الاجتماع الوزاري لمنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات: عطاف يعقد جلسة عمل مع نظيره البرتغالي    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الشورى الإسلامي الإيراني    أشغال عمومية: شركات مصرية ترغب في المشاركة في برنامج السكك الحديدية    سوناطراك: نشوب حريق بمركب معالجة الغاز بإليزي بدون تسجيل أي ضحية    سوناطراك تشارك في الصالون الدولي للموارد الاستخراجية والطاقوية في كوت ديفوار    كأس إفريقيا 2024: المنتخب الوطني النسوي يواصل تحضيراته بحضور كل اللاعبات    خبراء أمميون يدعون الدول للامتثال لقرار المحكمة الجنائية الدولية    غوتيريش يرحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان    المسابقة الوطنية ستطلق غدا الخميس    لقد جعلت بلادنا من الأمن الغذائي رهانا استراتيجيا يتوجب علينا كسبه    ضرورة تصحيح الاختبارات داخل الأقسام    ورشة تكوينية للقضاة وضباط الشرطة من تنظيم وزارة العدل    عطاف يقوم بطرد وزيرة الخارجية السابقة للصهاينة تسيبي ليفني    لبنان يواجه أعنف فترة له من الاعتداء منذ عقود    إقامة صلاة الاستسقاء عبر الوطني السبت القادم    الإصلاح الشامل للعدالة يعد أبرز محاور برنامج رئيس الجمهورية    خنشلة : أمن دائرة بابار توقيف 3 أشخاص وحجز 4100 كبسولة مهلوسات    ترقب تساقط بعض الأمطار وعودة الاستقرار يوم الجمعة    مستغانم : قوافل الذاكرة في مستغانم تتواصل    كرة القدم/رابطة أبطال إفريقيا : شباب بلوزداد ينهزم أمام اولاندو بيراتس (1-2)    الفريق أول شنقريحة يزور معرض أحمد الجابر للنفط واللواء مبارك المدرع 15    بصمة الرئيس تبون بادية للرقي بالفلاحة والفلاحين    دعوات للتصدي للتطبيع التربوي بالمغرب    رمز الريادة والابتكار    الاحتلال الصهيوني يمسح 1410 عائلة فلسطينية من السجل المدني    وزارة الصناعة : السيد غريب يشرف على تنصيب الأمين العام ورئيس الديوان    الدعم مكّن من إنهاء ندرة الحليب المبستر    وزير الاتصال يعزّي عائلة الفقيد والأسرة الإعلامية    رحيل صوت القضيتين الفلسطينية والصحراوية في المحاكم الدولية    تطبيق مبتكر يحقق الأمن السيبراني    محرز يحقق رقما مميزا في دوري أبطال آسيا    حريق يأتي على ورشة نجارة    اكتشاف عيادة سرية للإجهاض    طالب جامعي متورط في سرقة    الإطاحة بشبكة إجرامية من 5 أشخاص بوهران    مازة لن يغادر هيرتا برلين قبل نهاية الموسم    معرض لورشات الشباب الفنية    البحث في علاقة المسرح بالمقاومة    تسليط الضوء على أدب الطفل والتحديات الرقمية الراهنة    جائزة الشيخ عبد الكريم دالي : حفل تكريمي للفنان الراحل نور الدين سعودي    الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير بتبسة: فيلم "القناع" للمخرج فيصل قادة يفتك المرتبة الأولى    الملتقى الدولي للمهرجان الثقافي للفن المعاصر : منصة للتبادل والتحاور في مواضيع الفن المعاصر    مدرب مانشستر يونايتد يصر على ضم آيت نوري    أيام توعوية حول مضادات الميكروبات    كابوس مرعب في موسم الشتاء    الفترة المكية.. دروس وعبر    معرض الحرمين الدولي للحج والعمرة والسياحة بوهران: استقطاب أكثر من 15 ألف زائر    وزير الصحة يشرف على اختتام أشغال الملتقى الدولي الثامن للجمعية الجزائرية للصيدلة الاستشفائية وصيدلة الأورام    تسيير الأرشيف في قطاع الصحة محور ملتقى    الفروسية : كأس الاتحادية للمسابقة الوطنية للقفز على الحواجز من 28 إلى 30 نوفمبر بتيبازة    رقمنة القطاع التربوي: التأكيد على "الانجازات الملموسة" التي حققتها الجزائر    إعادة انتخاب دنيا حجّاب    ندوة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر    وفاق سطيف يرتقي إلى المركز الخامس        هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"المواطن" الذي ظلمته "حاشاكم" "المواطن" الذي ظلمته "حاشاكم"
"الفجر" تدخل "جمهورية الحمير"
نشر في الفجر يوم 19 - 02 - 2012

دعونا نهمش قليلا نظرة الاحتقار التي ألصقناها ب"الحمار"، ذلك الحيوان الأليف الذي ظلمته الحكايا والأساطير عبر تعاقب الأجيال، وجعلته يظهر في ثوب العتال البائس. فنظرة المتأمل قد تفضي إلى العديد من الإنجازات التي برع هذا الحيوان في تقديمها لسكان عجزوا عن تنظيف أحيائهم، ومهربون أخفقوا في تمرير ممنوعاتهم، وريفيون أثقلتهم الحياة البدائية. لذا ارتأينا اليوم أن نقتحم معكم "جمهورية الحمير" في الجزائر، علّنا نتمكن من رؤيتها بعين أخرى بعيدة عن مصطلح "حاشاكم"..
