العالم يتغير ويتطور، عجلة التاريخ تدور من حولنا، لم يتوقف عن الصراع لفتح آفاق حياة ومسار الشعوب والحضارة الانسانية نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم إلى أمام• الآن مطلع القرن الواحد والعشرين، تفرض نفسها عمليات تجسير العلاقة التحالفية بين جديد التاريخ الانساني ومعسكر حركة التحرر الوطني الديمقراطي في العالم الثالث••عالم الجنوب• انهارت النظريات الفاشية، نظرية ''نهاية التاريخ'' للأمريكي اليميني فرانسيس فوكوياما، نظرية ''صراع الحضارات'' للأمريكي اليميني صموئيل هنتنغتون، والتي بنيت على تفكك وانهيار ''التجربة الاشتراكية السوفيتية''، وأدعت انتصار ''الرأسمالية النيوليبرالية المعولمة التاريخي'' رأسمالية ''الأسواق تضبط نفسها''، ''عدم تدخل الدولة بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية''• وعلى الوجه الآخر ''حلول'' صراع الحضارات ''بديلاً'' عن صراع البشرية التاريخ نحو العدالة الاجتماعية• التحولات اليسارية الكبرى في أمريكا الجنوبية والوسطى والكاريبي (600 مليون)، صمود الثورة الكوبية بقيادة يسارية جذرية، وكسر الحصار من حولها في العالم، ما عدا الجار الشمالي أدى إلى اعتراف إدارة أوباما بفشل سياسات الحصار الأمريكي على مساحة 47 عاماً، وكسر تعليق عضوية كوبا في منظمة الدول الأمريكية واستعادة حقها بين أسرة دول الأمريكتين (3 حزيران/ يونيو 2009)، وعلى الطريق كسر حصار الجار الجبار الشمالي• التطورات العلمية التكنولوجية والاقتصادية العملاقة في الصين، فيتنام، والعلمية العسكرية في كوريا الشمالية بإدارة قيادات يسارية، في الهند بتحالف يسار الوسط (حزب المؤتمر) مع اليسار الماركسي وبالعودة للشعب والانتخابات الديمقراطية وبرامج جامعة بين ثورات ما بعد التصنيع ''العلم والمعرفة، العلمانية والمساواة في المواطنة، التقدم والعدالة الاجتماعية''• التطورات نحو اليسار في جنوب إفريقيا (أكبر اقتصاد في إفريقيا ،47 مليون)، في أنغولا ورياح اليسار في عديد أقطار إفريقيا السمراء••• إنها عمليات النهوض العاصف الكبير في مسار شعوب العالم الثالث والجنوب نحو عالم الحداثة والعدالة الاجتماعية مع مطالع القرن الواحد والعشرين• على الضفة الأخرى أزمة النظام المالي الرأسمالي العالمي الطاحنة اجتاحت اقتصاد بلدان المركز الرأسمالي العالي التطور، وامتدت على مساحة العالم، إنها الأزمة الكبرى في الرأسمالية، ولا أقول أزمة الرأسمالية الطاحنة• فالبديل الديمقراطي التقدمي ليس حاضراً بعد في الميدان، ليس مكتملاً بعد على يد عشرات الملايين المناضلين نحو ''العولمة الشعبية البديلة''، عولمة ''ديمقراطية الاشتراكية واشتراكية الديمقراطية''، وصولاً لعولمة المثل الانسانية النبيلة• الأزمة في الرأسمالية أنتجت انهيار قوانين الرأسمالية النيوليبرالية المتوحشة، قوانين 1944 و''سيادة الدولار''، قوانين ''الأسواق تضبط نفسها'' ''لا مساءلة ولا محاسبة ولا شفافية''• الأزمة في الرأسمالية دفعت بلدان أنظمة المركز الرأسمالي بلدان ''المليار الذهبي'' إلى العمل على وقف ''الانهيار الشامل لاقتصاد السوق الحر'' بالتدخل الواسع للدولة في الاقتصاد ''بالتأميم'' لغة اوربا و''الاستحواذ'' و''الشراء'' باللغة الامريكية وهو ذاته ''التأميم وتملك الدولة''•••''الرقابة والمساءلة والمحاسبة'' من جانب الدولة على المفاصل الاقتصادية من بنوك وشركات كبرى، وحتى إلى ''أشكال من الحمائية''، وكل هذه العمليات مستمدة من التجارب الاشتراكية السابقة والراهنة• التحولات والتطورات اليسارية الكبرى، الأزمة الكبرى في الرأسمالية النيوليبرالية المعولمة، مظارهات عشرات الملايين في بلدان المركز الرأسمالي نحو عولمة ديمقراطية وعدالة اجتماعية بديلة••• أعطت النهوض الكبير في جديد التاريخ، وأنتجت انهيار نظريات ''نهاية التاريخ'' و''صراع الحضارات'' اليمينية: فوكوياما أعلن أنه ''أخطأ'' واعتذر، هنتنغتون رحل قبل أن يعتذر• ''الزمن الدائري'' في البلاد العربية والشرق الأوسط يطحن الزمن عن التقدم إلى أمام، القرن العشرين الاستثنائي التاريخي في تاريخ البشرية ضاع على العرب وشعوب الشرق الأوسط، سبقه قرون ضاعت، لماذا؟ وكيف الانتقال إلى التاريخ بدل الخروج من التاريخ• اليسار الثوري، الوطني والأممي قوة التغيير والتطوير، ''تحرير العقل والديمقراطية'' السلاح السحري بيد قوى التغيير والاصلاح على طريق النهوض الكبير•