نجح الأمن الوطني، إلى حدٍ بعيد في تجفيف منابع تنظيم داعش الدموي المشبوه في الجزائر، معوّلا في ذلك على المزاوجة بين أسلوبي المراقبة الصارمة والتحسيس، وفي هذا السياق كشف عميد الشرطة صوالحي شعبان من المديرية العامة للأمن الوطني أمس، عن انخفاض عدد الجزائريين المنخرطين في صفوف تنظيم داعش بسوريا لا يتعدى 1 بالمائة وذلك راجع للمراقبة والتحسيس التي جعلت الشباب الجزائري لا يقبل على هذا التنظيم، وأشار العقيد إلى أن مصالح الأمن بيّنت عن اتصالات لشباب جزائري من أجل السفر إلى سوريا عن طرق مقاهي الإنترنت. وأوضح صوالحي شعبان، في كلمته التي ألقاها في اليوم البرلماني حول مكافحة الإرهاب الدولي الجديد بمقر النادي الوطني للجيش ببني مسوس بالعاصمة، أن الشباب الذين ينوون السفر إلى الخارج لا بُد من متابعتهم قضائيا مُستقبلا، بعد أن تمخض من اجتماع اللجنة الوزارية اقتراح يقضي بذلك الإجراء، مشيرا إلى أن عدد الشباب المتوجه للقتال مع داعش في سوريا انخفض، حيث قال (أعداد الجزائريين الذين يتوجهون للقتال في سوريا انخفض مؤخرا). وفي هذا الصدد، أكد عميد الشرطة، أن معظم الشباب المراهق في الجزائر معرّض للإغراق والإغواء عن طريق الإنترنت التي تعد وسيلة للتحريض وتجنيد أولائك الشباب، حاثًا الأولياء على ضرورة مرافقة أولادهم خلال إبحارهم في الإنترنت. ومن جانب آخر، أعلن صوالحي شعبان عن تشكيل لجنة قطاعية على مستوى الحكومة تتكون من مختلف القطاعات على غرار الأمن الداخلية وغيرها، تشتغل على ملف المقاتلين الأجانب ومن أجل تعديل الإجراءات القانونية لمتابعة الذين ينوون السفر إلى الخارج، كما كشف نفس المسؤول عن اتخاذ إجراءات لمنع سفر الجزائريين للقتال في الحروب، مؤكدا عن تقليص دائرة في الخارج على غرار سُوريا فضلا عن تشديد إجراءات منع دخول مقاتلين أجانب إلى الجزائر كمنطقة عبور إلى تلك البلدان خاصة إلى تركيا ومن ثم سوريا، وقال عميد الشرطة، إنه تم إنشاء بنك معلومات خاص بالأشخاص المشتبه التحاقهم بالجماعات الإرهابية خارج حدود الوطن، ومراجعة إجراءات مراقبة المسافرين عبر الحدود. وأكد المسؤول ذاته أن السلطات الأمنية شرعت في مراقبة المسافرين الجزائريّين المتوّجهين إلى تركيا ومصر والأردن وليبيا، مشيرا إلى أنه تم إعادة بعض المسافرين وتوقيفهم في المراكز الحدودية الذين ثبت محاولة التحاقهم بالجماعات الإرهابية هذا بفضل التحريات الأمنية والاستجوابات الأمنية التي طالت أولائك المسافرين - حسبه-، ومن بين ما يتم الاستعلام حوله هو (مقر حجز فنادق الإقامة في تلك الدول ومعرفة ما إذا كانت قرب الحدود أو في مناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية في تلك البلدان)، كاشفا على أنه تم إعادة شباب كانوا ينوون التوجه إلى مناطق النزاعات في تلك البلدان. كما أعلن المتحدث على أن هناك لجنة قطاعية على مستوى الحكومة تتشكل من مختلف القطاعات على غرار الأمن الداخلية وغيرها، تشتغل على ملف المقاتلين الأجانب ومن أجل تعديل الإجراءات القانونية لمتابعة الذين ينوون السفر إلى الخارج، ومن جانبه أكد اللواء قايدي محمد في مداخلته أن الجزائر محمية من الإرهاب ولن تعود أبدا إلى زمن العشرية السوداء، مُشددا بالقول (قضينَا على فلول الجماعات الإرهابية).