حمير العاصمة.. شُغل قار، سكن لائق وتقاعد محترم
القصبة.. جمهورية "الحمار البرجوازي"
^ تعددت استعمالات الحمير في الماضي بين عمليات الترحيل والحرث والجر والركوب في المناطق الريفية، ويعتمد عليها في نقل النفايات، خاصة في الأزقة الضيقة والمناطق المرتفعة، كحي القصبة العتيقة وشارع بوفريزي بالعاصمة.
الزائر للقصبة العتيقة بالعاصمة تلفت انتباهه مجموعة الحمير التي أوكلت إليها مهمة نقل النفايات منذ زمن طويل، نظرا لهندستها المعمارية المعقدة وسلالمها الكثيرة التي لا تسمح بمرور أي مركبة، حيث يتكرر مشهد عامل النظافة الذي يسوق حماره كل صباح ليجمع النفايات والقمامات من الأزقة الضيقة التي يميز حي القصبة، كشارع باب الجديد، العين المزوقة، دار الرايبة وبوفريزي وغيرها من الأماكن البعيدة التي يصعب فيها دخول المركبات، وبالأخص شاحنات نقل النفايات، أين تواجه آليات النظافة التابعة لبلدية باب الوادي صعوبة في الوصول إليها، ولم تجد سوى الحمير وسيلة للقيام بذلك.
حمار النظافة.. موظف حكومي
يعتبر الحمار أحسن وسيلة لنقل النفايات التي تتجمع في الأزقة الضيقة، وفي هذا الإطار كشف مصمودي عبد النور، مدير وحدة باب الوادي ل"نات كوم"، أن طريقة نقل النفايات على ظهر الحمير بدائية وتعود لسنوات مضت، مشيرا إلى أن وحدته تملك 34 حمارا تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 25 سنة، وكل واحد يملك رقم تسجيل وملفا خاصا به مثله مثل العامل العادي، مضيفا "أنه تم اقتناؤها من بعض المناطق الداخلية على غرار الجلفة، بوسعادة، المسيلة، ويتراوح سعر الواحد منها بين 15 إلى 22 ألف دينار، وهذا حسب السن والمقاس وكذا الفصيلة.
من جهة أخرى، أكد مدير وحدة باب الوادي "أن أشغال الترميم التي تشهدها القصبة زادت من معاناة الحمير وحالت دون قيامهم بمهمتهم على أحسن وجه، كون أعمدة الإسمنت والخشب التي تقام عليها الترميمات زادت في ضيق الأزقة، لا تسمح هذه الأخيرة بمرور أكياس الحمولة الموجودة على ظهر الحمير، وبالتالي يلجأ عامل النظافة على حمل النفايات بنفسه وإيصالها إلى الحمار الذي يكون بعيد عنه، بالإضافة إلى الاعتداءات عليهم من طرف بعض الأشخاص".
رحلة البحث عن صاحب الظهر العريض
وفي زيارة لنا إلى إسطبل الحمير المتواجد بباب الوادي التابع لمؤسسة نات كوم، التقينا بفريق عمل متكامل يتكون من بيطرية وحراس الإسطبل وكذا عمال نظافة، حيث يسهر جميعهم على الاهتمام بالحمير المتواجدين هناك، وهو ما أكده لنا سعيد خريف، رئيس فريق النظافة "أن هؤلاء الحمير يبيتون في إسطبل يحوي كامل شروط الإقامة من تنظيف وأكل وشرب، بالإضافة إلى الرعاية الطبية، حيث تسهر على مراقبتهم بيطرية خاصة، وهي من تقرر خروجهم إلى العمل".
وأضاف ذات المتحدث: "ينقسم عمل هؤلاء الحمير إلى فوجين، الفوج الأول يعمل في الفترة الصباحية، أي من الساعة السادسة إلى العاشرة صباحا والفوج الثاني يزاول عمله من الساعة الواحدة زوالا إلى غاية الخامسة مساء، حيث يمنح لكل عامل حمارين يرافقانه في المهمة".
ورغم أن مهمة نقل النفايات متعبة ومؤلمة لما لها من مخاطر وأضرار على صاحبها، إلا أنها لا تخلو من نوادر يومية طريفة بطلها الحمار الذي يتفنن في القيام بحركات وأفعال بحكم الخبرة والتدريب. وفي هذا السياق أفاد سعيد خريف "أنه يشترط على الحمار الذي ينقل النفايات أن يكون ظهره عريضا لسهولة حمل أكياس النفايات، مضيفا أنه لا يجب أن يتجاوز وزن الحمولة 50 كلغ، وفي حالة تجاوزها يقف الحمار ويرفض السير محتجا على ثقل الحمولة عن طريق هز الرأس"!.
وعن طريقة عملهم أضاف محدثنا "الحمار هو من يدل على الطريق، ويرافق عامل النظافة إلى الأماكن الخاصة لجمع النفايات بدون أمر منه، ويتوقف تلقائيا في كل محطة، ثم يعود أدراجه فور انتهاء مهمته".
