يتذكر الكثير من الجزائريين مدفع الإفطار وتحكي العديد من نواحي العاصمة وبالأخص القصبة العتيقة عن أيام رمضان في الحقبة الاستعمارية، بحيث كان إفطار السكان على وقع (ضربة) المدفع التي كانت تنطلق من أعالي المدينة من أسوار دار السلطان إيذانا بموعد الإفطار، ولازال الكثير من العجائز والشيوخ يتذكرون أيام رمضان أو عبق الزمن الجميل في تلك الحقبة، إذ تحكي الحاجة نورية عن تلك الفترة بمشاعر تمتزج بين التفاؤل والحسرة فمن ناحية تقول إن (ضربة) المدفع تذكرها بأحبائها وكيف كانت وسط عائلتها التي فقدت الكثير منهم إبان الاستعمار، وتعود وتقول لكن (ضربة) المدفع لها ميزة خاصة وكان الكل يتحينها لأجل الإفطار بعد يوم كامل من الصيام، بحيث كانت الحياة بدائية نوعا ما في ظل القيود التي كان يفرضها المستعمر الغاشم إلا أن الجزائريين كانوا متحدين ويقضون رمضان في جو مفعم بالنشاط وروح التضامن، وكان صوت المدفع يعوض أذان المغرب آنذاك، بحيث لم تكن تستعمل مكبرات الصوت، ومن المساجد من راحت إلى استعمال الأعلام البيضاء على المآذن للإعلان عن موعد الإفطار وكانت كلها طرق معتمدة لصد المستعمر، واستمر الحال على ذلك إلى غاية الاستقلال وقالت إنه حتى بعد إلغائها بقي الكثير من سكان القصبة والمناطق المجاورة يقولون (ضرب) المدفع عوض القول أذن المؤذن إلى أن اعتادوا على الأذان في زمن الحرية والاستقلال.