تهديد حوثي ب (عمليات استشهادية) ضد سفن التحالف حروب العصابات تجتاح اليمن هدّد القيادي البارز في جماعة (أنصار اللّه) علي حلقوم بالقول إن (العمليات الاستشهادية) ستكون أحد وسائلهم إذا ما اقتربت قوات التحالف من سواحل اليمن، فيما اعتبر محلّلان سياسيان الأمر واردا نظريا دون الجزم بإمكانية تنفيذه عمليا. يبدو أن هذا الأسلوب غير بعيد عن تفكير الحوثيين، بمهاجمة سفن التحالف العربي الموجودة في البحر الأحمر وخليج عدن، وفي تصريحات للصحافة قال حلقوم (حتى الآن لم نتخذ قرارا بمهاجمتهم في وضعهم الحالي، فما زالت معركتنا داخلية، لكن إذا ما اقتربوا فسيكون الرد رادعا لهم). ويسيطر الحوثيون على 4 موانئ يمنية هي: عدن، والحديدة والصليف والملخا، بعضها، استقبل في وقت سابق من العام الجاري، أسلحة ومعدات عسكرية، حسب ما ذكرته مصادر عسكرية يمنية. ووفق آخر تقييم نشرته (جلوبال فاير باور)، أحد أهم المؤسسات البحثية الأمريكية المتخصصة في تقديم قواعد بيانات تحليلية عن القوى العسكرية في العالم، على موقعها الالكتروني في 1 أفريل الماضي، فإن الجيش اليمني يمتلك 30 قطعة بحرية مقاتلة صناعة روسية، منها 21 زورقا صاروخيا، وكاسحتا ألغام. ويضم بميناء عدن، الذي يسيطر عليه الحوثيون، أكبر عدد من القطع البحرية، ما يمكنهم، وفق مراقبين، من تسيير زوارق صاروخية؛ لضرب السفن التابعة للتحالف الموجودة في البحر الأحمر أو خليج عدن، ومن بينها سفن سعودية. في الوقت الذي يسيطر فيه طيران التحالف، بمشاركة أمريكية، على المجال الجوي لليمن، ومحيطها في المياه، لاستطلاع أي تحرك حوثي، والتصدي لأي إمداد لهم، كما حدث نهاية الشهر الماضي، حينما اعترضت طائرات التحالف طائرتي شحن إيرانيتين متجهتين إلى العاصمة صنعاء، وأجبرتهما على العودة. وأسلوب (العمليات الانتحارية) هو على ما يبدو جزء من تكوين الحوثيين، حيث هدد عضو مجلس التنفيذي للحركة، عبد المنعم القرشي، مع بداية العمليات العسكرية للتحالف العربي أواخر مارس الماضي، بتنفيذ (عمليات استشهادية داخل الأراضي السعودية). وقال القرشي في تصريحات أوردتها وكالة أنباء فارس (الإيرانية شبه الرسمية) (كما توعدت حركة أنصار اللّه الحوثيين بسقوط بعض الأنظمة العربية التي تدعم الإرهاب، سوف ننفذ العمليات الاستشهادية في داخل الأراضي السعودية، وسوف نتحرك إلى هلاك النظام السعودي). وفي ظل اتهام مسؤولين يمنيين وعواصم عربية، لا سيما خليجية، إيران بدعم الحوثيين بالسلاح، وهو ما تنفيه طهران، يرى مراقبون أنه بإمكان الحوثيين الاستفادة من التجارب الإيرانية في (العمليات الانتحارية)، خاصة أن قناة (العالم) الإيرانية، نقلت في 2006 عن قائد الحرس الثوري الإيراني حينها، يحيى رحيم صفوي، قوله إن (الحرس لديه الآلاف من الجنود المدربين على تنفيذ عمليات استشهادية). وكان تقرير أممي، رفع إلى مجلس الأمن الدولي، قال إن إيران تقدم أسلحة إلى الحوثيين في اليمن منذ عام 2009. ورغم تهديدات جماعة الحوثي باللجوء ل(العمليات الانتحارية) استبعد اللواء محمد نبيل فؤاد، الخبير العسكري المصري هذا الخيار، قائلا (ليس معنى امتلاك الحوثيين لزوارق بحرية أنها تستطيع استخدامها). أضاف: (الحوثيون لا يريدون أن يفتحوا على أنفسهم بابا جديدا في المواجهة، وما يصرحون به ويهددون به، يأتي في إطار استعراض القوة فقط). وترمي مثل هذه العمليات الانتحارية، في حال تنفيذها، إلى هدف سياسي يكمن في إظهار قوة الحوثيين في المعركة، وهي ورقه قد يستفيدون منها في التفاوض السياسي مستقبلا، فضلا عن تقليب الرأي العام السعودي على قيادته بعد تكبيد قواتها خسائر كبيرة، وتوجيه ضربة معنوية لقوات التحالف، حسب راكان السعايدة، المحلل السياسي الأردني، التي تشارك بلاده في قوات التحالف العربي.