وفي السياق ذاته، كشف رئيس فريق النظافة التابع ل"نات كوم" "أنه في حالة مجيء حمار جديد لم يعتد على العمل بعد، يقوم الحمار الذي له خبرة في الميدان بتوجيهه وتدريبه، وذلك بربطهما معا بحبل أو سلسلة حديدية لسهولة مشيهما.."، مشيرا إلى أنه بعد مرور أسبوع يتعلم الحمار الجديد الصنعة ثم يخرج للعمل بمفرده".
الأكل مضمون و"الكسوة زينة"
كشف رحماني كمال، مسؤول النظافة والصحة بالإسطبل:"أن الشعير والتبن يعتبران الغذاء الأساسي للحمير، حيث يقدم لهم الشعير في الفترة الصباحية، وأما التبن فيقدم لهم في الفترة المسائية، وفي الساعة الثانية عشر زوالا يخرجون للراحة وشرب الماء ثم يعودون بمفردهم إلى أمكانهم".
في السياق، لا يمكن الحديث عن مهمة الحمار في نقل النفايات دون التطرق إلى "الشواري"، أوأكياس الحمولة، التي لا تفارق ظهر هذا الأخير طيلة مشواره المهني. وفي هذا الشأن قال قويدر رحماني، خياط، إن الشواري كما يصطلح على تسميتها عندنا ضرورية، حيث لا يستغنى عنها كونها الوسيلة الوحيدة التي يتم نقل النفايات بواسطتها في القصبة، مشيرا إلى أنها تخضع لمقاييس وطريقة صنع خاصة.
وعن طريقة خياطتها، يقول ذات المتحدث أنها تتطلب "هيدورة وحصيرة وكذا الباش"، ويستغرق وقت صناعة الواحدة منها يوما كاملا مع استعمال التبن لجعلها لينة على ظهر الحمير من أجل تفادى جرحه".
من قال إن الحمار لا يتعب..؟
أكدت البيطرية، سليمة تعوينت "أن إسطبل الحمير الكائن ببلدية باب الوادي يحتوي كامل الشروط اللازمة لإقامتهم، من أكل وشرب وتنظيف، مشيرة إلى أنه يتم تنظيف الحمار مرة كل ثلاثة أيام بسبب ما يعلق به من أوساخ وزيوت بواسطة سائل الوقاية، وهو عبارة عن "جيل" يوضع في الماء ثم يغسل به جلد الحمار".
كما أشارت محدثتنا إلى أنه من أصعب المشاكل التي يواجهها الحمير هي الجلدية والهضمية بحكم عملهم في النفايات، وأنه بإمكان الحمار أن يتناول أشياء في القمامات تسبب له عسر هضم، وعيه نقوم بعلاجهم ووقايتهم في كل مرة لتجنب مثل هذه المخاطر التي تؤثر على صحتهم".
وعن طريقة علاجهم، تضيف البيطرية "نقوم بتنظيفهم وغسلهم مرتين في 10أيام وذلك لتفادي الجراثيم والأوساخ التي تعلق في وبرهم، كما يوضع لهم مرهم في الفم كل 6 أشهر لحمايتهم من الأمراض التنفسية والهضمية، بالإضافة إلى تلقيحهم مرة في السنة بما يسمى لقاح ،chlp+rag ،لأن مثل هذه الحيوانات لديهم طفليليات داخلية كثيرة تسبب أمراض خطيرة للإنسان وفي مقدمتها الكلب ودودة التينيا".
وفي سياق آخر، تقول المتحدثة "إن إسطبل الحمير يحتوي مقلم أظافر، حيث يقوم هذا الأخير بمراقبة حوافرهم وتلقيمها مرة كل شهر بواسطة وسائل تقليدية كالمطرقة وشفرة حادة وأداة تملين، وإن للحمير سن محدد للتوقف عن العمل وذلك بعد بلوغها الثلاثين سنة، حيث تبدأ ملامح الكبر والشيخوخة تظهر عليها وبالتالي تصبح عاجزة عن العمل تماما، لتقرر إدارة "نات كوم" أن تحيلهم على التقاعد بعد 15سنة من العطاء في مكان هادئ وجميل، كحديقة الحامة بالعاصمة أو في إحدى حدائق الحيوانات، لتقضي ما تبقى لها من عمر..".
إيمان خباد
المركبة المفضّلة للمهرّبين في صحراء الجنوب الشرقي
حمار المناطق الحدودية.. مجرم رغما عنه
أخذت عمليات التهريب عبر حدود الوطن، لاسيما الشريط الحدودي في الصحراء، أشكالا متعدّدة وتحوّلت إلى مركبة مفضّلة يستعملها المهرّبون النشطون عبر ولايات الجنوب الشرقي، بدءا من وادي سوف وصولا إلى تمنراست في أقصى الجنوب، مرورا بولايتي إليزي وورڤلة، أين يتم تجنيد قطعان من الحمير والرعاة يسهرون على تغذية شبكات التهريب النشطة عبر هذه المحاور، والتي لها علاقات مع دول الجوار بسلع مختلفة باتت تدرّ أموالا ضخمة للعاملين فيها.
