وتمنع المعاهدة التي تم التفاوض حولها في دبلن في ماي الماضي استخدام وتخزين وتجارة ونقل هذه الاسلحة وتجبر الدول الموقعة على مساعدة البلدان والاشخاص الذين يقعون ضحايا لها. وقال المنسق الدولي للتحالف ضد الذخائر العنقودية الهيئة التي تضم حوالى 300 منظمة غير حكومية "انها واحدة من المرات النادرة جدا في التاريخ التي تحظر فيها فئة كاملة من الاسلحة". ويمكن ان تشمل هذه القنابل مئات من "القنابل الصغيرة" التي تنتشر على مساحة واسعة لكنها لا تنفجر كلها بل تتحول الى الغام مضادة للافراد حظرتها اصلا اتفاقية اوتاوا في 1997. الا ان تأثير المعاهدة سيكون محدودا نظرا لغياب الدول الكبرى المنتجة لهذه الاسلحة الولاياتالمتحدة وروسيا والصين واسرائيل والهند وباكستان. وكانت إسرائيل ألقت مئات الآلاف من القنابل العنقودية خلال حرب صيف 2006 في جنوب لبنان، وأدت الى مقتل العشرات من الضحايا، لاسيما من الأطفال. وما تزال فرق التفتيش الدولية تناضل من اجل العثور على تلك القنابل التي غالبا ما تغطيها الاعشاب والاتربة مع مرور الوقت فيبقي خطرها قائما. وتوقع 18 من الدول ال26 الاعضاء في حلف شمال الاطلسي المعاهدة. ويمثل فرنسا وبريطانيا والمانيا في الاجتماع وزراء خارجيتها برنار كوشنير وديفيد ميليباند وفرانك فالتر شتاينماير.وتوقع كندا واستراليا واليابان النص ايضا. وتؤكد منظمة "هانديكاب انترناشيونال" ان حوالى مئة الف شخص 98% منهم مدنيون قتلوا او اصيبوا باعاقة في انفجار عبوات من هذا النوع في العالم منذ 1965. وربع هؤلاء اطفال كانوا يعتقدون انها العاب وعلب اطعمة. واعلنت وزارة الخارجية الامريكية ان الولاياتالمتحدة تمتنع عن توقيع الاتفاقية تحظر القنابل العنقودية لانها تعتبرها غير واضحة ومن شأنها ان تعرض للخطر حياة الجنود الامريكيين. ولم توضح الوزارة كيف يمكن لمعاهدة تستهدف حماية المدنيين ان تعرض تعرض حياة الجنود الامريكيين للخطر. واضافت الخارجية الامريكية في بيان "على رغم اننا نشاطر الهواجس الانسانية للبلدان الموقعة الاتفاقية ... فاننا لن ننضم اليها". واوضحت ان "حظر القنابل العنقودية الذي صيغ بطريقة تتسم بكثير من العمومية سيعرض للخطر حياة رجالنا ونسائنا وحياة رجال ونساء شركائنا في التحالف". وتحظر الاتفاقية التي ستوقع في اوسلو والتي عقدها 111 بلدا، انتاج واستخدام وتخزين وتجارة ونقل هذه الاسلحة البالغة الخطورة على المدنيين خلال نزاع ما وبعده. وتلقى القنابل العنقودية من الجو او تطلق من الارض عبر المدافع وقاذفات الصواريخ. لكن كثيرا منها لا ينفجر لدى ارتطامها بالارض وتترك مناطق ملغومة في بلدان غالبا ما تكون فقيرة وتنصرف الى اعادة الاعمار في اعقاب نزاع ما. واشارت الخارجية الامريكية الى ان الولاياتالمتحدة تحاول من جانبها التصدي لمشكلة القنابل العنقودية وخصصت "اكثر من 1.4 مليار دولار منذ 1994 لاعمال التنظيف من الالغام والعبوات المتفجرة الاخرى التي خلفتها الحروب بما فيهاالقنابل العنقودية غير المنفجرة".