قضت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو بإدانة المدعو ب. عيسى البالغ من العمر 33 سنة، ب 20 سنة سجنا نافذا وحرمانه من ممارسة حقوقه المدنية والسياسية لمدّة 10 سنوات بعد انقضاء عقوبته. المتّهم متابع جنائيا بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد واختلاس أشياء غير مملوكة له إضرارا بالضحّية د. ربيحة التي تكون خالته· تفاصيل القضية المفصول فيها تعود وقائعها حسب ما ورد في قرار الإحالة إلى تاريخ 28 ماي من السنة الجارية، أين تقدّم المدعو ب. عيسى أمام مصالح الدرك الوطني بمشتراس ببوغني لإبلاغهم بعثوره على خالته مذبوحة في منزلها الكائن بقرية آث منداس ببوغني، وذلك بعد تلقّيه مكالمة هاتفية من طرف شقيقه المسمّى ب· عيسى الذي أخبره بأنه في ولاية وهران وسيقدم على وضع حدّ لحياته، وعلى إثر ذلك اتجه رفقة أحد الجيران إلى منزل الضحّية أين قام بكسر الباب كونها لم تفتح لهما فوجدها مذبوحة في حمّام المنزل. وبعد 4 أيّام من تاريخ الوقائع، تمكّنت مصالح أمن ولاية وهران من توقيف المتّهم في أحد الفنادق المتواجدة بعيون الترك وتمّ تسليمه لأمن ولاية تيزي وزو. وبتاريخ 10 جوان 2010 تابع وكيل الجمهورية لدى محكمة دراع الميزان المدعو ب. عيسى بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد. المتّهم وخلال سماعه عبر جميع مراحل التحقيق اعترف باقترافه لجريمة السرقة إضرارا بخالته وهو واعي بالفعل الذي قام به، حيث ذكر أن خالته تقوم بأعمال الشعوذة وسبق لها وأن قامت بدس السّحر له وأمام المدخل الخارجي للمنزل الذي يكون ملكا لأخيه المغترب ويقيم فيه برفقتها لمؤانستها، لكنها أرادت إخراجه من ذلك المنزل كونها تريد الاستيلاء عليه وسحرته لمنعه من الزّواج، ويوم الوقائع صرخت في وجهه وطلبت منه الرّحيل فخرج غاضبا من المنزل وعاد بعد فترة قصيرة أين وجدها في الحمّام منهمكة في غسل الملابس، فأحضر سكّينا كان يخفيه في غرفته وقام بذبحها من الوريد إلى الوريد، وبعد تأكّده من مفارقتها للحياة اتجه نحو غرفتها وقام بأخذ بطاقة مغناطيسية خاصّة بحسابها الجاري ومبلغ 13 ألف دينار وغادر القرية باتجاه ولاية وهران، قبل أن يتمّ القبض عليه. ولدى مثوله أمس أمام هيئة المحكمة، تمسّك المتّهم بتصريحاته مؤكّدا أنه لو نجت خالته من الذبح وبقيت على قيد الحياة لقتلها عند انقضاء عقوبته كونها امرأة سيّئة الخلق -حسب تصريحه- تمارس الشعوذة وتخرج في اللّيل ولا تعود إلاّ في حدود الثانية أو الثالثة صباحا وتحضر معها كسكسي، وسبق له وأن طلب منها الابتعاد عن هذه الأعمال لكنها رفضت. شقيق المتّهم وخلال إدلائه بشهادته أمام المحكمة ذكر أن شقيقه أصبح منطويا ويعاني من أزمات نفسية حادّة بعد عودته من الخدمة الوطنية التي قضاها في مرحلة العشرية السوداء، أين كان حاضرا في العديد من المرّات في مسارح الجرائم التي نفّذت من طرف الجماعات الإرهابية حينها، إلاّ أن تقرير الخبرة العقلية أكّد أن المتّهم في كامل قواه العقلية. دفاع المتّهم وخلال مرافعته أكّد أن موكّله بحاجة إلى معاينة أخصّائي نفساني وليس إلى طبيب أعصاب لكونه لم يستطع بعد تجاوز أو نسيان صور التقتيل التي شاهدها. النيابة العامّة لدى محكمة الجنايات اِلتمست إنزال عقوبة السجن المؤبّد في حقّ المتّهم لخطورة الوقائع المنسوبة إليه واعترافه بارتكابه للجريمة وهو في كامل وعيه، وبعد المداولة القانونية قضت المحكمة بؤدانته بالحكم المذكور آنفا·