الحمار، الحيوان الأليف الذي كان سكان الجنوب سابقا يستعملونه كمركبة تنقّل قبل ظهور السيّارات لطبيعة هذه المناطق الصحراوية التي تتّسم بالمسالك الصحراوية الصعبة وأيضا عدم امتلاك غالبية سكانها لسيارات. ولحد اليوم توجد عدد من القرى النائية بولايات الجنوب لازالت تستعمل الحمير في تنقلاتها، فبلديات الشريط الحدودي بوادي سوف على وجه الحصر سكانها في عمق الصحراء يستعملون الحمير والجمال في جميع تنقلاتهم، نتيجة عوز وفقر السكان من جهة وأيضا لعدم وجود مسالك وطرقات داخل الصحراء بسبب الكثبان الرملية الكثيفة وتواجد عدة عائلات في داخل الصحراء تنصب خيام وترابط رفقة أغنامهم وماشيتهم التي تعتبر مصدر رزقهم، فهم يتنقّلون معها في أماكن الكلأ والأعشاب الصحراوية، ولا يستطيعون الاستغناء عنها، ففي الوقت الذي تسير أغنامهم على أرجلها يفضّل الرعاة ركوب الحمير والدواب لمساعدتهم على تخطي بعض العقبات الرملية وتقليل عناء التنقّل في عمق الصحراء .
ومع بروز "ثورات الربيع العربي" انتشرت في الشريط الحدودي بولايات الجنوب عمليات التهريب بشكل فظيع، وأخذت عملية نقلها أنواعا مختلفة وبرزت شبكات دولية تستعمل كل الوسائل من أجل تهريب سلعها المهربة، سواء بداخل الجزائر أو لإخراجها نحو دول الجوار، خاصة في ظل احتياجات سكانها المتزايدة للسلع الجزائرية نتيجة غلاء المعيشة في تونس بدرجة أولى ثم ليبيا بدرجة أقل. ولكثرة عمليات التهريب فقد لجأت شبكات التهريب لاستعمال الحمير في التهريب لإبعاد نظرات ومراقبة مصالح الأمن، وأيضا حرس الحدود والجمارك التي عادة ما يتم تظليلها من قبل الرعاة رفقة قطعانهم في أزياء متنكرة لكونهم من شبان هذه المناطق، وعادة ما يتم استغلالهم لإبعاد الحساسية عن هذا النشاط من قبل مصالح الجمارك نتيجة العلاقة الطيبة التي تربطهم مع هذه الجهات التي تتخوف من الاقتراب منها لكون سكان المناطق الصحراوية من البدو الرحل والعروبة، كما يسمونهم صعب "التعنّف" معهم، فهم يعتمدون على العروشية ومصالح الجمارك في حال المساس بأحدهم يثور كل العرش دفاعا عنه ظالما أم مظلوما، وهو ما ترك هذه الجهات تراقب عن بعد هذه القبائل والعروش.
وأمام هذا الوضع باتت صحاري الجنوب الجزائري مراكز عبور للعديد من السلع والمواد الغذائية نحو تونس وليبيا، ومن أكبر المواد المهربة، المازوت الذي يباع اللتر الواحد منه ب 50 دج على الحدود التونسية، أين يكثر الطلب عليه بسبب حركة السياحة النشطة بتونس. ونتيجة الأموال الضخمة التي باتت تدرها هذه النشاطات، جندت شبكات التهريب الرعاة رفقة حميرهم لدعم شبكات تهريبها على مستوى الشريط الحدودي، خصوصا البطالين والمعوزين، لاسيما أن سكان هذا الشريط يعيشون حالة فقر مدقع استغلته عصابات التهريب لصالحها، مستغلين المسالك الوعرة. وتنسق هذه الشبكات بشكل عادي مع شبكات أخرى تنشط في نفس المجال على مستوى الشريط الحدودي التونسي.
هذا الوضع دفع شبانا في مقتبل العمر إلى امتهان التهريب والتعاون مع شبكاته، حيث يقومون بنقل المازوت إلى الحدود التونسية عن طريق الحمير والدواب الأخرى، وتنقل مادة المازوت في خزانات، سعة الواحدة منها 200 لتر، والحمار الواحد يستطيع حمل خزانين أي 400 لتر، كما يتم تهريب هذه المادة أيضا عن طريق سيارات الدفع الرباعي من نوع "ستايشن" القادرة على حمل قرابة خمسة خزانات بما أن المسالك التي يفضلها هؤلاء الأفراد تجدها بعيدة نوعا ما عن أنظار رجال الأمن، وتكون وعرة ولا تصلح إلا لهاتين الوسيلتين للنقل فقط، بينما يتم التنسيق بينهم وبين من يستقبل مادة المازوت المهربة إلى تونس باستعمال شبكة الهاتف النقال "تينيزيانا". وقال بعض النشطين في هذا المجال ل"الفجر"، إن التونسيين كثيرو التردد على منطقتهم وأصبحوا معروفين لدى عدد كبير من الأفراد هناك.
أما عملية النقل فتكون بإرسال فرد أو اثنين لتقصي وتأمين الطريق، ويمثلون وسيطا إلى أن تتم العملية بينهم وبين التونسيين، وفي الأخير يتفقون على مكان محدد ويتم ردم المادة في الرمل أن توضع علامة تحدد المكان المتفق عليه، وهكذا يتم تهريب المازوت وأحيانا البنزين إلى الحدود التونسية.
وذكرت عدد من الجهات الرسمية ل"الفجر" أن مراقبة عمليات التهريب أمر صعب للغاية نتيجة كبر الصحراء الجزائرية، إضافة إلى عدم تعاون القاطنين بالشريط الحدودي الذين غالبا ما يتكتمون على النشطين في الترهيب نتيجة وجود شريحة كبيرة من أبنائهم ضمن هذه الشبكات.
