أظهرت نتائج الإستطلاعات التي أجريت بمنطقة الشرق الأوسط حول آراء الأطباء عن التدخين والإقلاع عنه، بأن هذه العادة السيئة تمثل خطورة على المدى البعيد في الجزائر أكثر من بعض العوامل الأخرى مثل السمنة والعزوف عن ممارسة التمارين وتناول الكحول أو الإدمان على المخدرات. وفي هذا الصدد، أكد 89 ٪ من الأطباء الذين تم استطلاعهم أن التدخين يلحق الضرر بكل عضو من أعضاء جسم الإنسان، كما أنه يعد سببا في حدوث الكثير من الأمراض التي تكون غالبيتها قاتلة، ومنها السكتة القلبية والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي والنوبات الدماغية. وأضاف هؤلاء الأطباء بأنه بالرغم من أن الكثير من المدخنين يعرفون تلك الحقيقة إلا أنهم يجدون أنه من الصعب عليهم الإقلاع عن التدخين، بحكم أن مادة النيكوتين الموجودة في السجائر شديدة الإدمان، وتؤدي في الكثير من الأحيان إلى جعل المدخنين مدمنين من الناحيتين البدنية والنفسية. كما أن الكثير من المدخنين يحبّذون في قرارة أنفسهم التخلص من هذه العادة، إلا أنهم غالبا ما يفشلون في التغلب على أعراض الإنسحاب عند الإقلاع عن التدخين، وحتى عندما ينجح المدخنون في الإقلاع عن التدخين، فمن الممكن أن يعودوا إلى العادة مرة أخرى، كما أوضح الخبراء. ويصنف أطباء الشرق الأوسط وإفريقيا التدخين كحالة طبية، حيث يعتقد 92 ٪ من الأطباء بأن من بين المهام الملقاة على عاتق الطبيب مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين، وبالرغم من ذلك فإن ثلث الأطباء بالجزائر لا يعتقدون أنهم مدربون بشكل مناسب للقيام بتلك المهمة. وفي هذا الشأن، أكد الدكتور قويدر الوهاب بالمستشفى الجامعي للبليدة، بأن الأطباء ليسوا في حاجة إلى التدريب للقيام بهذا العمل الإيجابي، لكن مجرد سؤال بسيط ومناقشة موجزة حول مخاطر التدخين قد تكون بداية جيدة، مضيفا بأنه إذا كان المريض يرغب في الإقلاع عن التدخين، فهناك الكثير من الخيارات التي يمكنه اللجوء إليها ومنها بعض الخيارات التي لا يمكن أن يصفها سوى الأطباء. ومن المخاطر الصحية الأكثر شيوعا، نجد إدمان التبغ في المرتبة الثانية بعد السمنة كواحد من أصعب المخاطر التي يمكن التعامل معها، ويصعب على كثير من المدخنين الإقلاع عن التدخين بأنفسهم. وقد يطلب الكثير منهم المساعدة والدعم للتغلب على الإدمان، وكي يتمكن هؤلاء من الإقلاع عن هذه العادة المضرة ينصح الأطباء باستشارة أخصائي الرعاية الصحية كالطبيب أو الصيدلي. وفي هذا الإطار دائما، أوضح البروفيسور نيبوش جمال بأن المجتمع الطبي ببلادنا يقدر خطورة التدخين كعامل خطير في الإصابة بالكثير من الأمراض الرئيسية، وأن طبيعة التبغ تجعل من الصعب الإقلاع عنه، لكن من خلال المساعدة والدعم من أخصائي الرعاية الصحية، أضاف البروفسور، فقد يفلح المرضى العازمين في الإقلاع عن التدخين.