تفرّدت في ابتكارها وتميزت بخصوصية ما توصّلت إليه للتخفيف من معاناة المصابين بالأمراض المزمنة، ومساعدة الأطباء في تشخيص الداء في زمن قياسي لا يتعدى الدقائق القليلة. إنّها السيدة عباد مليكة، الباحثة ومخترعة جهاز إلكتروني خاص بالأمراض المزمنة الأول من نوعه في العالم، وتتطلع نحو تجسيد ما توصّلت إليه في مصانع بلدها وعلى أيدي مستثمريها، رغم العروض الأجنبية التي تلقّتها للإستفادة من ابتكارها لكنها تصر أنّ البلد الأمّ له الأولوية في احتضان عصارة جهدها وأبحاثها. ينطبق على السيدة عباد مليكة المخترعة ورئيسة المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمبدعين والبحث العلمي، المفارقة العجيبة التي تجعل من أمراضنا ومعاناتنا مصدرا للإلهام والابتكار والتميز كذلك، لأنّ إصابتها بداء السكري وهي لا تتعدى 36 سنة، جعلها تفكّر طويلا وتبحث كثيرا حتى توصّلت إلى فكرة إنجاز جهاز إلكتروني لمساعدة المصابين بالأمراض المزمنة، وهو عبارة عن ساعة يد تصنع من مادة البلاستيك، عندما توضع على يد المريض أو أي شخص مغمى عليه تحدد بواسطته نوعية المرض المصاب به لأول وهلة ودون الحاجة إلى تحاليل طبية، والتي تتطلب ساعات طويلة، والجهاز يتضمّن لون الأخضر الفاتح والفاقع لداء السكري والأزرق الفاتح والغامق للضغط الدموي، وبه لون مشترك لتحديد العديد من الأمراض المزمنة الأخرى، على غرار الربو والزهايمر وما إلى غير ذلك، وكل هذه الألوان جاءت حسب مخترعة الجهاز مليكة عباد للتفرقة بين عديد الأمراض، كون السكري والضغط الدموي تصاحبهما غيبوبة. وحول ظروف اختراع هذا الجهاز، أكّدت صاحبته أنه جاء بالصدفة ولأسباب صحية كانت تعاني منه، فبعد أن راودتها الفكرة أجرت أبحاثها بعد أن أجرت عملية جراحية صعبة بفعل غيبوبة مفاجئة، واكتشفت معاناة المرضى الكبيرة، والتي حفّزتها كثيرا على رفع التحدي، محاولة منها للتخفيف من أسقامهم والحد من مخاوفهم. وذكرت المبتكرة عباد أنّ زوجها المخترع بدوره والمختص في مجال الإعلام الآلي، ساعدها كثيرا على تجسيد فكرة المشروع، الذي أوضحت أنّه يساعد الأطباء كثيرا عن طريق الضغط على زر الجهاز، وتحديد الداء كونه يكشف عن اسم وبطاقية المريض الصحية. وتنتظر السيدة عباد أن يحظى مشروعها بالاهتمام في وطنها، بعد أن رحّبت به دول أجنبية على غرار فرنسا وسويسرا والسعودية، كونه يرتقب أن يقدم خدمات جليلة للمرضى والأطباء بنسبة 50 بالمائة عقب تسويقه، وتتمنى أن يحمله الحجاج والمعتمرين خلال الموسم المقبل. وبدت مليكة جد فخورة لأنّ نجاحها يعني نجاح لجميع الجزائريات، وصورة مشرقة للوطن، لذا اغتنمت الفرصة لتدعو جميع المخترعات بالسير بثقة وعزيمة نحو الابتكار دون تردد أو خوف من الفشل، لأنّها تؤمن أنّ كل خطوة نخطوها هي تقدم نحو الأمام.