عثر الخميس، مواطنون بحيّ الحمري الشعبي بوهران، على القناطير من أحشاء الحمير، التي تمّ التخلّص منها من قبل مجهولين داخل أكياس بلاستيكية برميها على مستوى مزبلة قرب سوق الحمري، وكان ذلك ليلا حتى لا يكتشف أمر الفاعلين، ممّا أثار حالة رعب في نفوس سكّان المنطقة الذين يخشون توجيه لحوم الحمير للاستهلاك. وحسب ما أفادت به مصادر "الشروق"، فإنّ مواطنين خرجوا في الصباح الباكر كالمعتاد لمزاولة مهنهم من بينهم باعة بسوق الخردة، لفت انتباههم انبعاث روائح كريهة من داخل أكياس مشبوهة، كانت ظاهرة على مستوى المزبلة، وبعد التقرّب منها وتفتيشها تبيّن أنّها عبارة عن أحشاء مشبوهة، أثارت الاستغراب والشكوك، حيث أكّد بعض المواطنين أنّ هذه الأحشاء لا يمكن أن تكون لخراف أو أبقار، وإنّما لحيوان آخر، غالبا لحمير تمّ ذبحها من قبل مجهولين وإخفاء رؤوسها حتى لا يتّم اكتشاف الجريمة، إذ يحتمل أن يتكرّر سيناريو بيع لحوم الحمير بوهران، على غرار الفضيحة التي تفجّرت قبل سنوات بعد أن أغرقت أغلب الأسواق والقصّابات بلحوم الحمير وتمّ استهلاكها في شكل لحوم أو مشتقاتها مثل المرقاز والكشير. وعليه عادت التخوّفات من جديد لدى الوهرانيين على خلفية هذه الحادثة، وظهور احتمال عودة تسويق لحوم الحمير على مقربة من حلول شهر رمضان، لا سيما وأنّ اللحوم المروّجة من قبل بعض الجزّارين تثير الكثير من الشكوك من حيث لونها وطعمها، إذ تنتشر المذابح غير الشرعية بالولاية كالفطريات، وتموّن الأسواق بكميّات معتبرة من اللحوم غير الصحيّة، ناهيك عن عدم احترام شروط النظافة والحفظ والعرض، واستعمال محاليل كيمائية لإخفاء تعفّن اللحوم ورائحتها النتنة حتى لا يتفطّن إلى ذلك الزبائن، بينما تعّد اللحوم المفرومة والمرڤاز أفضل طريقة لبعض الجزّارين لتسويق اللحوم المشبوهة بغرض تحقيق الربح السريع على حساب الصحّة العمومية. مع العلم أنّ هذه الممارسات تزداد في شهر رمضان خصوصا على مستوى الأسواق الشعبية مثل سوق المدينة الجديدة والحمري ولاباستي، مع زيادة الطلب على مختلف أنواع اللحوم وارتفاع مستوى استهلاكها والتي يمكن أن تروّج أحيانا بفوارق في السعر لاستقطاب الزبائن، وحسب ما ذكرته مصادر "الشروق" فإنّ مصالح الأمن فتحت تحقيقا حول الحادثة، فيما تدعو جمعيات حماية المستهلك ومواطنون إلى تدخّل فرق مديرية التجارة لردع مختلف الممارسات التجارية غير الشرعية التي بدأت تظهر مع بداية العدّ التنازلي لشهر رمضان.