السوفي . م

للحمير قصص ثورية أيضا
حكاية "البغل الشهيد" و"الماتريكيل"
^ لعل أكبر فئة تعترف بفائدة الحمير، هم المجاهدون الذين أشركوا هذا الحيوان في عملهم الجهادي، فالحمار كان خلال الثورة يحمل السلاح والمجاهدين في الأماكن الوعرة، وينقل الجرحى في الأدغال من منطقة إلى أخرى، وتعدى ذلك بعمليات استشهادية في مواجهة الديناميت والألغام، وكثيرا ما تتم المناورة به في الجبال، حيث يبدو للطائرات أنه سرب من المجاهدين فيقصف ويقتل، ليسبل بذلك بدلا من الثوار، لينجو المجاهدون من الموت المحتم..
وللحمير حكايات ثورية، نذكر منها ما حدث في إحدى محتشدات سكيكدة إبان الفترة الاستعمارية، حيث كان المواطنون المحاصرون يهربون الأكل داخل أكياس النفاية على أظهر البغال، أوماكانت تعرف باسم "الزنبيل"، وعندما تفطّن العسكر الفرنسي لهذا الأمر صار يغرس رمح البندقية في الزنبيل ليتحسس المواد الصلبة داخله، وفي إحدى مرات التفتيش قام "الڤومي" بغرس رمحه في زنبيل بغل، لكن رأس الرمح تجاوز الزنبيل واخترق جلد البغل، فما كان على البغل إلا أن انتفض من شدّة الألم وصكّ القومي في جبهته، فأرداه صريعا وأمام هذا المشهد قام العسكر الفرنسي بتوجيه وابل من الرصاص إلى جسد البغل، فخرّ قتيلا أمام أعين سكان القرية الذين اعتبروا البغل ثائرا مات "شهيدا"..
ومع تكرر هذه الأحداث قامت السلطات الاستعمارية بترقيم الحمير المشكوك في أمرها، من خلال كيّ رقابها بأرقام حديدية، أو ما عرف ب"الملاتريكيل"، لتحديد هويتها وهوية أصحابها، فإذا قبض عليها في ساحة المعركة، يقبض تلقائيا على أصحابها..
هذه البطولات دفعت بشاعر، الثورة مفدي زكريا، إلى تخليد ذكرى الحمير في إلياذته الشهيرة، حيث قال فيها:
إذا الشعر خلّد أسد الرهان
أينسى مغامرة الحيوان؟
أينسى البغال أينسى الحمير
وهل ببطولاتها يُستهان
سلام على البغل يعلو الجبال
ثقيلا فيكبره الثقلان
وعاش الحمار يقلّ السلاح
ويغشي المعامع ثبت الجنان
تيزي وزو تتنكّر لحميرها والحمار الصليبي.. للرجال فقط
يشهد استعمال الحمير في الحياة اليومية لسكان ولاية تيزي وزو، لاسيما عبر المناطق الجبلية، تراجعا كبيرا خلال العشر سنوات الأخيرة، كما أنها تعيش ظروفا صعبة وأعدادها في انخفاض مستمر.
وحسبما توفر لدى "الفجر" من إحصائيات، فإن تيزي وزو تحصي ما لا يقل عن 3 آلاف حمار، حيث تراجع عددها لحساب الحصان الذي يعرف رواجا كبيرا لدى سكان القرى الجبلية تباهيا به، ويعد الحيوان المفضل لدى قاطني الجبال الذين يستعملونه، لاسيما في نقل الحجارة والرمال بهدف تشيد سكناتهم أو عمليات بناء أخرى، وهي العملية التي باتت تتراجع بشكل ملحوظ في غالبية القرى في الوقت الذي مايزال عدد قليل منها متمسكة بهذا الحيوان مثلما هو الحال بايت موسى وإبراهيم بدائرة مقلع والمطلة على سفوح جرجرة واث خير، إلى جانب بعض المناطق شرق تيزي وزو، لاسيما ببوزڤان في الوقت الذي انقرض هذا الحيوان بأغلب مناطق جنوب تيزي وزو، بعدما احتل المحراث التقليدي والجرارات الصدارة في حرث الأرض خاصة في المناطق الداخلية.
وقال مواطنون وتجار إن حضور هذا الحيوان يبقى حاليا مقتصر على المناطق الجبلية التي يصعب على الفلاحين والسكان الاستعانة بالمحراث في خدمة الأرض، ليلجأ هؤلاء إلى الاستعانة بالحمير والثيران في عملية الحرث. ونحن نتبادل أطراف الحديث مع عدد من المواطنين والتجار، اكتشفنا طرائف بطلها هذا الحيوان، حيث يعمد مستعملو الحمير إلى اختيار "الحمار الصليبي" كونه يحمل مواصفات جيدة تناسب العاملين بالفلاحة ومربي المواشي، وهو يمتاز بالوسامة و يشبه إلى حد كبير البغل فهو هادئ الطباع وصبور، إلا أن هذا النوع يبقى غير مجد للنساء اللواتي يذهبن لجلب الماء من الينابيع كونهن غير قادرات على رفع كميات الماء إلى ظهره لكبر حجمه.
