هلاك عشرات (المصطافين) في أقلّ من شهر حملات تحسيسية متواصلة ولكن... مع التوافد الكبير التي تشهده شواطئ البحر والوديان عبر ربوع ولاية الوطن تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة، وقبل انطلاق موسوم الاصطياف يتمّ يوميا تسجيل العديد من حالات الموت غرقا، الأمر الذي جعل فاعلين ونشطاء جمعاويين يدّقون ناقوس الخطر، مرجعين السبب إلى اللاّ مبالاة وغياب التحسيس من خطورة الوضع، وكذا عدم دخول برنامج تنظيم الشواطئ وتجنيده بالحرّاس من سلامة وأمن المصطافين الذين أصبحت حياتهم في خطر بشكل مبكّر وقبل حتى الإعلان عن البدء الرسمي لموسم الاصطياف. سجّل شهر أفريل المنصرم ارتفاعا كبيرا في عدد حلات الغرق التي تمّ تسجيلها عبر ربوع الوطن، سواء في الشواطئ أو الوديان أو المستنقعات، خاصّة في المناطق الداخلية، الأمر الذي ينذر بخطورة الوضع مع تفشّي ظاهرة التوافد على الشواطئ غير المحروسة قبل دخول موسم الاصطياف، وهو مع جعل نسبة تسجيل حالات الغرق ترتفع كثيرا مقارنة بالعام الماضي. غريقان في يوم واحد في بومرداس وحالات أخرى عبر الوطن توفي شابّان في يوم واحد غرقا في شواطئ بومرداس في حادثين منفصلين تسبّبا في حالة ذعر وسط سكّان المنطقة، خاصّة أولئك الذين قصدوا البحر للاستجمام هروبا من موجة الحَرّ العالية التي اجتاحت المنطقة في الأيّام الأخيرة، فرغم أن موسم الاصطياف لم ينطلق بعد إلاّ أن البحر بولاية بومرداس بدأ بتسجيل ضحاياه، والبداية كانت مساء الثلاثاء بعدما لقي شخصان في مقتبل العمر حتفهما في ساعة متقاربة من نفس اليوم، ويتعلّق الأمر بكلّ من (غ. يوسف) 16 سنة، المنحدر من منطقة خميس الخشنة، والذي ابتلعته مياه الشاطئ الأوسط ببومرداس، أمّا الشخص الثاني فهو (م. حمزة) 22 سنة، الساكن ببلدية تادمايت بولاية تيزي وزو، والذي تمّ استخراجه دون روح من مياه شاطئ صخري مهجور في حدود الساعة الثالثة زوالا بضواحي دلّس، شرق ولاية بومرداس. هذا، وقامت مصالح الحماية المدنية بنقل الضحيتين إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى دلّس والثنية على التوالي. للإشارة، عرفت شواطئ ولاية بومرداس توافدا هامّا للأشخاص بسبب الحرارة العالية التي ميّزت الأجواء المناخية في الأيّام الأخيرة. وكانت فِرق الحماية المدنية قبل أيّام عثرت على جثّة التلميذ (أشرف بن عزوز) الذي غرق في بحيرة أوبرا بالقالة في ولاية الطارف. وذكرت مصادر محلّية أن مصالح الحماية المدنية سخّرت في عملية البحث 64 عونا وزوارق ومروحية وغطّاسين من ولايتي سكيكدة وعنابة، كما تدخّلت قبل أسبوع الوحدة الرئيسية بميلة مدعومة بالوحدة الثانوية الفرارم قوقة من أجل انتشال جثّة غريق من بركة مائية بمشتة مارشو ببلدية ميلة. الضحية (ز.إ) 15 سنة، تلميذ في السنة الرابعة متوسّط مقبل على اجتياز امتحان شهادة (البيام). حملات متواصلة الحماية المدنية ولكن... يتواصل تسجيل حالات الغرق يوميا في الوقت الذي تواصل فيه مصالح الحماية المدنية دعواتها للمواطنين إلى حملاتها التحسيسية بكلّ وسائلها المختلفة، خاصّة الذين يتوافدون على الشواطئ لتجنّب السباحة في الشواطئ غير المحروسة التي أضحت تشكّل خطرا حقيقيا على الوافدين على المناطق السياحية نظرا لارتفاع حالات الغرق، والتي جلّها تقع في الأماكن الممنوعة وبالأخص الشواطئ الصخرية رغم نداءاتها للعائلات للابتعاد عن التوجّه إلى بعض المناطق البعيدة من الشواطئ المحروسة التي يقوم باستغلالها بعض الأشخاص من خلال إقامة بعض الخيم من القصب والقماش لجلب المصطافين إليها، والتي انتشرت كثيرا في الشريط الساحلي حتى قبل انطلاق موسم الاصطياف كما يحدث حاليا في ولاية بومرداس، وبالتحديد في شاطئ جنّات مع ارتفاع درجة الحرارة في الأيّام الأخيرة. 631 حالة غرق قبل موسوم الاصطياف العام الماضي.. ولا عبرة بالعودة إلى الإحصائيات التي سجّلتها مصالح الحماية المدنية الموسم الفارط، والتي نقلتها (أخبار اليوم)، نلاحظ أنه تمّ تسجيل هلاك 631 شخص، أكثرهم من المناطق الداخلية، الأمر الذي أدّى إلى تكثيف عمليات توعوية وتحسيس المصطافين والتواصل معهم لتذكيرهم بالأخطار التي يمكن أن تحدق بهم. وكانت المديرية العامّة للحماية المدنية قد كشفت سابقا أن 75 بالمائة من حالات الغرق حدثت في الشواطئ الممنوعة وغير المحروسة، معظمها يتميّز بالطابع الصخري. فمعظم حالات الغرق حدثت نتيجة التصادم مع الصخور بسبب الأمواج العالية أو بسبب الإعياء والتعب وعدم القدرة على الرجوع إلى الشاطئ. كما ذكر البيان فيما يخص السباحة في المجمّعات والبِرك المائية، فهذه الظاهرة ما تزال تخلّف الكثير من الخسائر البشرية على المستوى الوطني، حيث تمّ تسجيل 101 حالة وفاة سنة 2014. وفي إطار تحضير حملة مكافحة حرائق الغابات وحملة حراسة الشواطئ والاستجمام تنظّم المديرية العامّة للحماية المدنية الملتقى الجهوي الأوّل اليوم بولاية بجاية يضمّ 20 ولاية من الشرق لتقييم حصيلة سنة 2014 وتحضير حملة سنة 2015. سيتمّ في هذا ملتقى دراسة الحصيلة المسجّلة سنة 2014 فيما يتعلّق بحرائق الغابات وحراسة الشواطئ، حيث سيتمّ التطرّق إلى مدى نجاعة الإجراءات الوقائية التي اتّخذت خلال هذه السنة ودراسة هذه الحصيلة بإيجابياتها وسلبياتها لاستخلاص النتائج وأخذ تدابير جديدة وقائية، تنظيمية وتدخّلية من أجل إنجاح حملة مكافحة حرائق الغابات وحراسة الشواطئ لسنة 2015 تطبيقا لتعليمات المدير العام للحماية المدنية العقيد مصطفى لهبيري.