تعتقد السيدة مليكة عباد المتوجة بلقب أفضل مخترعة جزائرية لعام 2014 أن المرأة الجزائرية لها نفس القدرة على الإبداع والابتكار مثلها مثل الرجل، وطلبت من المسؤولين الالتفات للنساء المبدعات ووضعهن موضع الثقة. وفي مقابلة لها مع الجزيرة نت كشفت عن أهم اختراع لها وهو سوار خاص بالأمراض المزمنة يساعد الأطباء على تشخيص الداء في زمن قياسي لا يتعدى -حسب حديثها- دقائق معدودة.وقد كان لإصابة السيدة عباد بداء السكري في ربيع شبابها دور كبير ودافع لها للتفكير والبحث عن حل تواجه وتتغلب به على هذا المرض الذي قدر لها أن تتعايش معه ما تبقى من سنوات عمرها. والجهاز عبارة عن ساعة يد مصنوعة من مادة البلاستيك توضع على معصم الشخص وبواسطته يحدد نوع المرض دون الحاجة إلى إجراء تحاليل طبية. ويحدد نوع المرض طبقا للألوان التي تظهر عبر شاشة الساعة اليدوية، فإذا كان اللون أخضر فاتحا وفاقعا فإن المريض مصاب بداء السكري، والأزرق الغامق والفاتح للضغط الدموي، ولون آخر مشترك يحدد أمراضا مزمنة أخرى مثل ألزهايمر والربو وغيرها من الأمراض. ورغم العروض الأجنبية التي تلقتها السيدة عباد لشراء اختراعها من دول عربية وغربية على غرار السعودية وفرنسا وسويسرا، لكنها تقول إنها لن تجسد فكرتها إلا في الجزائر، ورغم أهمية المشروع فإن عباد لم تتلق بعد أي عروض جادة لتبني اختراعها وتسويقه. واللافت في عائلة مليكة أنها تضم أفرادا كلهم مخترعون، فزوجها جمال عباد مخترع متخصص في مجال الإعلام الآلي، ويشغل رئيس منصب رئيس مكتب بومرداس للمبتكرين، وابنها رضوان مخترع لا يتجاوز عمره 14 عاما حصل على لقب أصغر مخترع على مستوى أفريقيا والعالم العربي، وفي سجله العديد من الابتكارات، أهمها مولد كهربائي اخترعه كهدية لسكان غزة.كما قدمت السيدة مليكة اختراعا آخر في مجال الطب البديل أطلقت عليه اسم "حامل السيروم الذكي"، وهو عبارة عن خلطات مستوحاة من الأعشاب الطبيعية والفواكه يقدم حلولا ناجعة -حسب حديثها- للذين يعانون من مشاكل العقم. وخلال الصالون الدولي للمخترعين المنظم بالجزائر نهاية العام الماضي نالت عباد لقب أفضل مخترعة جزائرية لعام 2014 عن اختراعها سوار اليد الخاص بالأمراض المزمنة. وكغيرها من المخترعين الجزائريين تقول السيدة عباد إنها تواجه متاعب كبيرة في سبيل تجسيد مختلف أفكارها الإبداعية، وأهمها البيروقراطية الإدارية، وغياب تمويل حكومي أو مؤسساتي أو من الشركات الاقتصادية سواء العمومية أو الخاصة لأبحاثها، مما أجبرها على تمويل كل أبحاثها من مالها الخاص، على حد قولها.وأشارت عباد إلى أن المشكل المادي عائق يعاني منه كل مبتكر في الجزائر، لأن النموذج حسب حديثها يكلف مبالغ مالية كبيرة، لذلك على أي مخترع أن يجد لنفسه مصادر تمويل خاصة، وهو أمر صعب للغاية -حسب حديثها- في ظل غياب ثقافة تمويل الابتكارات سواء من طرف الدولة، أو من طرف رجال الأعمال . وكامرأة تقول عباد إنها لا تشعر مطلقا بوجود تفاوت في نسبة الذكاء أو القدرة على الإبداع بينها وبين الرجل، مضيفة أن "الصراع صراع أدمغة، وتفوق علمي وإبداعي"، وبرأيها فإن تهميش المبدعين بالجزائر واقع يقاسمه الكل دون النظر إلى جنسه أو عرقه، وهو الأمر الذي تأسف له بشدة، حسب تعبيرها.لذلك تطلب المخترعة الجزائرية من السلطات الالتفات للنساء المبدعات وأن تضعهن موضع الثقة، لأنهن -برأيها- يملكن القدرة على دعم الاقتصاد الجزائري، وخلق منتوجات يمكن تصديرها للخارج، والمنافسة في الأسواق الخارجية.