كما يتم استعمال الحمير في الرعي من طرف الأطفال ويرى العديد من محبي هذا الحيوان الذي لا يتحصل على الغذاء والراحة اللازمة، ويضطر إلى العمل طيلة ساعات اليوم حتى يتمكن أصحابها من جمع ما يريدونه من المال ضرورة خلق جمعية تدافع عن حقوق الحمير التي تعاني من ظلم البشر. بل والأكثر من هذا قال ممن تحدثنا إليهم إنه من الواجب وضع قيود على الشخص الذي يمتطي هذا الحيوان الذي يوضع عادة فوق ظهره قناطير من السلع تفوق حجمه بكثير مع وضع شروط استعماله في المناطق السياحية، مثلما هو في بعض الدول المتقدمة التي تعاقب كل من يخالف هذا القانون.
جمال عميروش
حمار البليدة.. يا حسراه على الدنيا
غابت الحمير عن مظاهر الحياة اليومية بولاية البليدة؛ إلا فيما ندر، وذلك بصفة كبيرة خاصة في السنوات القليلة الماضية، وهو الأمر الذي يرجعه الكثيرون إلى غلبة مظاهر التمدن على المناطق التي كان لهذا الحيوان سطوة فيها، وحتى وإن كان ذلك بالرغم من إرادته.
وأبرز مثال يمكن أن نورده عن ذلك غياب الحمير عن أزقة ودهاليز حي الدويرات الشعبي الكائن بقلب مدينة الورود، والذي يعد بمثابة قصبة البليدة بالنظر إلى التشابه الكبير الذي يجمع بين تصميمه العمراني وتصميم قصبة الجزائر العاصمة، عدا كون حي الدويرات إرثا عثمانيا أصيلا تعود قاطنوه لسنوات على رؤية الحمير تدخل لتخرج محملة بكل ما يخلفه سكان الحي الذي يسترجع نظارته بمجرد نهاية الزيارة التي لم يعد لها مكان، لاسيما بعد أن تعود قاطنو الدويرات على إخراج مهملاتهم إلى حدود الحي في ظل استحالة ولوج شاحنات جمع النفايات إلى المكان.
ببلدية أولاد يعيش، التي تعد من بين كبريات مدن البليدة، غابت الحمير أيضا دونما إدراك للتسلسل الزمني الذي كان فيه لهذا الحيوان حضور كبير، بدأ ينحصر مع الأيام حتى صار شيئا يمكن أن يفزع له الصغار من أصحاب الأعمار التي تقل عن الثلاث سنوات، والذين لم يسبق لهم أن راو حيوانا من هذا النوع بعد أن تعودوا منذ حداثة أظفارهم على رؤية القطط الأليفة، وهنا - حسب كل من حدثنا في الموضوع - فإن مظاهر التمدن غلبت على طابع قديم في أصول العيش حتى بات ركوب هذا الحيوان أمرا معيبا لجيل اليوم، وهو ما يمكن أن نستخلصه لدى تلاميذ المدارس من المناطق النائية، أوما يعرف بالأحواش، ففي بليدة موزاية غرب الولاية مثلا، والتي تحصي قرابة 50 مزرعة يغيب الحمار عن تنقلات التلاميذ الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مؤسسة تربوية غالبا ما تكون على بعد 3 إلى 6 كلم، ويفضلون على ذلك المشي على الأقدام والتأخر أو المغامرة بحياتهم وتوقيف السيارات على طول الطريق، بدلا من استعمال ذلك الحيوان و الوصول على ظهره إلى المدرسة، متأكدين سلفا أن الأمر سيكون بمثابة سخرية دائمة تتبعهم أين حلوا من قبل أبناء المدينة الذين لا يعرفون للحمار شكلا .
هذا الخوف من المسبة حمل العديدين على إنكار علاقتهم بهذا الحيوان بالرغم من كل الخدمات التي قدمها إلى وقت ما في حياتهم، حتى لدى الفئات العمرية التي كان في زمنها ركوب أو استغلال الحمار أمرا طبيعيا، قبل أن يتحول إلى إحراج مازال لم يكرس بعد بهذه الحدة في بعض المناطق الجبلية بالولاية، على غرار صوحان وجبابرة بأعالي مفتاح إلى أقصى شرق الولاية، أين يحتفظ الحمار بشيء من المكانة التي تفرضها ظروف معيشة السكان.
محفوظ.أ
حمير غليزان.. مكتوب عليها الشقاء
حوّل الانتشار الرهيب للعربات المجرورة بالحمير، عاصمة ولاية غليزان، إلى منطقة ريفية بامتياز رغم اعتلائها مصاف الولايات سنة 1984، ولكن طول هذه المدة لم تشفع لمواطنيها في تغيير وجهها "المريف".
يعرف سوق "الدواب"، المقام بالسوق الأسبوعي كل أربعاء، حركية كبيرة، حيث يقصده الآلاف من سكان الولايات المجاورة على غرار مستغانم، معسكر وتيارت، وعرفت أسعار "الحمير" ارتفاعا كبيرا، ووصل سعر البغال التي إلى 8 ملايين سنتيم، وبالنسبة للحمير فقد وصل أحسنها وأقواها بنية 4 ملايين سنتيم. وعن الأسباب الكامنة وراء الارتفاع الفاحش في الأسعار رجح "ابراهيم" من بلدية مطمور بولاية معسكر، أن يكون تقديم لحوم "الحمير" للحيوانات المفترسة بجدائق الحيوان وراء هذا الارتفاع، بالإضافة إلى تراجع تربية هذا الحيوان، بالمناطق النائية المعزولة، والتي عرفت هجرة جماعية بعد أن أفرغت سنوات الإرهاب الدواوير من سكانها أين استوطنوا المدن بعد النزوح.
