* (أخبار اليوم) ترصد مخاطرها وكيفية التعرّف عليها ** نزلت فضائح العثور على كمّيات من أحشاء وجماجم الحمير في بعض ولايات الوطن مؤخّرا كالصاعقة على عموم الجزائريين الذين يخشون عودة تسويق هذه اللّحوم الخطيرة والمتعفّنة وتحوّلها إلى وجبات تفسد موائدهم الرمضانية، وهي التي تسبّب أضرارا صحّية قد تفضي إلى الموت، مثلما أكّده أخصّائيون في التغذية ل (أخبار اليوم). قبيل أيّام من حلول شهر رمضان المعظّم تتوالى الأنباء غير السارّة بخصوص العثور على كمّيات من أحشاء وجماجم وبقايا الحمير في مختلف ولايات الوطن، خصوصا تلك القليلة الحركة والمعروفة بكثرة المذابح العشوائية فيها. وفي السياق، تمكّنت مصالح الأمن لولاية البيّض في الفترة الأخيرة من العثور على رؤوس أحمرة وجلود مسلوخة في غابة جبل بودرفة، وأفادت ذات المصالح بأنها قامت بفتح تحقيق لمعرفة أين تمّ نقل لحوم الأحمرة، وهذا تحسّبا لتسويقها على أساس أنها لحوم مواشي. وقبلها اهتزّ سكّان مدينة وهران على وقع عملية العثور على كمّيات كبيرة من أحشاء الحمير في مزبلة فوضوية متواجدة بمنطقة قليلة الحركة بحي الحمري، فيما لاتزال التحقيقات متواصلة من قِبل مصالح الشرطة للتوصّل إلى الفاعل الذي حتما يكون قد تخلّص من البقايا كي لا يفضح أمره بسرعة. ما هي أخطار تناول لحوم الحمير؟ أكّدت الأخصّائية في التغذية الدكتورة (أمينة سخاري) أن تناول لحوم الحمير بالنّسبة للإنسان يحمل أضرارا خطيرة لما تحتويه لحومها وأحشاءها على أمراض بيولوجية كالبكتيريا والفطريات الطفيلية والفيروسات الخطيرة التي تصيب الإنسان بأمراض معوية ميكروبية مزمنة، وتظهر أعراضها في القيء والإسهال المستمرّ، بالإضافة إلى نقل لحم الحمير للإنسان لما يعرف بالدودة الشريطية. وأضافت ذات الأخصّائية في تصريح ل (أخبار اليوم) أن لحوم الحمير وطريقة ذبحها مخالف للشريعة الإسلامية، كما أن عملية الذبح تزيد من الميكروبات التي تحتوي عليها اللّحوم، بالإضافة إلى أن هذه العمليات تتمّ في سرّية وداخل أماكن مجهولة يعرّضها للغسيل بماء غير صالح، ممّا يترتّب عليه زيادة نسبة تلوّثها بالملوّثات الكيميائية، فضلا عن نقلها دون حفظها في المبرّدات في درجات حرارة عالية تصيبها بالعفن والفساد، فيما أشارت إلى أن تناول الإنسان للحوم فاسدة ومتعفّنة يصيبه بالتسمّم الكيميائي الغذائي الذي تظهر أعراضه في القيء والإسهال المستمرّين، واللذين يؤدّيان إلى تعرّض الإنسان لجفاف شديد يفضي إلى الوفاة، كما أن التسمّم من لحوم الحمير قد يصل إلى الكبد والكِلى ويؤدّي إلى تغيير الدورة الدموية بالكامل. كيف تتعرّف عليها؟ في سؤال حول كيفية التعرّف والتفريق بين لحوم الحمير واللّحوم الأخرى أجابت ذات المتحدّثة بالقول: (عند شراء اللّحوم يجب الانتباه إلى أن اللّحم الصحّي يكون ورديا فاتحا أمّا لحوم الحمير فتكون ذات لون أحمر داكن يميل قليلا إلى اللّون البنّي الغامق وذا رائحة شديدة وأليافه بارزة. ولمعرفة إذا كان اللّحم غير صالح للاستهلاك نصحت الدكتورة (سخاري) بتسخين السكّين واستخدامه في تقطيع اللّحم فإذا تغيّر لون اللّحم وظهرت رائحة غير رائحة اللّحم المعتادة فتلك اللّحوم (غير صالحة للاستخدام). وعند سلق اللّحوم واكتشاف وجود بقع صفراء على السطح فذلك أكبر دليل على أنها لحم حمير، كما أن ملمس اللّحم بعد السلق يكون خشنا وطعمه حلو لأن لحوم الحمير تحتوي على (الغيلوكجين). وبشكل عامّ تقول الأخصّائية إن لكلّ نوع لحوم لونا خاصّا، فتتميّز لحوم البقر بلونها الأحمر الزّاهي والدهن الأصفر، أمّا لحم الماعز والغنم فيميل إلى اِلتصاق الشعر به، في حين يختلف لون لحوم الحمير فلونها أحمر داكن إلى بنّي غامق يميل إلى الزرقة. تخوّفات مشروعة ومطالب بالردع وعليه عادت التخوّفات من جديد لدى الجزائريين على خلفية هذه الحوادث وظهور احتمال عودة تسويق لحوم الحمير على مقربة من حلول شهر رمضان، لا سيّما وأنّ اللّحوم المروّجة من قِبل بعض الجزّارين تثير الكثير من الشكوك من حيث لونها وطعمها، إذ تنتشر المذابح غير الشرعية في بعض الولايات كالفطريات وتموّن الأسواق بكمّيات معتبرة من اللّحوم غير الصحّية، ناهيك عن عدم احترام شروط النظافة والحفظ والعرض واستعمال محاليل كيمائية لإخفاء تعفّن اللّحوم ورائحتها النتنة حتى لا يتفطّن إلى ذلك الزبائن، بينما تعدّ اللّحوم المفرومة و(المرفاز) أفضل طريقة لبعض الجزّارين لتسويق اللّحوم المشبوهة بغرض تحقيق الربح السريع على حساب الصحّة العمومية. ومعلوم أن هذه الممارسات تزداد في شهر رمضان، خصوصا على مستوى الأسواق الشعبية مع زيادة الطلب على مختلف أنواع اللّحوم وارتفاع مستوى استهلاكها، والتي يمكن أن تروّج أحيانا بفوارق في السعر لاستقطاب الزبائن. هذا، وتدعو جمعيات حماية المستهلك ومواطنون إلى تدخّل السلطات المختصّة ومنها فِرق مديرية التجارة لردع مختلف الممارسات التجارية غير الشرعية التي بدأت تظهر مع بداية العدّ التنازلي لشهر رمضان.