شكّكت مواقع إخبارية وإعلامية تونسية في الرواية الرسمية لحادثة ثكنة (بوشوشة) وسط العاصمة تونس، والتي راح ضحيتها 7 قتلى. تمثّلت وقائع ما حصل صبيحة أمس الاثنين، حسب وزارة الدفاع التونسية، في إطلاق جندي الرصاص على زملائه في الثكنة، ممّا أسفر عن سقوط 7 قتلى و10 جرحى، بالإضافة إلى مقتل منفّذ العملية. وأوضح المتحدّث باسم الوزارة المقدّم بلحسن الوسلاتي تفاصيل الحادثة التي تمثّلت في إقدام رقيب أول على طعن زميله بسكّين والاستيلاء على سلاحه ومن ثَمّ إطلاق النّار على زملائه الذين كانوا بصدد تحية العلم. وقال الوسلاتي إنه كان للعسكري مشاكل عائلية ولوحظ عليه سلوك مضطرب وتمّ نقله إلى وحدة (غير حسّاسة) التابعة للجيش الوطني وتم إعفاؤه من حمل السلاح، وشدّد على أن (الدوافع وراء هذا الهجوم تبقى من مشمولات التحقيق الذي فتح في الغرض). وتعليقا عن الحادثة قال محمد علي العروي، الناطق الرسمي للداخلية، إنه (ينفي وبشدّة أن تكون العملية إرهابية). إلاّ أن تقارير إعلامية نقلت عن شهود عيان اعتقادهم أن ما حصل في ثكنة بوشوشة ومحيطها لا يستبعد أن يكون عملا إرهابيا. وأشار خبر عاجل لوكالة (تونس إفريقيا) للأنباء الرسمية إلى أنه وفي حدود التاسعة صباحا تم سماع صوت إطلاق نار كثيف في (جامع 20 مارس) بباردو المحاذي للثكنة، والذي شهد محيطه بعدها تطويقا أمنيا كبيرا، إضافة إلى إخلاء المدرسة الابتدائية المحاذية للجامع وللثكنة. وفي تدوينة له على موقع (الفايس بوك) كتب الصحفي في جريدة (الشروق) التونسية سرحان الشيخاوي الذي كان متواجدا قرب مكان الحادث، ما يلي: (كلّ الموجودين في عين المكان شاهدوا بأعينهم تطويق فرقة مكافحة الإرهاب للمسجد المحاذي للثكنة، والذي قيل منذ البداية إنه مصدر إطلاق النّار، كما أن الجميع شاهد الفِرق المختصّة تطوّق أمكنة تبعد مئات الأمتار عن موقع الحادثة وعشرات الأسئلة تبقى مطروحة في ما يتعلّق بالحادثة الأخيرة، والأكيد أن الرواية الرسمية ستعتمد على اعتبار الجندي فاقدا لمداركه العقلية حتى تغلق الملف كلّيا). وفي هذا السياق، أكّد موقع (آخر خبر أونلاين) أن زوجة الرقيب الذي أطلق النّار سبق وأن تقدّمت بشكوى ضده لرغبته في السفر إلى سوريا. إلاّ أن المتحدّث باسم وزارة الدفاع المقدّم بلحسن الوسلاتي شدّد على أن هذه المعلومات غير مؤكّدة، مضيفا أن الرقيب كان قد انفصل مؤخّرا عن زوجته بالطلاق.