مع ارتفاع معدلات الحرارة، عرفت العديد من المدارس الابتدائية والمتوسطات المتمركزة بمناطق نائية في الجنوب والهضاب العليا، ظاهرة غريبة وخطيرة قد تؤدي إلى كارثة حقيقية، حيث اقتحمت مجموعات من الأفاعي والعقارب السامة بعض القاعات والفصول الدراسية بهذه المناطق بحر هذا الأسبوع، فيما خلفت الظاهرة حالة من الذعر والهلع في صفوف التلاميذ وأوليائهم. وتداول عدد من مهنيّي التعليم بالجزائر مؤخرا صورا مخيفة لثعابين وعقارب تتجول وسط الأقسام وفوق الطاولات في مدارس ابتدائية ومتوسطات بالجنوب والهضاب العليا، وفي أكثر الحالات يتعاون التلاميذ والمدرّسون على قتل هذه الحيوانات الخطيرة، وفق التعليقات المصاحبة لهذه الصور التي تم تداولها بقوة عبر صفحات فايسبوكية محلية جماهيرية. وفي السياق شهدت مجموعة مدارس ابتدائية بولايات باتنة وبسكرة وأم البواقي هجوما لعقارب سوداء سامة من فصيلة معروفة في المنطقة بخطورتها، وقال أحد الأساتذة الذين شهدوا الحالة بباتنة، ورفض الكشف عن اسمه في اتصال ب(أخبار اليوم)، (إن نوعية العقرب التي دخلت إلى المدرسة معروفة في المنطقة، وقد تقتل ضحيتها في دقائق، واقترابها من تجمعات التلاميذ جعل بعضهم يهرب من شدة الخوف، ولولا تدخل رجال التعليم بمساعدة بعض التلاميذ اليافعين ما تمكنوا من قتلها). وأرجع محدثنا السبب الرئيسي لمثل هذه الأحداث الخطيرة إلى ارتفاع درجة الحرارة خلال الفترة الأخيرة، وعدم توفر المدرسة على سور يحمي التلاميذ والأساتذة من الحيوانات والزواحف. وتبعا لتقرير صحفي، فقد أثار ثعبان الرعب وسط تلاميذ إحدى المدارس الابتدائية ببلدية الجزار، حيث لمحته أول أمس إحدى المعلمات وهو يزحف في الفناء وقد سارعت لإخبار الإدارة والحراس الذين تدخلوا لقتل الثعبان الذي يقارب طوله المتر وهو ما زرع الرعب في نفوس التلاميذ، علما أن حي طريق باتنة ببريكة شهد منذ أيام واقعة مماثلة، حيث عثر على ثعبان بطول متر وربع. "الذعر" يُخيّم على التلاميذ وأوليائهم من جهة أخرى، عمّ الذعر وسط الآباء والأمهات الذين يدرس أبناؤهم في المناطق سالفة الذكر، بينما أكد بعض الأولياء بولاية المدية قلة الإمكانات الوقائية بالمدارس، قائلين (حتى الوسائل البدائية لمقاومة هذه الحيوانات لا يستعملونها مثل القطران والمبيدات التقليدية، ولقد سمعنا السنة الماضية بوفاة تلميذ نواحي البرواقية بلسعة أفعى ونتمنى ألا يتكرر هذا ثانية). هذا وسجلت ذات الولاية خلال سنة 2014 أكثر من 1534 لسعة عقرب مع حالة وفاة واحدة ما جعلها الأولى على مستوى الوطن، وفق أرقام رسمية لوزارة الصحة. ولعل ما يزيد الأمر تعقيدا هو معاناة المستوصفات في القرى والبوادي النائية، من انعدام دواء مضاد للسعات العقارب، حيث إن أغلب الحالات التي يتعرض فيها الضحايا للسعات العقارب، ولا يتم إسعافهم في الوقت المناسب تنتهي بالموت المحقق، خصوصا الأطفال الصغار لعدم قدرة أجسادهم على المقاومة. وتجدر الإشارة إلى أن المناطق المذكورة والمعروفة بخروج الزواحف السامة في مطلع فصل الصيف شهدت حالات عديدة لتلاميذ وأطفال لسعتهم العقارب والأفاعي، خصوصا وأن أغلب المدارس الابتدائية والمتوسطات في المجال القروي والصحراوي غير محاطة بأسوار. يذكر أن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، أكد مؤخرا تسجيل 46 ألف لسعة عقرب نتج عنها 41 حالة وفاة على المستوى الوطني خلال سنة 2014. فيما أشار إلى المخطط التنظيمي الذي شرع في تنفيذه منذ 19 مارس من السنة الجارية والذي يتضمن عدة محاور منها عمليات التحسيس والإعلام وتوفير المصل المضاد للسعات العقربية وتنظيم دورات تكوينية لمستخدمي الصحة للتكفل بالمصابين، مُذكرا بأن القطاع لم يسجل منذ سنة 2014 أي نقص في المصل المضاد للسعات العقربية كما تم اتخاذ كل الإجراءات لتوفيره على المستوى الوطني لسنة 2015.