تعد حساسية الأنف من الأمراض التي تضاعفت وزاد انتشارُها بقوة في الجزائر خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تشير الإحصائيات المتوفرة في هذا الإطار إلى أن حوالي 50 بالمائة من المترددين على عيادات الأنف والأذن والحنجرة يشتكون من حساسية الأنف، وهي تشكل أيضا نسبة إصابة تصل إلى 10 بالمائة بين السكان، وبالنظر إلى بعض الدراسات في نفس الإطار فقد سجلت الجزائر حوالي 3 ملايين مصاب بالتهاب جيوب الأنف ونحو مليون نسمة يعاني من مرض الربو، ويعود سبب هذه الأرقام المخيفة إلى عوامل مختلفة كتلوث المحيط ومواد التنظيف وكثرة المصانع ومختلف المواد المسببة للحساسية بالإضافة إلى العوامل الوراثية. وتعتبر حساسية الأنف من الأمراض المنتشرة بشدة في الجزائر، كما أن حوالي 20 بالمئة من المصابين بحساسية الأنف تتطور حالاتهم إلى ربو في مدة لا تتعدى العامين، كما أن خطرها يتضاعف 8 مرات في تأثيرها على نوعية الحياة. وهي مشكلة حقيقية تهدد الصحة العمومية لما لها من ارتباط وثيق مع مرض الربو وتعقيدات تؤثر على المريض، كما أن 75 بالمئة من مرضى الربو لديهم حساسية الأنف التي تعتبر عاملاً خطيراً التطور المرض لديهم. وحساسية الأنف عبارة عن مجموعة من الأعراض التي تصيب الأنف والعينين بالدرجة الأولى والتي تحدث بعد التعرض لذرات الغبار أو حبوب اللقاح الموسمية، وبشكل عام تتضمن الأعراض العطاس والاحتقان الأنفي وسيلان وحكة في الأنف، وتحدث عادة لدى الأشخاص الذين لديهم قابلية جسمانية للإصابة بالحساسية وفي وجود العناصر المسببة للحساسية في المحيط الخارجي لذلك الشخص. ويوصف مثل هؤلاء الأشخاص بأن لديهم فرط حساسي وراثي وعند تعرض الواحد منهم لعنصر مسبِّب للحساسية مثل طلع الزهور مثلاً فإن جهاز المناعة لديه يقوم بإفراز أجسام مضادة تتلاحم مع العناصر المسبِّبة للحساسية وتلتصق بخلايا الأنف ويؤدي ذلك إلى إفرازات من أهمها مادة الهستامين وهذه الإفرازات هي المسؤولة عن ظهور أعراض حساسية الأنف. ويؤدي تهيج أغشية وأنسجة الأنف إلى انسداد الأنف وإغلاق فتحات تصريف الجيوب الأنفية مما يؤدي إلى تجمع السوائل في الجيوب الأنفية، وإغلاق قناة أستاكيوس التي تصل بين الأنف والأذن مما يؤدي إلى اضطرابات في الأذن الوسطى، ما قد يؤدي إلى جملة من المضاعفات التي يمكن حصرها في، التهاب الجيوب الأنفية المزمن، التهاب الأذن الوسطى، التحسس الجلدي، الربو، وغيرها... ويعتمد التشخيص على السيرة المرضية والفحص السريري بالإضافة إلى بعض الفحوص الطبية وفي بعض الأحيان يتم إجراء فحص الحساسية الجلدي. وتعتبر الوقاية الأساس في علاج حساسية الأنف بعد معرفة المادة التي يتحسس منها الشخص، وهنالك العديد من العلاجات الطبية المتوفرة كالحبوب والبخاخات كبخاخ الأنف نازوناكس وكورتيكوستيرويد، وهو يستنشق من الأنف لعلاج الحساسية واحتقان الأنف، ويعطي حلولا جديدة سواء للطبيب أو المريض على حد سواء، كما أثبتت فعاليته، خاصة وانه يريح المريض بسرعة وتظهر نتائجه بعد 5 ساعات من استعماله. بالإضافة إلى الإبر العضلية لكنها تختلف حسب الحالة وشدتها وتعطى على مراحل ولفترات متباينة ويجب استشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة لمتابعة العلاجات حيث أن بعض العلاجات تسبب مضاعفات إذا أعطيت دون مراقبة الطبيب، ويمكن للحساسية الأنفية أن تكون موسمية أو بشكل دائم.