من قال أن الجزائريين فقراء أو متزمتين ومنغلقين ولا يقلدون الغرب في طقوسه الدينية منها والمدنية فقد كذب، فهم وإلى النخاع والكثير منهم مولعون بتقليد ومحاكاة كل ما هو آت من وراء البحر، وآخر حدث نعيشه هذه الأيام وإلى غاية مطلع رأس السنة الميلادية الجديدة، حيث تعم البلاد موجة من الاحتفالات بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام والتي يصادف من كل عام 25 ديسمبر، وهذا من طرف أناس يدعون التحضر والتمدن، ولكن فقط فيما يخص كل ما هو وارد من أوروبا المسيحية··؟ وليت الأمر يقتصر على الاحتفال هنا عندنا بالجزائر بما أتيح من الإمكانيات الفندقية والطبيعية، ولكن هنالك من الأشخاص من يفضل قضاء رأس السنة الميلادية خارج الوطن، حيث تكون وجهته فرنسا أو تركيا أو المغرب، وأقل تقدير لدى هؤلاء أن يذهبوا إلى تونس حيث الدفء ولا يسألون عما يفعلون وينفقون بسخاء الملايين بل الملايير من الدينارات بعيدا عن الأعين، وبعيدا عن أعين فقراء مدنهم وفنادق بلادهم وواحاتها ومناظرها الجميلة التي كانت هي أحر بما أنفقوا من الأموال، حيث تقدر الإحصائيات، طبعا الغير رسمية أن مجمل ما ينفقه الجزائريون احتفالا بالسنة الميلادية قد يصل إلى حوالي 50 مليارا··؟ وإن كانت الأموال ضرورية لمساعدة أبناء البلد وهم بها أولى خاصة الفقراء والمساكين والأرامل واليتامى والمرضى، إلا أن القضية تخص العقيدة، فكيف يصح لمسلم أن يقوم بطقوس مسيحي وخاصة وأن هذه الطقوس والشعائر التي يحييها هؤلاء فاقدي الشخصية تتنافى في مجملها حتى مع ما جاء بع عيسى عليه السلام، زيادة على أن المسحيين لا يحيون شعائرنا ولا يحترمون عادتنا وتقاليدنا، وينظر إليها البعض منهم بازدراء··! لقد مرت علينا منذ أيام خلت رأس السنة الهجرية ولم نر من هؤلاء الجزائريين الذين احتفلوا بعيد ميلاد المسيح ويستعدون أيضا للاحتفال برأس السنة داخل الوطن وخارجه، أي مظاهر تدل على تعظيمهم لدينهم وتوقيرا لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، مع أنهم يدعون بأنهم مسلمون ويعيشون بيننا كبقية عباد الرحمن··؟!