يذكر كثيرون منكم ممّن لم يفقدوا الذاكرة بعد أن مسؤولا كبيرا قال لنا يوما متسائلا: (وعلاش.. لالمان خير منا؟).. وتعرض المسؤول المسكين إلى هجمات شرسة عبر مواقع التواصل (غير الاجتماعي)، وخاطبه بعض المتفيسبكين قائلين: (كيف تجرؤ على مقارنتنا بألمانيا؟)، وقال مدافعون عنه (لالمان ماشي خير منا).. والغريب في الأمر أننا منذ ذلك الحين ونحن ننتظر معالي المسؤول الكبير يجيبنا عن سؤاله فهو تساءل: (لالمان خير منا؟).. ولم يقل أننا أفضل من ألمانيا، فلا تقوّلوا (السيد ما لم يقله.. تذكرت هذه المقولة التي (قلقت) بعضكم، وأعتذر بشدة لأنني ذكرتكم بها، وأنا أقرأ خبرا لا علاقة له بألمانيا يقول أن مدير إدارة البحث الجنائي في شرطة عجمان بدولة الإمارات (متعددة الجنسيات والأجناس)، قال أنه وفقا للمادة 313 من قانون العقوبات الاتحادي، فإن عقوبة الأكل أو الشرب أثناء النهار في شهر رمضان هي غرامة مالية قدرها 2000 درهم، أو السجن لمدة أقصاها شهر واحد. وحسب هذا (الراجل الزين)، فإن تناول الطعام أو التدخين في نهار رمضان أمر محظور بموجب القانون، إذ أنه يخالف التعاليم الإسلامية وعادات وتقاليد الدولة. وأضاف أن القانون ينطبق على جميع المسلمين وغير المسلمين، من الذكور والإناث. وحسب الرجل (الزين) ذاته فإن المخالفين (إذا كانوا من زوار الدولة للمرة الأولى نقوم بنصحهم وتوعيتهم بأننا لا نأكل ولا نشرب في الأماكن العامة خلال نهار شهر رمضان، ولكن إذا كان المخالف من المقيمين في الدولة منذ فترة طويلة، نعمل على تحرير تقرير بشأنه، ونحيل القضية إلى النيابة العامة). وقبل أن (تضربوها بتقليقة) وأنتم تشاهدون مظاهر انتهاك حرمة رمضان بألبسة منافية حتى لحرمة شوال وغيره من الشهور، وتتابعون استفزازات بعض (وكّالي رمضان) الذين يعتبرون الأمر (حرية شخصية)، تعالوا نتساءل معًا بكل براءة: (علاش.. الإمارات خير منّا؟!)..