اعتداءات متواصلة على المسلمين وبيوت الله قررت منظمات المجتمع المدني في منطقة بورغون بوسط فرنسا، تنظيم وقفة للتنديد بمحاولة إحراق مسجد بالمنطقة، وللتعبير عن رفضها لهذه الكراهية المتزايدة تجاه المسلمين. ودعت الجمعية الفرنسية للثقافة والعلوم التربية، والمنظمة الفرنسية لحقوق الإنسان، وغيرها من المنظمات الفاعلة في المجال الإنساني، إلى هذا التجمع المدني، وطالبت سكان المنطقة بالمشاركة فيه بكثافة من أجل التنديد بمحاولة إحراق المسجد، والمطالبة باحترام مبدأ العيش المشترك من مختلف جاليات المنطقة. وأوضحت الجهات المنظمة أن هذه المبادرة هي الرد الأنسب على المحاولة المشينة بإضرام النار بمسجد مدينة ماكون، ولكن أيضا لدق ناقوس الخطر حول تنامي ظاهرة العنصرية والأعمال المعادية للديانات بمختلفها، وذلك دفاعا عن قيم الجمهورية المتمثلة في التآخي، والحرية، والمساواة والعلمانية. وللتذكير فإن مسجد مدينة ماكون تعرض لمحاولة إضرام نار بداخله بالبنزين من قبل شابين غير ملثمين ساعدت كاميرات المراقبة في التعرف عليهما، وتمكنت عناصر الشرطة من القبض عليهما وباشرت في التحقيق معهما الثلاثاء المنصرم. اتحاد مساجد فرنسا يندد أدان اتحاد مساجد فرنسا بشدة القرار (الصادم والمدان)، وفق تعبيره، لعمدة مدينة بيزيي روبير مينار، المتمثل في إحصاء وتصنيف التلاميذ المسلمين. وبعد أن أشاد بفتح تحقيق بخصوص هذه القضية من قبل النيابة العامة، اعتبر اتحاد مساجد فرنسا، أن هذا الإحصاء الذي يذكر بمرحلة حالكة من تاريخنا وإعلان روبير مينار بالقيام به بشكل علني فيه احتقار وتجاهل تام لقوانين الجمهورية. ودعا رئيس اتحاد مساجد فرنسا كافة القوى الحية في البلاد إلى التصدي لهذا العمل المعادي للإسلام، وتسليط الضوء على أهداف وغايات هذا الإحصاء من أجل حماية كافة أطفال فرنسا. وكان روبير مينار الرئيس السابق لمنظمة (مراسلون بلا حدود)، الذي انتخب عمدة لبيزيي بدعم من الحزب اليميني المتطرف (الجبهة الوطنية)، قد صرح مساء الإثنين على قناة فرانس 2 التلفزية بأن 64.6 في المئة من التلاميذ المسجلين بالمؤسسات التعليمية العمومية بالمدينة مسلمون. مشيرا إلى أن هذه الأرقام صادرة عن البلدية التي يترأسها. وفي رد فعل على هذا الإحصاء الذي يتعارض مع مبادىء الجمهورية، أكد وزير الحكومة الفرنسية مانويل فالس أن الجمهورية لا تميز بين أطفالها، فيما اعتبر وزير الداخلية بيرنار كازنوف، أن هذا العمل يذكر بلحظات حالكة من تاريخنا. وقالت وزيرة التربية الوطنية، نجاة فالو بلقاسم، من جهتها: إن (إحصاء هؤلاء الأطفال على أساس أسمائهم غير قانوني ويتعارض بشكل عميق مع مبادىء الجمهورية)، فيما أكد رئيس المرصد الوطني لمحاربة الإسلاموفوبيا، عبد الله زكري، أن مثل هذه الممارسات تحبط الشباب وترمي به في أحضان المتطرفين.