الوكالة الدولية للطاقة تفضح المتآمرين - مع بداية العد التنازلي لاجتماع (أوبك)، تشير جل توقعات الخبراء الدوليين إلى مواصلة دول الخليج مؤامراتها النفطية الهادفة لليِّ ذراع بلدان من بينها الجزائر وتجويع شعبها، من خلال إصرارها (المريب) على مقاومة دعوات خفض الإنتاج التي تقودها بلادنا، بدعوى (الحفاظ على حصتها في السوق)، رغم تحذيرات الوكالة الدولية للطاقة من المضي في هذه الإستراتيجية. يتوقع أن تقاوم الدول الخليجية المنتجة للنفط وعلى رأسها السعودية الدعوات لخفض الإنتاج خلال اجتماع منظمة الدولة المصدرة للنفط (اوبك) الشهر المقبل، حيث لا تزال هذه الدول تضع الحفاظ على حصتها في السوق على رأس أولوياتها، بحسب ما يرى المحللون في قطاع النفط. ومن المرجح أن تقتنع دول الأوبك بمواصلة استراتيجيتها خصوصا بعد التعافي النسبي لأسعار النفط وانخفاض إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط الصخري. وكان قرار الدول ال12 الأعضاء في المنظمة خلال اجتماعها في نوفمبر بعدم خفض الإنتاج أدى إلى تدهور الأسعار بنسبة 60 بالمائة قبل أن تنتعش بشكل طفيف في الأسابيع الأخيرة. وفي مواجهة الانخفاض الشديد في إيراداتها من النفط، فإن بعض دول الأوبك وخاصة الجزائر، إيران وفنزويلا، دعت علنا إلى خفض الإنتاج لدعم الأسعار. هذه تبريراتهم.. يرى الخبير الاقتصادي السعودي عبد الوهاب أبو داهش أن الحفاظ على الحصة في السوق يظل على رأس اولويات الدول الخليجية. وصرح لوكالة فرانس برس أمس أن ما يشجع هذه الدول أكثر على القيام بذلك هو (المؤشرات على أن الاستراتيجية التي تبنتها نوفمبر قد نجحت حيث أدت إلى خفض إنتاج النفط الصخري الأمريكي وعدد مناطق الحفر). وقال موسى معرفي العضو السابق في المجلس الأعلى للبترول في الكويت (لا أعتقد أنه سيحدث أي تغيير خلال اجتماع أوبك). وأضاف أن الدول الخليجية ستواصل الدفاع عن حصتها في السوق، وذلك من حقها ولن تقبل هذه الدول خفض الإنتاج على حسابها إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق بين الدول غير المنتجة للنفط. وقال جمال اللوغاني نائب العضو المنتدب لقطاع التسوق العالمي لمؤسسة البترول في ندوة الأسبوع الماضي ان التغير في خارطة الطاقة العالمية جعلت مسألة الحصة السوقية حساسة. وأضاف أن الارتفاع الشديد في إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط إلى 9.4 ملايين برميل يوميا أتاح لواشنطن وقف وارداتها من النفط الخفيف من إفريقيا. كما خفضت الولاياتالمتحدة وارداتها من النفط الثقيل من أمريكا اللاتينية واستبدلته بالنفط الرملي الكندي. وأفاد أن ذلك دفع بالمصدرين من افريقيا وأمريكا اللاتينية إلى البحث عن أسواق جديدة شرقا، مضيفا أنه يتم ضخ أكثر من 3 ملايين برميل يوميا من النفط الخام العالي الجودة إلى هذه الأسواق في منافسة للدول الخليجية، وزعم أن ذلك يضع ضغوطا اضافية على دول الأوبك خاصة الدولة الخليجية المصدرة للنفط، يدفعها إلى التعاون من اجل الحفاظ على حصتها في السوق وحتى ضمان مستوردين جدد لكميات إضافية في المستقبل. وصرحت مندوبة الكويت في أوبك نوال الفزيع للصحافيين الأسبوع الماضي أن الأسعار تتحسن، ونمو الإمدادات من الدول غير الأعضاء في اوبك خاصة من الزيت الصخري اقل من الماضي والطلب ينتعش. وأكدت الفزيع أن الفائض في الإنتاج انخفض من نحو مليوني برميل أواخر العام الماضي إلى ما بين مليون و1,2 مليون برميل الآن. الوكالة الدولية للطاقة تفضح المتآمرين بمقابل التبريرات الغير منطقية لدول الخليج، حذرت وكالة (كوميرز بانك) مؤخرا من أن (فائض الإنتاج في سوق النفط سيتواصل إلى حين تخفض اوبك انتاجها). وشهدت أسعار النفط خلال الأسابيع القليلة الماضية تحسنا بنسبة تقارب 40 بالمائة، إلا أنها لا تزال أقل من معدلها الذي تجاوز 100 دولار للبرميل في جوان من العام الماضي. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة أن إنتاج المنظمة وصل إلى 31.21 مليون برميل يوميا في أفريل وهو أعلى معدل له منذ سبتمبر 2012. وقالت إنه بناء على ذلك فإنه من المبكر الإشارة إلى أن أوبك ربحت معركة الحفاظ على حصتها في السوق بل يمكن القول إن المعركة قد بدأت للتو.