ويعتمد فيها السكان على هذا الحيوان سواء لخطّ الأثلام قبل زراعة بذور الجلبان أو لتقليب التربة، بالإضافة إلى حرث الأراضي الجبلية بالمناطق ذات الجغرافية الوعرة، كما أنها تستعمل في جلب المياه من العيون بالنسبة لسكان الدواوير الذين يعانون من انعدام هذه المادة الحيوية بمناطقهم أين يقطعون عشرات الكيلومترات لملأ الدلاء.
من جهة أخرى ريّف منظر الانتشار الرهيب للعربات المجرورة بالحمير عاصمة الولاية غليزان؛ حيث يعمد أصحابها إلى ركنها بالفضاء المفتوحة أمام محلات بيع مواد البناء، وتكون الوجهة أي منطقة ولو بوسط المدينة، أين تعرقل في الكثير من الأحيان حركة المرور دون تدخل أي كان لتنظيم عمل، والغريب في الأمر أن أصحاب العربات، قد ألهبوا مؤخرا أسعار النقل والتي لا تقل عن 50 دج، ولو كان كيس إسمنت وحجتهم في ذلك غلاء أسعار الكلأ والشعير.
بلفوضيل لزرق

حمير الجزائر و.."معاك يا الخضرا"
^ خلال تصفيات كأس العالم 2010 اهتدى بعض الشبان من منطقة شلالة العذاورة، الواقعة جنوب المدية، وقصد الاحتفال بالفوز على المنتخب المصري ومن ثم التأهل الى كأس العالم، إلى صبغ الحمير بألوان العلم الوطني والسير بها وسط المدينة، ما جعل الكثير من محبي الفريق الوطني إلى السير على خطى هؤلاء الشبان؛ حيث أصبح كل من لديه حمار يتمنى صبغه بالأخضر والأحمر والأبيض ابتهاجا بالتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا.
خسارة 1.5 مليون من أجل حمار
من العجائب والطرائف التي كان بطلها حمار هو أن أحد الفلاحين بولاية المدية، والذي يدعى عمي اعمر، قصد سوق الحمير لاقتناء حمار يعينه في عملية الحرث، حيث كان له ما أراد واشترى حمارا بمبلغ 1.5 مليون سنتيم، إلا أن الحمار عند وصوله إلى بيت الفلاح هرب وعاد إلى صاحبه الأصلي، ما كبد عمي اعمر خسارة المبلغ المذكور سالفا.
ما عندوش الزهر في الحمير
"ما عنديش الزهر في الحمير".. بهذه العبارة أجابنا عمي احمد عندما كنا بصدد إنجاز طرائف حول الحمير؛ حيث صرح لنا أنه يسكن بمنطقة نائية ما يحتم عليه الاستعانة بحمار لقضاء حاجياته اليومية، إلا أنه لسبب يبقى مجهول، يقول عمي احمد، اشترى إلى حد الآن 4 رؤوس وكلها ماتت، الحمار الأول أصابه مرض الجنون في حين أن الثاني مات من البرد، أما الثالثة وبعد حملها، وهو ما استبشر له عمي احمد خيرا مات الجحش داخل أحشائها ومن ثم ماتت هي الأخرى، كما أن الرابعة غرقت في بركة ماء، وهو ما جعل عمي احمد يحلف بأغلظ الأيمان أنه لن يشتري حمارا طول حياته..
م.ب
بورصة الحمير
أحسن البغال.......8 ملايين سنتيم بمنطقة الغرب الجزائري
أحسن الحمير.......4 ملايين سنتيم بالغرب الجزائري
الحمار الصغير.......5 آلاف دينار بمنطقة القبائل
الحمار المتوسط.......8 آلاف دج
الحمارالجيد.......25 ألف دينار بالجنوب
لحوم الحمير.. الفضيحة الرمضانية
كما وسعت فئة كبيرة من التجار من استعمالات الحمير لتجعلها صالحة للاستهلاك البشري، مستغلة الإقبال الواسع على اقتناء اللحوم في شهر رمضان من أجل تسويق كميات معتبرة من لحوم الحمير في مناطق مختلفة من التراب الوطني، على غرار ما حدث في برج بوعريريج والعاصمة بعد العثور على رؤوس الحمير في مناطق مختلفة.
وحسب التحقيقات فإن الجزارين الذين تورطوا في بيع لحوم الحمير، كانوا يستخدمون مادة كيمائية تستخدم عادة في حفظ الجثث، للمحافظة على اللحم لأطول مدة ممكنة، ويوظفون مادة مضادة للأكسدة، بغرض جعل لحوم الحمير تحافظ على طراوتها لثلاثة أسابيع أو أكثر، وتظهر في أحسن حلة، بحيث يستحيل تمييزها عن بقية اللحوم الحمراء.
