحكم أنه كان أمام ضرورة إشراكه بسبب تراجع مستوى الحارس الذي أسهم في هزم المنتخب المصري في المباراة الفاصلة فوزي شاوشي. كشف المدرّب الأسبق لكتيبة (الخضر) رابح سعدان في تصريحه لموقع (غوول) الجزائري عن العلاقة التي تربط الحارس الدولي رايس وهاب مبولحي بالجزائر على اعتبار أن الكثيرين شكّكوا فيها في وقت سابق، موضّحا بقوله: (الكثير من النّاس يجهلون حقيقة علاقة مبولحي بالجزائر، بل هناك من شكّك فيها بسبب احترافه في البطولة البلغارية وحادثة وفاة والدته أكبر دليل على ارتباطه بالجزائر بحكم أنه قبل وفاتها بأيّام كان حاضرا معها وحضر بعدها الجنازة، ولمّا عاد بقي معزولا إلى درجة أنه لم يتحدّث مع أيّ أحد ولم أكن أعرف شخصيا ما حدث، وبعد نهاية الحصّة التدريبية جاء رايس ليحدّثني وأخبرني بوفاة والدته، ما جعلني أتفاجأ وأكلّم الطاقم الفنّي وزملاءه وأشعرهم بما حدث له والأسباب التي جعلته يبقى معزولا). وواصل مهندس افتكاك كتيبة (محاربي الصحراء) تأشيرة المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا سعدان حديثه عن كيفية تعامله مع الوضعية ورغبة مبولحي في تشريف ألوان (الخضر) قائلا: (بعد ذلك تحدّثت مع الطاقم الفنّي واتّفقنا على إراحته، فتحدّثت معه مجدّدا وطلبت منه المغادرة من أجل الاستراحة نفسيا بعد هذه الفاجعة، غير أنه رفض ذلك وقال لي بالحرف الواحد: لقد حذّرتني أمّي من أن أغيب عن التربّص المغلق للمنتخب الوطني الجزائري)، مشيدا (بقوّته النفسية وكذلك البدنية وحسن أخلاقه، ممّا يدلّ على حسن تربية والديه، ما يعتبر عاملا مهمّا عند حرّاس المرمى، وأظنّ أنه أبان عن ذلك وأثبت أنه جدير بتشريفه الجزائر في كلّ المناسبات حتى في الظروف الصعبة التي عاشها في طبعة الكان بجنوب إفريقيا، حيث انتقده الجميع بسبب تواجده دون فريق). الانضباط وحسن التربية يرى رابح سعدان أن التشكيلة الحالية للمنتخب الوطني مميّزة كون اللاّعبين تلقّوا التكوين خارج الجزائر دون أن يعني ذلك -كما قال- أن وطننا لا يمتلك المواهب، لكنهم للأسف لم يحصلوا على التكوين الجيّد الذي يدوم أكثر من عشر سنوات على اعتبار أن التكوين يكون شاملا وليس من الناحية الفنّية والتكتيكية فقط وإنما أيضا من الناحية التربوية والانضباطية، خصوصا ونحن نمتلك عدّة لاعبين يمتلكون مؤهّلات عالية، خاصّة في منصب حراسة المرمى، لكنهم لا يمتلكون الذكاء ولا التربية ولا التكوين الكامل من ناحية الأخلاق والاحتراف في صورة الحارس المبعد من تعداد (الخضر) فوزي شاوشي.