كيف يمكنك أخي الطالب استظهار ما تلقيته خلال أشهر طويلة من الدراسة والتحصيل في يوم الامتحان النهائي؟ كيف يمكنك حفظ دروسك ومراجعتها دون أن تخشى نسيانها أو نسيان أجزاء منها؟ كيف يمكنك استغلال أوقات فراغك في مراجعة منظمة وفعالة وغير مرهقة؟ الحقيقة أنه ليست هناك وصفة سحرية تجعل منك بين عشية وضحاها طالبا ناجحا، بل إن الرغبة في العمل والجد والاجتهاد والمثابرة والتفاؤل بالمستقبل هي مفاتيح النجاح، ولكن هذا الجد والمثابرة لن تكون ذات فائدة ومردودية إذا لم تكن مبنية على التنظيم والتخطيط والتعامل بذكاء مع مختلف أنواع الدروس والمعلومات والمواد، كيف تستعد إذن للامتحان بشكل منظم وفعال؟ هذا ما سنحاول توضيحه في المقال التالي الذي سنخصصه اليوم لخطوة الحفظ الجيد الذي بدورها ترتكز على عدة ركائز سنتطرق إليها تباعا في الفقرات التالية: - التركيز: عندما تريد أن تسجل حديثا أو أغنية على شريط، فإن أول شيء تفعله هو التأكد من فعالية آلة التسجيل والشريط، وغياب التشويش وكل ما يمكن أن يؤثر على جودة التسجيل. كذلك الأمر بالنسبة للذاكرة: لكي (تسجل) عليها درسا ما، عليك أن تحاول إبعاد كل الأفكار التي ليس لها علاقة بذلك الدرس عن ذهنك، أي أن عليك التركيز على ما تحفظه فقط. وهذه بعض الإرشادات لمساعدتك على التركيز أثناء الحفظ والمراجعة: o اختر غرفة، أو أي مكان آخر ترتاح فيه، لا تكون فيه أشياء تثير الانتباه وتشغلك عن المراجعة؛ واحرص على أن تتوفر الإضاءة والتهوية الجيدتين في مكان المراجعة.. o لا تبدأ الحفظ إلا بعد أن تشبع حاجتك من الغذاء والنوم والراحة، لأن الجوع والتعب والقلق هي كلها عوامل لا تسمح بالتركيز. -إذا تناولت كمية كبيرة من الطعام فإن الدم يكون وقتها متجمعًا حول الأمعاء للانتهاء من عملية امتصاص الطعام، ولا يصل إلى المخ الكمية الكافية من الدم لكي يعمل بالكفاءة المطلوبة، ولهذا يشعر من تناول كمية كبيرة من الطعام - خاصة الدسم - بالكسل والوَخَم لأن مُخَّه غير مستعد للعمل، ولهذا لا يجب البدء في المذاكرة قبل مرور ساعة بعد تناول الطعام، وينصح أيام المذاكرة والامتحانات عدم تناول كميات كبيرة من الطعام، كما يفضل أن يبتعد الممتحن عن الأكل المليء بالدهون حتى لا يستغرق وقتًا طويلاً في الهضم. يجب ألا تقل فترة التركيز أثناء الحفظ أو المراجعة عن 20 دقيقة، وألا تتجاوز40 دقيقة؛ تعقبها فترة استراحة لمدة 10 إلى 15 دقيقة. o احرص على راحة عينيك لكي تتجنب الشعور بالإجهاد أثناء المراجعة وذلك باتباع النصائح التالية: o عليك مراعاة الوضع السليم أثناء القراءة حتى لا تشعر عيناك بأي إجهاد وذلك بأن تجعل جذعك معتدلاً أثناء جلوسك مع تجنب الانحناء على المكتب، ومن العادات الخاطئة التي نلاحظها أثناء القراءة: الاستلقاء على الظهر أو الاضطجاع على الجنب أو الرقود علي البطن. كل هذه الأوضاع غير مريحة للعين بالإضافة إلى مضاعفات أخرى مثل انحناء الظهر والشعور بآلام الرقبة أو أسفل الظهر بسبب ضغط الفقرات على الأعصاب وأيضا الشعور بصداع الرأس. o المسافة بين العينين والكتاب أثناء القراءة يجب أن تكون بين 30- 35 سم، يقول دكتور مختص: (ويهمنا في هذا المجال أن ننبه لخطورة بعض العادات السيئة أثناء القراءة مثل تقريب الكتاب من العينين مما يتسبب في إجهاد العينين). o الإضاءة المناسبة للقراءة إما أن تكون بواسطة ضوء النهار الطبيعي أو باستخدام ضوء صناعي ويراعى أن تكون الإضاءة من الخلف وعلى يمين القارئ إذا كانت الكتابة باللغة العربية أو أن تكون الإضاءة من الخلف وعلى يسار القارئ إذا كانت الكتابة باللغة الإنجليزية وفائدة ذلك تجنب انعكاس الأشعة الساقطة على الكتاب أن ترتد إلى العين مما يؤدي إلى حدوث زغللة بالعين واحتقان شديد بالملتحمة بعد فترة من القراءة. تتميز فترة المراهقة بكثرة أحلام اليقظة، حاول أن تتجنبها أثناء الحفظ والمراجعة، وذلك باستشعار أهمية ما تراجعه بالنسبة لمستقبلك. ... يتبع