تعليمات صارمة لفرض رقابة دقيقة على رحلات الجزائر نحو تركيا تمكنت الأجهزة الأمنية المختلفة في الجزائر من إجهاض مخططات تم إعدادها لالتحاق أكثر من 500 شخص بمناطق القتال التي تنشط فيها التنظيمات الجهادية الدولية في سورياوالعراق وليبيا وتونس ومالي. وحسب تقرير أمني مفصل، فإن مصالح "الدرك والشرطة والجيش والاستعلامات العامة تصدّت منذ بداية السنة الجارية لعدة محاولات لتسفير شباب نحو الخارج بطرق ملتوية قصد انضمام هؤلاء الأشخاص لجبهات قتال تسيطر عليها مجموعات إرهابية متطرفة". وتابع المصدر أن "السلطات الأمنية والعسكرية من خلال نشاطها الاستباقي والاستخباراتي المكثف في عدّة ولايات بتفكيكها لعشرات الشبكات المتخصصة في تجنيد وإغراء الشباب تكون قد منعت أكثر من 500 شخص كانت تُدبَّر مخططات لتسهيل تنقلهم وانضمامهم إلى تنظيمات جهادية وتكفيرية في الخارج منذ بداية السنة الجارية وذلك في إطار جهود الأسلاك الأمنية الجزائرية للحد من سفر متشددين إلى مناطق التوتر". وحسب تقديرات لمراكز ومعاهد أمنية دولية متخصصة، فإن عدد الجزائريين الذين توجهوا للقتال مع تنظيمات متطرفة يتراوح بين 200 و300 شخص، وهو عدد قليل مقارنة مع أعداد التونسيين والمغربيين الذين يفوق تعدادهم 15 ألف مقاتل في العراقوسوريا، لكن الحكومة الجزائرية التي لم تعلن عن تقديرات رسمية في هذا المجال تعتبر أنهم "يشكلون تهديدا كبيرا لأمن البلاد". ويتزامن ذلك مع تداول أخبار عن عودة مقاتلين في صفوف "داعش" ينحدرون من منطقة المغرب العربي، إلى بلدانهم الأصلية، في إطار إستراتيجية توسيع التنظيم الإرهابي "الدولة الإسلامية" التي أعلن أبو بكر البغدادي عن زرع خلايا تابعة له في المنطقة. وقالت مصادر على صلة بالملف إن السلطات نجحت منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة التي استهدفت سحق تنظيم "جند الخلافة" المرتبط بÇداعش" في توقيف أكثر من 400 شخص غالبيتهم رهن التوقيف المؤقت، فيما يتواجد البقية تحت إجراءات الرقابة القضائية في انتظار استكمال التحقيق القضائي حول صلتهم بالتنظيمين المذكورين. وتركز التحقيقات التي تقوم بها أجهزة الأمن حول "الصلة" بين قيادة تنظيم "الدولة الإسلامية" وبين ما أصبح يعرف بالفروع المغاربية لهذا التنظيم الإرهابي ومن بينها مجموعة "جند الخلافة" التي أعلنت وزارة الدفاع مقتل معظم قادتها والمنتسبين إليها خلال شهر ديسمبر الماضي بعد إعلان القضاء على زعيمها عبد المالك قوري. وأكد مصدر أمني مطلع أن قوات الأمن لاحقت وأوقفت واستجوبت أشخاصا عبروا عن تأييدهم تنظيم الدولة، وخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعد تلقي شكاوى من مواطنين في عدة ولايات، لكن المصدر نفى وجود أي معتقلين على خلفية الانتماء الفعلي لتنظيم "الدولة الاسلامية"، مشددا على وجود من يحمل أفكاره ويروج لها من خلال المحادثات والرسائل الإلكترونية عن طريق الأنترنت ولكن ليس كتنظيم. وتعقبت مصالح الأمن منذ أسابيع عددا من خلايا التجنيد التي تعكف على تعبئة شباب لا يتعدون العقد الثالث من أعمارهم، وصارت الرحلات الجوية التي تربط الجزائربتركيا أو الجزائر بتونس ثم تركيا من أجل الدخول إلى سورياوالعراق الخط المفضل لدى شبكات التجنيد. وتجري مصالح الأمن بولايتي خنشلة وأم البواقي، منذ أسابيع تحقيقات مكثفة وعميقة، بعد توصلها لمعلومات تفيد بالتحاق أكثر من عشرين شابا من قرى تابعة للولايتين، قد اختفوا منذ مدة ولا يستبعد التحاقهم بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، عبر دول أوروبية ثم تركيا، ليتم الاتجاه بعدها نحو سورياوالعراق، وأن من بين المختفين شبانا مقيمين بأوروبا ومنهم فتيات. وتابعت المصادر أن فتيات مبحوث عنهن وتتراوح أعمارهن بين "19 و25 سنة" يرجح أنّهن التحقن بتنظيم داعش تحت عنوان "جهاد النكاح"، مبرزة أن الفتيات المعنيات ترجع أصولهن إلى عائلات جزائرية مقيمة في مدن فرنسية مثل تولوز وغرنوبل وسانت إيتيان، وأنهن لا يدرسن ولا يعملن.