مأساة متواصلة تحاصر العراقيين المليشيات الشيعية تنتقم من نازحي الأنبار بالقتل والخطف نفذت المليشيات الشيعية تهديدات سابقة أطلقتها للانتقام من النازحين السنة القادمين من محافظة الأنبار، غرب العراق، في حين أكد مصدر حقوقي في العاصمة العراقية أن المليشيات أعدمت أربعة نازحين في منطقة المعالف جنوببغداد، بالتزامن مع اعتقال ثمانية آخرين في ناحية الاسكندرية شمال محافظة بابل. ونقل مركز بغداد لحقوق الإنسان عن عضو في الحكومة المحلية لمحافظة الأنبار أن عناصر من مليشيات شيعية يرتدون زيّا عسكريا ويستقلون سيارات حكومية، داهمت منزلا في حي المعالف ببغداد، تسكنه عائلة نازحة من مدينة الرمادي، واقتادوا جميع الرجال، وعددهم أربعة، إلى جهة مجهولة. وأضاف عضو حكومة الأنبار المحلية أنه تم العثور على جثث المخطوفين بعد ساعة، مبينا أن إعدامهم تم بإطلاق النار على الرأس والصدر، بعد تكبيل الأيدي. وأكد مسؤول مركز بغداد لحقوق الإنسان، مهند العيساوي، أن الرد الذي حصلوا عليه من وزارة الداخلية جاء مطابقا لرواية عضو حكومة الأنبار وتضمن: (دوريات الشرطة التابعة للداخلية عثرت على جثث أربعة نازحين من محافظة الأنبار، في منطقة شهداء البياع جنوبيبغداد، وذلك بعد ساعة من اختطافهم من داخل منزل يسكنون فيه منذ أيام عدة في منطقة المعالف، جنوبيبغداد). وفي السياق أيضا أوضح المركز المختص برصد الانتهاكات، أن مصدرا رسميا في محافظة بابل، جنوببغداد، أبلغه بأن قوة من شرطة المحافظة اعتقلت ثمانية من نازحي الأنبار في ناحية الإسكندرية شمال بابل. وتابع المصدر، بحسب المركز، أن الاعتقال كان دون مذكرات قضائية، لكنه تم بناء على توجيهات محافظ بابل صادق مدلول السلطاني، حيث تم اعتقال الشباب النازحين من الأنبار عند دخولهم محافظة بابل. وكانت الميليشيات الشيعية قد وزعت في وقت سابق منشورات تطالب الأهالي في مناطق العاصمة بغداد بعدم استقبال أي نازح من محافظة الأنبار، وذلك بحجة الخشية من تأثيرهم على الوضع الأمني، فيما هددت جميع المخالفين بتحمل المسؤولية الكاملة. وقال شهود عيان من حي البياع غرب بغداد، إن عناصر من المليشيات الشيعية أقامت عدة نقاط أمنية في الشوارع والتقاطعات الرئيسة في المنطقة، واقتصر عملها على توزيع منشورات تمنع استقبال أي نازح من محافظة الأنبار، وذلك للحفاظ على أمن مناطقهم. وزعم العناصر الذين وزعوا المنشورات أن لديهم معلومات مؤكدة تفيد أن أغلب العائلات النازحة من محافظة الأنبار هم من تنظيم الدولة، فيما حذروا كل من يخالف التعليمات ويستقبل النازحين بتحمل المسؤولية والمسائلة، على حد قولهم. وفي السياق، أكد مصدر في وزارة الهجرة أنه لا تتوفر لديهم حتى الآن إحصائية دقيقة بعدد النازحين الذين فروا من مناطق القتال في محافظة الأنبار، مشيرا إلى أن الإحصائية الوحيدة الموجودة تعود لأكثر من عشرة أيام، وهي صادرة من مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، وقدرت النازحين بأكثر من 114 ألف شخص. ونوه المصدر إلى أن الإحصائية قابلة للزيادة بشكل كبير.