على غير العادة، لم يلق الثنائي "مهند وسمر" بطلا مسلسل العشق الممنوع، التعاطف والتأييد من طرف عدد كبير من متابعي وعشاق المسلسلات التركية فعلى عكس"مهند و نور" و"ميرنا وخليل" و"لميس ويحي"، و"أمير وعاصي"، وغيرهم من الثنائيات التركية الشهيرة، في المسلسلات التي عرضت على بعض القنوات العربية، فان هذا الثنائي بالذات، لاقى نقدا واسعا من طرف الكثير من المتابعين خاصة من الجنس اللطيف، الذي كان المصفق الأول لقصص الحب الخيالية التي تطرحها المسلسلات التركية، والشغوف بكل المشاعر الرومانسية والدافئة والرقيقة، التي تتدفق من تلك المسلسلات، وهذا بسبب طبيعة العلاقة الموجودة بين البطلين، العلاقة التي لم تتقبلها عقول الكثيرات، حتى من المراهقات والشابات المولوعات بجمال البطل التركي"مهند" أو "كيفانش تاتيلوغ"، ورغم أننا نتحدث ها هنا عهن مجرد مسلسل لا غير، إلا أن تأثر المشاهدين بأحداث القصة أمر مسلم به، وتفاعلهم معها أمر طبيعي، ويمكننا أن نلاحظ ذلك بكل وضوح من خلال أحاديث الفتيات سواء في المدارس أو في الحافلات أو أماكن العمل وغيرها من الأماكن الأخرى، حيث يتركز الحديث في بعض الأوقات حول أحداث هذه المسلسلات، ومع أن ما جذب الكثير من المشاهدين العرب ومن بينهم الجزائريين والجزائريات تحديدا، هو المشاعر الرقيقة والدافئة، والرومانسية الجميلة التي تجمع بين بطلي الأعمال التركية، إلا أن كل ذلك الزخم المشاعري ما بين "مهند وسمر" لم يشفع لهما لدى المشاهدة الجزائرية، لان حبهما بالأساس مبني على الخيانة، وولد على أنقاض وجثث مشاعر أخرى لأشخاص آخرين، لم يسببوا لهما أي أذى أو الم، بل على العكس من ذلك قدموا لهما كل الحب و الرعاية والدعم. ومع توالي حلقات مسلسل "العشق الممنوع" وتطور الأحداث وتشابكها، ووصول حبكة القصة تدريجيا إلى التعقيد، تتضاءل مشاعر الإعجاب والتعاطف مع بطلي المسلسل في قلوب المشاهدات الجزائريات، وتشعر الكثيرات بنوع من الاشمئزاز الممزوج بكثير من الحسرة والأسف والاستياء من الدور السلبي لبطلي المسلسل، خاصة بعد أن أفصحا عن خيانتهما وصارا يمارسانها بشكل طبيعي، دون أن تظهر عليهما أية مشاعر للندم، مع أن الأشخاص الذين يخونونهم وهم اقرب الناس إليهم، لا زالوا يجهلون ما يجري من حولهم، ولا زاولوا يعاملونهم بكل الود. ويبدو أن البطل التركي "مهند" قد خسر هذه المرة ملايين المعجبات والمؤيدات عبر العالم العربي، ولم يتمكن للأسف برغم وسامته الكبيرة وأحاسيسه المرهفة، وقوة أدائه أن يزعزع مشاعر الكثيرات، لأنه بالأساس قدم صورة مختلفة كلية عن ما الفته عنه المشاهدات العربيات والجزائريات تحديدا، من الحب الحقيقي والتضحية في سبيل الطرف الآخر وتحمل الصعاب وتحدي كافة العراقيل، ما كان يدفعهن معه إلى التحليق في عوامل خيالية من المشاعر الرومانسية التي تفتقدها الكثيرات ووجدن التعويض لديه ولدى كثير من أبطال المسلسلات التركية، ما جعل سقوطه في قلوب هؤلاء سقوطا مؤلما ومن علو شاهق، لأنه هذه المرة بالذات، قدم لهن صورة أكثر واقعية وسوداوية، عن الخيانة والغدر والاستغلال والدوس على مشاعر الآخرين، فهل – دون أن نحرق أحداث المسلسل- سيحول موت "سمر" ودموع "مهند" على قبرها، استنكار المشاهدات الجزائريات لدوره إلى تعاطف معه؟ هو سؤال علينا الانتظار حوالي 50 حلقة أخرى للإجابة عنه. تجدر الإشارة إلى أن قصة المسلسل تدور حول شاب مستهتر يقع في غرام زوجة عمه الشابة، ويخططان للهروب معا، قبل أن تتشابك الأحداث وتغير مصير أبطال المسلسل جميعا.