أوباما يعترف: مستقبل الولاياتالمتحدة مرهون بحل المشاكل العنصرية "بالتيمور".. تفضح "النموذج الأمريكي" المطلوب فرضه على العالم! تعد أحداث العنف ضد السود في بالتيمور بأمريكا تجسيدا للنموذج الأمريكي الذي تسعي الإدارة الأمريكية لفرضه على العالم بإعتباره خلاصة التجربة العلمانية والليبرالية التي طالما تشدق بها من يصفون أنفسهم بالتنويرين في بلادنا العربية. وكذلك المفكر الأمريكي فرنسيس فوكوياما في كتابه (نهاية التاريخ) والذي قال فيه إن تاريخ البشرية انتهى بانتصار الليبرالية وهزيمة كل ما عداها من تيارات فكرية وسياسية خاصة الشيوعية التي كان يرفع لواءها الاتحاد السوفيتي المنهار. هذا النموذج الذي تنبأ فوكوياما بانه سيسود العالم تبين بالمعايشة اليومية انه مليء بالثقوب وانه يجسد العنصرية وعدم المساواة بين البيض والسود داخل المجتمع الامريكي رغم شعارات المواطنة وحقوق الانسان والعلمانية والليبرالية الطنانة التي لاسند يؤكد مصداقيتها علي ارض الواقع. فقد شاهد الملايين عبر العالم كيف سار آلاف المتظاهرين ، في نيويورك وبالتيمور على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، مطالبين بالعدالة بعد وفاة شاب أسود علي يد شرطي امريكي واحتجاجا على أعمال العنف التي تقوم بها الشرطة تجاه السود الامريكان. وردد المتظاهرون ومن بينهم طلاب جامعات ومعاهد شعارات منها (لا عدالة، لا سلام)، و(أرسلوا رجال الشرطة القتلة هؤلاء إلى السجن وكل النظام مذنب). ورفعوا يافطة كتب عليها (رجال الشرطة القتلة يستحقون السجن). وأظهرت لقطات تلفزيونية مئات من طلاب الجامعات في مسيرة أمس وهم يرددون هتاف (حياة السود مهمة). وانضم آلاف من سكان بالتيمور من جميع الأعراق إلى تلك الحشود. ويقول المحلل السياسي طالب عوض الله القيادي بحزب التحرير تعليقا علي تلك الاحداث: يختزل المتظاهرون في عقر الرأسمالية عقيدة الرأسمالية وإفرازاتها في جمل تعيش معانيها شعوب العالم الواقعة تحت ظلم أمريكا وأخواتها منذ عقود . فلا سلام ولا عدل ولا قيمة لحياة البشر ولا أهمية لدماء الشعوب ولا محاسبة "لرجال الشرطة" وأدوات الأنظمة العميلة لامريكيا وأخواتها من الوحوش الرأسمالية. رأسمالية نشرت القتل والدمار في العالم وقتلت كل قيمة في سبيل السيطرة على الثروات ومصادر الطاقة والحفاظ على إنتاج مصانعها وفتح الأسواق لمنتجاتها، في سبيل ذلك الهدف الدنيء داست أمريكيا على كل شيء جميل وراق في الإنسانية وتحولت أمريكيا وأخواتها إلى وحوش ممسوخ بلا رأفة ولا رحمة وأنى لوحش مسخ أن يرأف ببشر مهما كانت جنسيته أو عرقه أو دينه أو مكان سكناه!!. فلا معنى عند الأنظمة الاستعمارية ولا قيمة للبشر فالدولة في النظام العلماني الرأسمالي أداة فعالة - بشرطتها وعسكرها وأمنها وسجونها وقتلتها ومرتزقتها وجيشها- ...أداة فعالة لحفنة من المتنفذين الرأسماليين أصحاب المصانع المتخمين الذين لا تهمهم إلا ثرواتهم وحسن سير أعمالهم ونماء ثرواتهم ولا يهم في سبيل ذلك أن تباد شعوب أو تحكم القبضة الأمنية على مدن .. فالمهم هو المال وتنميته والباقي (إحصائيات وخسائر جانبية) يمكن التعامل معها. إن الانحراف والتوحش لأمريكا وأخواتها الاستعمارية الذي طال العالم لن تسلم منه شعوبهم ذلك لان التوحش والاستهتار بقيمة الحياة عقدي في سلوك الأنظمة الاستعمارية وليس سلوكا شاذا أو استثنائيا في سياستهم أو تعاطيهم مع الشعوب. أوباما يعترف أخيرا أوضح الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن مستقبل الولاياتالمتحدة مرهون بحل المشاكل العنصرية، لافتا إلى شعور المواطنين الملونين بالتمييز. جاء ذلك في كلمة، ألقاها، خلال فعالية لدعم إحدى المنظمات الرامية لإبعاد الشباب عن الجريمة، في معهد لهمان، بمنطقة برونكس، التي يقطنها أمريكيون من أصول أفريقية ولاتينية بكثافة، في مدينة نيويورك. ولفت أوباما إلى أن الاحتجاجات نابعة من حوادث الموت المأساوية للشبان، والشعور بأن القوانين لا تطبق بشكل متساو دائما في البلاد، مضيفا أن الأشخاص والأطفال الذكور من أصول إفريقية ولاتينية، يتعرضون لمعاملة مختلفة من قبل السلطات الرسمية في حالات التوقيف والاعتقال، والمعاقبة، في أماكن كثيرة بالبلاد.