فيروز.د
سباق الحمير فرجة "السوافة"
رغم الاستغلال السلبي لشريحة واسعة من سكان جنوبنا الكبير في عمليات التهريب؛ إلا أن الحمير يستعملها الكثير من سكان المناطق الداخلية أيضا للهو والمرح، على غرار ما هو حاصل كل سنة في عيد مدينة الألف قفة وقبة، أين يتم إجراء سباق للحمير يشارك فيه عشرات الحمير التي يتم إطلاقها في الطريق الرئيسي بوسط مدينة الوادي، يتنافس الشبان والأطفال المشاركون في هذا السباق الذي ترصد له جوائز معتبرة.
ومن روائع هذا السباق، الذي يقام كل شهر مارس في عطلة الربيع ضمن فعاليات مهرجان مدينة الألف قبة وقبة، أنه يأتيه أطفال وشباب من مختلف بلديات المنطقة ويطلقون تسميات فكاهية على حميرهم ك"الدبابة، الفيلة، الصاروخ، العريس، الأسود"، وغيرها من التسميات الشعبية الدالة على مناطق الولاية كالعميشي، والرقيبي، والحساني.
وبعض الأطفال يحفزونهم على الجري أكثر ومنهم من يسقط من حماره ومنهم من يرميه حماره ويعضه، وهذا في مظهر رائع كله فرجة وضحك لمغامرات شبان وأطفال مجانين مع حميرهم. ولعل الجميل في هذا السباق عند تقديم جوائز الفائزين، حيث يقول المنشط الفائز الأول "البهيم، وهو لفظ شعبي محلي دال على الحمير، لصاحبه فلان بن فلان" أين يضحك الجميع حول الجائزة التي تقدم للحمير الفائز التي تصل قيمتها إلى خمسة ملايين سنتيم.
محمد . س
الحمار المثقّف..
لقد كان للحمار تواجد في الأدب منذ البدايات الأولى للكتابة الأدبية بمختلف أنواعها، حيث تعد رواية "الحمار الذهبي" للكاتب لوكيوس أبوليوس، أول عمل روائي ظهر في العالم، وهي رواية ساخرة تتناول قصة إنسان يهتم بالسحر، ويحب أن يتحول إلى طير، ولكنه يتحول إلى حمار.
هذا التناول الأول في تاريخ الأدب للحمير لم يتوقف عند أبوليوس، بل تواصل بعد ذلك ليشكل الحمار مادة دسمة لمختلف الأعمال الأدبية الخالدة، فأخذ حمار الحكيم الذي يروي فيها صداقته للحمار، مع أحاديثه التي يعتبرها أسهل من كلامه مع البشر.
غير بعيد عن الأدب، شكلت الحمير مادة دسمة للفنون بمختلف أنواعها، فكان للسينما هذا التناول أيضا، فأحد أبطال سلسلة أفلام شريك الشهيرة، التي أدى الممثل أيدي مورفي، دور بطولته، وهو فيلم رسوم متحركة فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم صور متحركة للعام 2001، حيث يعد أول فيلم يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم صور متحركة حيث استحدثت هذه الفئة عام 2001.استند في قصته على رواية خيالية كتبها المؤلف البريطاني ويليام ستيغ عام 1990 تحمل نفس الاسم. كما ظهر في الفن مؤخراً هذا التناول إذ غنى عدد من المطرين المصريين على وجه الخصوص عن الحمار في أغاني حققت رواجا كبيراً لديهم، منها أغنية "بحبك يا حمار"، وأغنية "الحنطور". من خلال هذا النظرة المقتضبة عن التناول الأدبي والفني للحمار، نجد أن الحمار فيما مضى كان قد تناساهم التاريخ ولكنهم اليوم يكتبون تاريخ الفن والسينما والآداب عموماً.
حياة س
حماريات..
وجد الحمار لأول مرة في المنطقة التي تسمى حاليا الصومال قبل ما يقارب 12 ألف عام.
الحمار الحالي المعروف، هو الحمار النوبي، الصومالي، حسب كتاب كلوتون بلاوك الباحث في التاريخ الطبيعي للحيوانات الأليفة الصحراء العربية، دجن خلالها الحمار الأفريقي من حوالي 4000 عام قبل الميلاد.
^ يمكن للحمار حمل من 20 إلى 30 % من وزنه.
برز الحمار كحيوان أليف مع روبرت غرين، ومينيتوره، حين وصفه هذا النوع، يملك وداعة البقرة، وجلد البغل وشجاعة النمر، وذكائه يقارب أخاه الإنسان.
يتواجد الآن 44 مليون حمار في العالم، 11 مليون منها في الصين، تتبعها باكستان وأثيوبيا والمكسيك، لكن إعدادها أكثر من الواقع، لأنها بعيدة عن الإحصائيات الحقيقية.
الحمار شعار الحزب الديمقراطي الأمريكي كناية عن الصبر.
كثرت أسماء الحمارعند العرب، ومنها:
أبو صابر وابن شنة وابن دلام وابو زياد وهو ايضا:
الجورف - العرد - العكموس - العمكوس - الكسعوم - الكسعوم - المكراف - النخة - الكباص -العلج - الفيدار - الجلعد - الاخطب - الصعل - الصلصل - المصلصل - الصلاصل - الهمهيم - الدبل - النهاز - الكندر والكندير والكنادر - القلح - القلو - المعضض -المحلج والمحلاج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.