تحادثا طيلة ساعتين * الغنوشي: (بوتفليقة متابع جيّدا للأحداث وطلبت نصيحته)* كشف رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي أن لقاءه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة مساء الأربعاء الماضي استمرّ لساعتين من الزمن تناولا خلالها العديد من المواضيع الهامّة منها العلاقات الثنائية بين تونسوالجزائر وسبل التعاون بينهما في مختلف المجالات وعلى رأسها مقاومة الإرهاب الذي يهدّد الأمن والسلام في المنطقة بأسرها بما فيها تونس خاصّة إثر العملية الإرهابية الغادرة التي استهدفت يوم الجمعة الفارط مدينة سوسة حسب ما ذكره الغنوشي في حوار أجرته معه صحيفة (الخبر) الوطنية أوردت جزءا من مضمونه أمس الجمعة وتنشر تفاصيله اليوم السبت فقد (وجدت الرئيس بوتفليقة حاضر الذهن وتناقشت معه لمدّة قاربت الساعتين ووجدته مستوعبا لأحوال المنطقة ويسأل عن الجزئيات كما سألني الرئيس عن جريمة سوسة والأحداث في ليبيا واليمن والعراق وعن كلّ التفاصيل المتعلّقة بالحادث الأخير في سيناء) وقد سأل الرئيس بوتفليقة الغنوشي -حسب ما ذكره هذا الأخير- (عن أصدقائه القدامى في تونس: أحمد المستيري وأحمد بن صالح كما عبّر لي الرئيس بوتفليقة عن دعم كامل لتونس وأكّد أن الجزائر تضع كلّ إمكانياتها لدعم استقرار تونس) وأفاد الغنوشي بأنه طلب النصيحة من الرئيس بوتفليقة بشأن الوضع في المنطقة المغاربية مشيرا -حسب صحيفة (الخبر)- إلى أنه استعرض مع الرئيس بوتفليقة تطوّرات الأوضاع في المنطقة المغاربية والإقليمية والتأكيد على مبدأ الحوار والتوافق والتشارك كسبيل لحلّ المشاكل وضرورة الابتعاد عن الصراعات وتجنّب أيّ تدخّل أجنبي في الشؤون الداخلية لدول المنطق وحسب المصدر نفسه فقد أشاد الغنوشي بالموقف الجزائري الداعم لتونس وثمّن الهبّة الشعبية لدعم الاقتصاد والسياحة في تونس بعد هجوم سوسة وقال إن (هذا موقف ليس غريبا عن الشعب الجزائري) للإشارة فقد رافق الغنوشي في زيارته إلى الجزائر وزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام والقيادي في حركة النهضة نور الدين البحيري كما التقى (شيخ النهضة) الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل وتبادل معه وُجهات النّظر بخصوص عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك وتأكيد التعاون بين البلدين لما فيه تحقيق لمصلحة الشعبين الشقيقين خلال مأدبة إفطار أقيمت على شرفه رفقة وزير السياحة عمار غول ووزير الشؤون الدينية محمد عيسى لماذا زار الغنوشي الجزائر بشكل (مفاجئ)؟! ذكرت مصادر إعلامية عربية أن زيارة رئيس (حركة النهضة) التونسية راشد الغنوشي للجزائر قد تكون جاءت في إطار مهمّة وساطة بين الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ونظيره عبد العزيز بوتفليقة بعد (خلاف صامت) بين قيادتي البلدين على إثر اتّفاق أمني أبرمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع نظيره التونسي خلال زيارته لواشنطن في 21 ماي الماضي وجاء في تقرير نشرته صحيفة (الحياة) اللندنية نقلا مصادر جزائرية قالت إنها (رسمية) دون أن تسمّيها أن وساطة الغنوشي انحصرت في تبديد أسباب انزعاج القيادة الجزائرية من الاتّفاق الأمريكي-التونسي ونفت أن تكون مهمّة الغنوشي شملت (وساطة مفترضة) بين الرئاسة المصرية وتنظيم (الإخوان) ذات المصدر قال إن الغنوشي نقل رسالة من السبسي إلى بوتفليقة (تضمّنت توضيحات للاتّفاق الأمني مع واشنطن) بعد (تسريبات) إعلامية عن (قلق جزائري) من (ترتيبات عسكرية) دفعت واشنطن إلى إعطاء تونس صفة (حليف أساسي خارج حلف شمال الأطلسي) والتقى الغنوشي السبسي في قصر قرطاج عشية مغادرته إلى الجزائر وأفاد بيان للرئاسة التونسية بأن اللّقاء تناول الأوضاع العامّة في البلاد في حين صرّح رئيس (حركة النهضة) بأنه عبّر لرئيس الجمهورية عن دعم الحركة الكامل لجهود الدولة وأجهزتها في تصدّيها للإرهاب مؤكّدا أن الأوضاع تستوجب وحدة الصفّ لتجاوز المرحلة الصعبة