لمدّة يومين كلّ أسبوع بدءا من 2 جوان الأطبّاء المقيمون يعودون إلى الإضراب قرّرت النقابة الوطنية للأطبّاء المقيمين مقاطعة امتحانات الترقية التي انطلقت أمس في قطاع الصحّة مع الدخول في إضراب ليومين الثلاثاء والأربعاء متجدّد كلّ أسبوع بدءا من 2 جوان للمطالبة برفع مستوى التكوين، فبعد الاعتصامات التي نظّمها الأطبّاء المقيمون في عدّة مستشفيات عبر الوطن توجّهوا إلى تبنّي خيار التصعيد من خلال الإعلان عن الإضراب المتجدّد بعدما لمسوا صمتا من الوصاية اتجاه مطلبهم. أوضح الأطبّاء المقيمون المتخصّصون في عدّة تخصّصات أنهم غير راضون عن مستوى ونوعية التكوين، معربين عن مطلبهم الأساسي في منح الأولوية لإعادة النظر في نظام التكوين. وفي هذا الصدد، قال الدكتور أمين مازيت، الأمين العام لنقابة الأطبّاء المقيمين: (لابد من إعادة النظر في برنامج التعليم والمنهجية ومراجعة آليات التقييم بات أمرا استعجاليا)، معربا عن رفضه دفتر التقييم للطبيب المقيم الذي يتمّ العمل به حاليا والمطالبة بإعادة النظر في الخدمة المتدنّية بالجنوب، إلى جانب تنصيب لجنة مشتركة بين الوزارتين. وأشار المتحدّث إلى أنه راض عن تجميد القانون 709، واصفا إيّاه بالخطوة الهامّة لكن غير كافية، داعيا إلى الأخذس بعين الاعتبار مطالبهم من أجل ضمان تكفّل أفضل بالمرضى. وأوضح مازيت أن النظام البيداغوجي لا يحمل منه سوى الاسم وإشكالية التكوين لازالت تطرح نفسها، قائلا في نفس السياق: (ننتظر منذ أربع سنوات قرارات ملموسة من الوصاية إلاّ أنها بقيت مجرّد وعود واهية، لذا فقد اعتمدنا سياسة التكوين الذاتي ونتلقّى تقييما بعيدا عن المعايير البيداغوجية، وجامعة الطبّ في الجزائر تتبنّى سياسة أذن من طين وأخرى من عجين). وكشف مازيت عن استجابة واسعة للإضراب الذي نظّمه الأطبّاء المقيمون الذي نطّم في 26 و27 ماي بنسبة 80 بالمائة بالنّسبة لولايات الغرب وبلغت حتى 100 بالمائة بالنّسبة لمختلف المستشفيات عبر الوطن، مهدّدا بالتوّجه نحو الإعلان عن إضراب مفتوح عن العمل في حال استمرار تعنّت الوصاية. وفي نفس الإطار، أشار المتحدّث إلى أن نقص التواصل والحوار بين وزارة التعليم العالي ووزارة الصحّة أدّى إلى تقاذف المسؤوليات بين الوزارتين. ومن جهة أخرى، تطرّق المتحدّث إلى مشاكل الأطبّاء الذين تمّ تحويلهم إلى ولايات الجنوب، مؤكّدا أنهم يعانون الأمَرّين بسبب غياب أدنى شروط العمل والحياة، داعيا إلى رفع مستوى التكوين وتحسين ظروف العمل من أجل ضمان تكفّل أفضل بالمرضى.