هل ارتكبت منكراً.. هل عصيت خالقك.. لاتحزن إن استغفرت.. فرب العباد ربك.. مولاك. خالقك.. سبقت رحمته غضبه.. يغفرالذنوب جميعاً.. تب إلى خالقك، فقد حان وقت الرجوع إليه، وهاهو رمضان يفتح أبوابه. لا تنصت للشيطان.. الذي يدعوك لمزيد من الابتعاد عن خالقك بدعوى أنك ارتكبت معصية.. يقول الباري عز وجل {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إنَّه هو الغَفُورُ الرَّحِيمُ}. تمعن.. تدبر الآيات الكريمات عندما يخاطب الحي القيوم عباده يقول يا عبادي تأليفاً لقلوبهم وتأنيساً لأرواحهم.. وقد خصَّ الذين أسرفوا لأنهم كثيرو الذنوب.. والخطايا.. فكيف سترهم ونهاهم عن القنوط.. وأخبر عز وجل أنه يغفر الذنوب جميعاً.. كلها صغيرها وكبيرها.. ولايبالي.. لأنه الغفور الرحيم.. فقط تب.. إلى بارئك إلى خالقك.. أخلص التوبة..اعزم على عدم العودة.. اقلع عن المعصية فستقبل توبتك. اسعدوا أيها المذنبون.. التائبون بقوله عز وجل: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أو ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِم وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ اللهُ ولم يصِرُّوا عَلى مافَعَلُوا وَهُمْ يَعلَمُون}. تمعن قوله: {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَونَ عَنْه نُكَفِّر عَنْكُمْ سَيئاتِكُمْ وَنُدْخِلكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمَاً}. أخي المسلم الذي ارتكب ذنباً.. ألا يشرح صدرك ويزيل غمك وهمك قوله تعالى: {وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}. استمع لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول (يقول تبارك وتعالى): (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي.. يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة). وفي الحديث القدسي (يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم).. لماذا تحزن.. لماذا تقنط.. استغفرلذنبك.. يُغفر لك..، في شهر الغفران. يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (كلكم خطاؤون وخير الخطائين التوابون). لا تقنط.. أيها المؤمن.. أيها المسلم.. يا من تحمل بين جنبيك (لا إله إلاَّ الله محمدٌ رسول الله).. فالشريعة سهلة وميسرة والوقت لا يزال أمامك للتدارك فهيا اقترب. يقول تعالى: {طَه مَاأَنْزَلْنَا عَلَيْكَ القُرْآنَ لِتَشْقَى} ويقول عز وجل.. {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى}، {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسَاً إِلاَّ وُسْعَها}. ويقول صلى الله عليه وسلم: (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) ويقول (سددوا وقاربوا). إن الله عز وجل.. ملك الملوك.. الحي القيوم.. الذي بيده ملكوت السموات والأرض.. يحبك يحب توبتك.. يفرح بتوبتك..بإنابتك.. بعودتك.. قال تعالى: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه} لاتسمع لعدوك.. إبليس.. الشيطان يدعوك عند عمل معصية أو ذنب إلى الاستمرار ويقول.. أنت لست من المستقيمين أنت عملت معاصي.. ارتكبت ذنوباً كثيرة.. كيف تتوب..لا تسمع له.. لا تقبل هداياه المفخخة بل.. تب إلى ربك.. إلى خالقك.. فهو عز وجل يحبك ويفرح لتوبتك بل ويبدلها حسنات وقال تعالى: {إِلاَّ مَنْ تَابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمْلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيئَاتِهِمْ حَسَنَات وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً}. اسعد بالاستغفار: فالله يسعد باستغفارك بدعائك.. بتضرعك في أيام الرحمة والغفران.