انتعشت ليالي سوق أهراس وتحولت، مع اقتراب حلول عيد الفطر، الى نهار حيث يقوم أغلب المواطنين بالتسوق لاقتناء مستلزمات هذه المناسبة الدينية من لباس العيد ومختلف المواد التي تحضّر بها الحلويات. فبعد ما كان اهتمام العائلات عند حلول رمضان منصبا أساسا على اقتناء كل ما طاب ولذ من خضر وفواكه ولحوم، لتحضير الأطباق، تحول الاهتمام هذه الأيام نحو الأسواق والمحلات والمراكز التجارية من أجل شراء ألبسة العيد خصوصا. ويعتبر بعض الأولياء أن الأيام الأخيرة من رمضان تبقى صعبة ماديا على الأمهات والآباء لاسيما فيما يتعلق باقتناء ألبسة العيد للأطفال و ذلك جراء ارتفاع أسعار الألبسة. وتزداد المعاناة في حالة عدم رضا الطفل عن الملابس أو عدم توافق قياس الملابس أو الأحذية مع قياسات الأطفال، حيث تلجأ الأسر إلى تغيير المقتنيات في رحلة ذهاب وإياب من وإلى الأسواق لا تنتهي إلا بإرضاء الطفل وتلبية رغباته. ومع ارتفاع حرارة الجو التي تجاوزت هذه الأيام ال40 درجة، أصبحت حركة مواطني المدينة قليلة نهارا مما دفع بأصحاب محلات بيع ملابس الأطفال ودفع الإقبال الكبير للمواطنين فرادى وجماعات مرفقين بأبنائهم على محلات وسط المدينة سواء بشارع جيش التحرير الوطني أو بساحة الاستقلال أو بطريق تبسة بأصحاب المحلات إلى تناول وجبة الإفطار بأماكن عملهم لفتح فضاءاتهم مباشرة بعد الإفطار. والملفت للانتباه بأحياء وأزقة المدينة الإقبال الكبير على السلع المعروضة رغم غلائها في كثير من الأحيان حيث تسعى العائلات جاهدة لاستقبال العيد في أحسن حلة. وتعرف أسعار ملابس الأطفال في المحلات والساحات العمومية ارتفاعا كبيرا صدم العديد من المواطنين الذين بات حديثهم هذه الأيام يدور عن التكلفة الكبيرة التي تثقل كاهل العائلات من أجل اقتناء كسوة العيد لأطفالها. وقالت إحدى السيدات، وهي موظفة بمؤسسة عمومية لديها 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و15 سنة، أنها في حيرة من أمرها جراء الغلاء الفاحش الذي لاحظته عبر أسواق المدينة، مشيرة إلى أن بذلة واحدة لابنها تكلفها بين 6 آلاف إلى 7 آلاف دج، معتبرة أن تلبية كسوة العيد لأبنائها يتطلب حوالي 60 ألف د.ج فيما فضلت سيدة أخرى اقتناء ملابس من صنع صيني أو محلي تعد، حسبها، أقل سعرا. وبالتوازي مع ذلك، فإن سكان طاغست يبقون خلال هذه الأيام الأخيرة من شهر الصيام يعيشون على وقع أجواء تطبعها تحضيرات مكثفة لاستقبال عيد الفطر. والبدء بتنظيف المنازل حيث تبقى العائلة السوقهراسية متمسكة بهذا التقليد وتبدأ النسوة بتنظيف المنازل وبعضهن يشترطن طلاءها كما تلجأ ربات البيوت إلى غسل الأفرشة وحتى استبدالها بأخرى جديدة.