على الرغم من التحذيرات التي أطلقتها وزارة الصحة فيما يخص صوم ذوي الأمراض المزمنة بما فيها السكري والضغط الدموي وغيرها من الأمراض التي لا توجب الصيام، إلا أن الكثيرين ضربوا بتلك التعليمات عرض الحائط، وفضلوا الصوم مما انقلب بالسلب على صحتهم ما تكشفه الحالات التي استقبلتها المستشفيات لمرضى يعانون من أمراض مزمنة على غرار السكري والضغط الدموي وغيرها، فاقتران الصوم مع حرارة الطقس أثر عليهم كثيرا، وحب إتيان الفرض دفعهم إلى الصيام وتحدي كل الظروف المرضية إلا أن الكثير منهم وقع في فخ المضاعفات والوعكات الصحية الخطيرة التي أوشكت على هلاكهم لولا لطف الله تعالى. نسيمة خباجة فرمضان هذه السنة لم يكن سهلا على كبار السن والمرضى، حيث اقترن مع طقس حار جدا وصل إلى حدود الأربعين درجة مما أثر على الصائمين لاسيما المرضى المصابين بأمراض مزمنة تتطلب العناية والالتزام بالتعليمات والتوصيات الصادرة من الأطباء، إلا أنه وعلى الرغم من كافة التحذيرات تحدى بعض المرضى عللهم وراحوا إلى الصوم مما أوقعهم في تعقيدات صحية، حيث لم يسهل عليهم ترك ذلك الركن الهام متناسين أن أذية نفوسهم هي من الأمور التي تتعارض مع تعاليم الإسلام لقوله صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار). وفي مجتمعنا لا يتقبل البعض الامتناع عن الصوم وأداء الركن على أكمل وجه حتى المرضى على الرغم من تأثير الصوم على فئاتهم لاسيما مع اقترانه بالحر ما من شأنه أن يضاعف من أعراضهم المرضية، ومن الحالات من سقطت في غيبوبة على حسب ما استقبلته المستشفيات والعيادات الخاصة بعد تصميم البعض على أداء الركن وبالتالي التأثير على صحتهم. في هذا الصدد استطلعنا آراء بعض المواطنين على مستوى الشارع وتقاطعنا مع أناس يحملون أمراضا مزمنة بينوا تحديهم وصاموا رمضان مثلهم مثل الأشخاص العاديين. إحدى المواطنات بينت اندهاشها من إقدام مرضى السكري الخاضعين في علاجهم إلى نظام الأنسولين على الصوم على الرغم من التأثيرات السلبية على صحتهم، وقالت إنها على معرفة بالكثيرين ممن يصومون ويتحدون كامل الأوجاع، ورأت أن في ذلك مغامرة حقيقية خصوصا وأنهم فئة لا تتحمل العطش وجفاف جسمهم من الماء في فترة الصيام من الممكن جدا أن يؤذي صحتهم ناهيك عن التعب. وبالفعل التقينا بسيدة في العقد السادس تعاني من مرض السكري الحاد إذ تخضع في علاجها إلى حقنة الأنسولين، وقالت إنها تصوم ولا تستطيع الأكل في رمضان وتستحي أن تفعل ذلك وهي في ذلك السن، وفي تبيين خطورة ذلك ردت بالقول ربي الستار. أما السيد عثمان في العقد السابع يعاني من السكري ويخضع في علاجه إلى الحبوب، قال إنه يداوم على علاجه بصفة دورية ويصوم رمضان بطريقة عادية، وعلى الرغم من إحساسه بالتعب والعطش أحيانا إلا أنه يخضع إلى الراحة ويكمل صومه ورأى أنه لا يتخيل نفسه مفطرا أبدا في رمضان في يوم ما. ويري مختصون في الصحة أن الصيام في رمضان يختلف من مريض إلى آخر أي حسب درجة السكري، فبالنسبة للمداومين على حقن الأنسولين فالمريض الخاضع إلى جرعة واحدة من الأنسولين باستطاعته الصوم لكن تحت تعليمات وتوصيات الطبيب مع ضرورة مراقبة نسبة السكر في الدم بصفة دورية في المنزل، أما المرضى الذين يحتاجون لعدة حقن من الأنسولين في اليوم، فإن صيامهم يشكل خطرا على صحتهم، لهذا فقد أجمع معظم الأطباء على عدم صيامهم، أما المرضى الذين يتناولون الحبوب فبإمكانهم الصيام شريطة الالتزام بأخذ أدويتهم في مواعيدها الضرورية وتكون في العادة مع وجبة الإفطار بالنسبة للمرضى الذين يتناولون قرصا واحدا وفي وجبة الإفطار وكذا السحور بالنسبة للمرضى الذين يتناولون قرصين. كما هناك أمور وجب الاعتناء بها من طرف مريض السكري خلال صومه من بينها تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر، والإكثار من شرب الماء أثناء الفطر لتجنب الجفاف، والإقلال من النشاط الجسماني خلال فترة ما بعد الظهر لتجنب الانخفاض الحاد لنسبة السكر في الدم، وعدم الانتظار لموعد الإفطار عند الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم والمبادرة في الحال بتناول شيء من السكر.