لاتزال مخاطر القنابل التي لم تنفجر منذ الحرب العالمية الثانية تطارد ألمانيا بعد 70 عاماً على انتهاء الحرب، إذ تنفجر دون سابق إنذار، أو تظهر على السطح بعد فترات الصقيع. ويتم العثور على أكثر من 2000 طن من القنابل والذخيرة الحية سنوياً في ألمانيا حتى تحت المباني. وتقوم السلطات الألمانية بإبطال مفعول هذه القنابل أو تفجيرها في تفجيرات مُحكمة، لكن بعد أن تكون قد تسببت بالفعل في ارتباك أو عمليات إجلاء أو ربما أودت بحياة البعض. وتعود أصوات وروائح الحرب العالمية الثانية التي يحيي الألمان ذكراها الأسبوع المقبل إلى الحياة من جديد في منطقة بغابة جرونيفالد ببرلين، حينما تقوم فرقة جاب بتفجير ما عثرت عليه من القنابل ثماني مرات سنوياً. وتدوي صافرات الإنذار من الغارات الجوية قبل أن تهتز الأرض في المنطقة المحاطة بإجراءات أمنية مشددة تحت وقع تفجيرات متتالية، وفي بعض الأحيان ترتج الأرض وتتطاير شظايا ملتهبة في أرجاء الغابة، ويتصاعد الدخان في سمائها. يقول جاب خبير مفرقعات (لايزال هناك ما يقدر بنحو 2500 قنبلة مدفونة في برلين، وعدد أكبر من قذائف المدفعية. منذ عام 1948 عثرنا على 1395 قنبلة). والعام الماضي تم العثور على نحو 56 طناً من الذخائر غير المنفجرة في برلين التي كانت الهدف الرئيسي لحملة قصف جوي من قبل البريطانيين والأميركيين قبل أن تدمرها المدفعية والقنابل السوفيتية في معركة برلين قبل 70 عاماً. وأمطرت الطائرات الحربية الأميركية والبريطانية برلين بنحو 1.5 مليون طن من القنابل التي أودت بحياة 600 ألف شخص. ويقدر المسؤولون الألمان أن 15 في المئة من القنابل لم تنفجر، وأن بعضها مازال مدفوناً على عمق 6 أمتار تحت الأرض.