التسوق ينعش ليالي المدينة إقبال كبير على المراكز التجارية في سوق أهراس تحول اهتمام أغلب العائلات بسوق أهراس خلال الأيام العشرة الأواخر من شهر الصيام نحو الأسواق والمحلات والمراكز التجارية من أجل اقتناء ألبسة العيد لأطفالهم بعدما كانوا يقبلون خلال الأيام الأولى من رمضان على اقتناء الخضر والفواكه واللحوم بنوعيها حسبما لوحظ. وعلى الرغم من أن ألبسة العيد عرفت هذا الموسم ارتفاعا جنونيا أثر على ميزانية المواطنين من ذوي الدخل المحدود الذين يتهمون التجار بانتهاز الفرصة لرفع الأسعار إلا أن ذلك أحدث حيوية على النشاط التجاري ليجعل من ليالي سوق أهراس في رمضان وكأنها نهارا. ويعتبر بعض أرباب العائلات أن الأيام الأخيرة من رمضان تبقى صعبة ماديا على الأمهات والآباء لاسيما فيما يتعلق باقتناء ألبسة العيد للأطفال. وبالنظر إلى ارتفاع أسعار ملابس الأطفال خاصة منها المصنوعة بتركيا أو ببعض البلدان الأوروبية الأخرى تفضل عديد العائلات اقتناء الملابس من صنع صيني على الرغم من أنها ذات نوعية رديئة لأنها في متناولهم. وتزداد المعاناة في حالة عدم رضا الطفل عن الملابس أو عدم توافق قياس الملابس أو الأحذية مع قياسات الأطفال حيث تلجأ الأسر إلى تغيير المقتنيات في رحلة ذهاب وإياب من وإلى الأسواق لا تنتهي إلا بإرضاء الطفل وتلبية رغباته. ومع ارتفاع حرارة الجو التي تجاوزت هذه الأيام 38 درجة أصبحت حركة مواطني المدينة قليلة نهارا مما دفع بأصحاب محلات بيع ملابس الأطفال إلى العمل ليلا وذلك مباشرة بعد الإفطار عندما يشرع المتسوقون في الإقبال فرادى وجماعات مرفقين بأبنائهم. ويتجلى هذا المشهد على الخصوص بوسط المدينة سواء بشارع جيش التحرير الوطني أو بساحة الاستقلال أو بطريق تبسة. وتعرف أسعار ملابس الأطفال في المحلات والساحات العمومية ارتفاعا كبيرا صدم العديد من المواطنين الذين بات حديثهم هذه الأيام يدور عن التكلفة الكبيرة التي تثقل كاهل العائلات من أجل اقتناء كسوة العيد لأطفالها. ولوحظت إحدى النساء الموظفات بمؤسسة عمومية ولديها 5 أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و16 سنة في حيرة من أمرها أمام غلاء الأسعار عبر أسواق المدينة مضيفة بأن بذلة واحدة لابنها تكلفها بين 7 آلاف إلى 8 آلاف دج وهو ما يتطلب أزيد من 65 ألف دج لتلبية طلبات كسوة العيد لكل أبنائها. وبالتوازي مع ذلك فإن سكان سوق أهراس يبقون خلال هذه الأيام الأخيرة من شهر الصيام يعيشون على وقع أجواء تطبعها تحضيرات مكثفة لاستقبال عيد الفطر وإعداد حلويات العيد المكلفة أيضا والبدء بتنظيف المنازل حيث ما تزال العائلات المحلية متمسكة بهذا التقليد من خلال قيام النسوة بتنظيف المنازل وبعضهن يشترطن طلاءها كما تلجأ ربات البيوت إلى غسل الأفرشة وحتى استبدالها بأخرى جديدة. وقد أجمع عديد المواطنين عبر أسواق ومتاجر مدينة سوق أهراس على أن العادات الاستهلاكية للعائلات المحلية قد اتسمت خلال رمضان الحالي بنوع من الترشيد.