لا يخفى على احد أن للسمنة أضرارا كبيرة، تنعكس على صحة صاحبها ونفسيته، كما أنها تعد مسؤولا مباشرا عن الكثير من الأمراض العضوية والنفسية، التي يحذر منها الأطباء والأخصائيون بشدة، وينصحون مرضاهم دائما بالمحافظة على أوزان مثالية، أو بإتباع حمية تمكنهم من فقد بعض الكيلوغرامات الإضافية التي من الممكن أن تتسبب في عدد من الأمراض، كأمراض القلب والرئة والإصابة بالحصوات المرارية، والفشل الكلوي، والعقم، إضافة إلى الأمراض المعروفة الأخرى كالإصابة بتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، والإصابة بمرض السكر، وآلام المفاصل، وغيرها، هذا دون إهمال بعض الأضرار النفسية التي يتكبدها المصابون بالسمنة كالاكتئاب والانطواء الاجتماعي، والإحساس الدائم بالفشل. وانطلاقا مما ورد سابقا، وتجنبا لتلك الأمراض وغيرها، فان كثيرين من المصابين بالسمنة من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية، إناثا وذكورا، يحاولون بشتى الطرق إيجاد حلول نهائية لهذه المشكلة، سواء بالاعتماد على ما يتم تداوله من وصفات أو حميات غذائية أو حتى حبوب وأدوية في هذا المجال، بشكل منفرد دون اللجوء إلى أي طبيب أو أخصائي، أو عبر اللجوء إلى بعض الأطباء المتخصصين في هذا المجال، غير أن ذلك يعني تبديد مبالغ مالية هامة، قد لا يقدر عليها الأشخاص البسطاء، تصل إلى عدة ملايين في فترة قصيرة، وان كانت النتائج بعدها تبدو مقبولة نوعا ما. في هذا الإطار تقول إحدى السيدات التي كانت تعالج لدى طبيب متخصص في مشاكل السمنة والحمية الغذائية بالعاصمة، ان تكاليف العلاج باهظة للغاية، فالأمر لا يقتصر على مجرد إتباع حمية غذائية صارمة، لعدة أيام، بل يجب أن يترافق ذلك مع اخذ نوعين من الأدوية المنحفة، التي وصفها لها هذا الطبيب، وهي أدوية متوفرة في عيادته فقط، ولا توجد في الصيدليات، حيث يقول انه يستوردها من الخارج، ولا يتعلق الأمر ببضعة آلاف من الدينارات، بل عليها أن تدفع مقابل علبتين في المرحلة الأولى فقط حوالي ألف دج ، ثم بعد مرور 10 أيام، تعود مجددا لأخذ علبة أخرى بت7000دج، وبعد انقضاء 10 أيام أيضا، تعود لتأخذ علبة ثالثة ب4000، وتستمر في اقتناء هذا النوع الأخير طيلة فترة علاجها والى غاية حصولها على الوزن المثالي الذي ترغب به، سواء بإنقاصه بضعة كيلوغرامات فقط، تجنبا للإصابة بالأمراض وغيرها بالنسبة للسيدات و المتقدمات بالعمر، أو للراغبات في الحصول على جسد رشيق وقوام ممشوق، بالنسبة للمراهقات و الفتيات الشابات، ولا تقل مدة العلاج للوصول إلى النتيجة النهائية عن 12 شهرا أو حتى 24 شهرا، وبعملية حسابية بسيطة، يمكن أن نتخيل حجم الأرباح التي يجنيها هذا الأخصائي من مريضة واحد طيلة فترة علاجها، ومن عدد المريضات اللواتي يتابعن لديه، ما جعل الإقبال عليه مقتصرا في فئة محددة من المجتمع، تنحصر في المنتميات إلى الطبقة الغنية والمترفة. إما بالنسبة للمنتميات إلى الطبقة المتوسطة والبسيطة، فان كثيرات منهن، لا يدفعن إلا ثمن الفحص، والاستشارة الطبية الذي يصل إلى 800 دج، ثم يخرجن من العيادة بدون رجعة، بعد أن يكن قد تحصلن على بضعة نصائح، يستغللنها في إتباع حمية خاصة بهن، انطلاقا مما تتيحه لهن إمكانياتهن المادية، أو عبر اللجوء إلى اقتناء بعض الأدوية بالتنحيف المتوفرة في الصيدليات، أو الأعشاب والمساحيق التي تؤدي نفس الدور، وهي تتراوح في الغالب ما بين 200 وتتدرج الأسعار إلى أن تصل إلى حوالي 5000 دج بالنسبة للأنواع الكثيرة من الحبوب والأعشاب والمساحيق، التي تقبل عليها الكثيرات بغض النظر عن بعض المخاطر المترتبة عنها على المدى البعيد.