كشف الطبيب الأخصائي في داء السكري والغدد، ضياء الدين بواب، من خلال الدراسة الأولى من نوعها التي أجراها على أزيد من 330 مريض مصاب بداء السكري على مستوى ولاية جيجل، وقدمها بالإحصائيات والتحاليل في الندوة الصحفية التي عقدها بفندق “الجزيرة”، بأن 78.5 بالمائة من المصابين بداء السكري في الولاية يرفضون رفضا تاما الإفطار في شهر الصيام رغم المضاعفات الخطيرة. وأشار ذات المتحدث إلى أن هناك الآلاف من المرضى يفضلون الموت على ترك الصيام لأسباب دينية ونفسية وحتى مادية، في حين نسبة 21.5 بالمائة فقط من المرضى، أبدوا تفهمهم لمرضهم وخطر الصوم على صحتهم وقبول الإفطار في رمضان. كما أثبتت الدراسة أن نسبة 68.9 بالمائة من الذين يصومون بدون رخصة الطبيب طالما يتعرضون لمضاعفات واختلالات في توازن السكر في الدم، ويضطرون للإفطار. وأضاف الطبيب بواب، وهو رئيس “نواة العلمية” لجمعية داء السكري لولاية جيجل، بأن عدد المصابين بالولاية في حدود ال20 ألف مريض منهم 10 بالمائة يعالجون بالأنسلين أي من الصنف “1”، وهو الصنف الذي يستلزم على المريض الإفطار أو إصابته بانخفاض في نسبة السكر في الدم والدخول في غيبوبة غير متوقعة، إضافة إلى مخاطر فقدان البصر وبتر القدم ومضاعفات في الشرايين والقلب، قد تصل إلى حدوث جلطة قلبية. وقد أجاز ذات الطبيب للمرضى المعالجين بالأقراص من النوع الثاني الإفطار بسبب الحالة الصحية لكل مريض، وكذا المراجعة الدورية عند الطبيب. وعن ظاهرة لجوء الأولياء إلى تصويم أبنائهم رغم صغرهم، فقد أكد الأخصائي بأنها تشكل خطرا على صحتهم ونموهم مستقبلا على اعتبار أن الجهاز الهرموني العصبي، غير قادر في تلك السن على التكيف مع 16 ساعة من الصوم. وأشار ذات المتحدث إلى أن رمضان هذا العام، هو الأصعب منذ 35 سنة مرت، على اعتبار أن مدة الصوم تفوق 16 ساعة في أجواء متغيرة وحارة تجعل المريض لا يقاوم جفاف الجسم من مختلف المواد الغذائية والمعدنية. من جهته، تطرق الإمام سمير كروش إلى ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب، لأن رخصة الإفطار رحمة من عند الله، معرجا على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحاسب الفرد على التفريط في صحته.